وافقت الحكومة السودانية على بدء جولة جديدة من المفاوضات حول منطقتي "النيل الأزرق وجنوب كردفان" في الموعد الذي تحدده الآلية الأفريقية رفيعة المستوى برئاسة ثابو أمبيكي، ونفت تلقيها دعوة رسمية لتحديد موعد المفاوضات. وشنت الخرطوم هجوماً عنيفاً على أمين عام الحركة الشعبية قطاع الشمال، ياسر عرمان، ووصفت حديثه عن عجز النظام في إدارة أزمات البلاد، وسعيه لإثارة المجتمع الدولي ضد الحكومة، بأنهما مجرد "عربدة وموت بطيء"، وقال عضو الوفد الحكومي للتفاوض عبد الرحمن أبو مدين "التمرد فشل في إسقاط الحكومة عبر البندقية وإثارة الفتن في المدن، مما دفع مسؤولي الجبهة الثورية للتسول في أوروبا للحصول على الدعم ولم يجدوا أذناً صاغية من قبل الأوروبيين". وقطع باستعداد الحكومة لاستئناف التفاوض حول المنطقتين في أي وقت. وكان عرمان قد أكد أن الآلية الأفريقية رفيعة المستوى، ستدعو لجولة جديدة من المفاوضات بين الحركة وحكومة الخرطوم في الحادي عشر من ديسمبر الجاري، ولمدة 5 أيام بالعاصمة الإثيوبية أديس أبابا، وقال إنه سيسعى لكشف وفضح النظام الحاكم أمام المجتمع الدولي والأفريقي كنظام عاجز عن تقديم أي حلول سياسية وسلمية، منوهاً إلى أن العلاج الوحيد يكمن في ذهاب النظام. من جانبها، أعلنت القوات المسلحة السودانية تحقيقها العديد من الانتصارات في مختلف مسارح العمليات، وقال المتحدث باسم الجيش الصوارمي خالد سعد إن القوات المسلحة حققت انتصارات في كثير من المواقع وعادت بمعنويات عالية. وتحدثت تقارير عن تلقي بعثة الاتحاد الأفريقي والأممالمتحدة المشتركة في دارفور أول من أمس معلومات عن سقوط عدة قتلى في غارة جوية أثناء توجههم من تابت إلى "شنقلي طوبايا" التي تقع على بعد 60 كلم من الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور، فيما نفى الجيش السوداني اندلاع أي معارك في تلك المنطقة. يذكر أن الأممالمتحدة أعلنت في مطلع العام الحالي أن الغارات الجوية تواصل استهداف مناطق سكنية، وتسفر عن إصابة مدنيين في دارفور، التي تشهد إلى جانب المعارك بين القوات الحكومية والمتمردين، معارك شرسة بين القبائل، أدت جميعها إلى نزوح حوالي 460 ألف شخص خلال العام الجاري.