قال إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ الدكتور أسامة خياط في خطبة الجمعة أمس، إنه لما كان رفع البلاء قبل وقوعه هو أولى من رفعه بعد وقوعه، فإن اجتناب المعصية والحذر من مسالك الخطيئة هو دأب المتقين، ويكون ذلك بالتفكر بالداعي إلى المعصية والباعث عليها والميسر للوقوع فيها وليس ذلك إلا بالنفس الأمارة بالسوء والشيطان الآمر بها والمزين لها والحاض عليها. وأضاف: إن اللبيب الحافظ لنفسه ليقف مع هذين الداعيين وقفتين، الأولى مع نفسه بالنظر الفاحص في خباياها والتفتيش عن عيوبها وهى نظرة تفضي لما هى عليه من جهل وظلم يوردان الموارد بالصد عن الخير والإغراء بالشر والحمل على الباطل، أما الوقفة الثانية فبالنظر إلى شيطانه الموكل وبملاحظته التي تفيد باتخاذه عدواً وتفيد كمال الاحتراز منه والتحفظ والانتباه لما يريده. وقال: ربما أجرى على لسان المسلم كلمة طالما أهلك بها الخلق وهي قوله لا يضر مع التوحيد ذنب، ولا ينفع مع الشرك حسنة، فإن قطع هذه العقبة بعصمة من الله أو بتوبة نصوح تنجيه منها، طلبه للعقبة الرابعة وهى عقبة الصغائر، ولا يزال يهون عليه أمرها حتى يصر عليها فيكون مرتكب الكبيرة الخائف أحسن حالاً منه، فالإصرار على الذنب أقبح منه، ولا كبيرة مع التوبة والاستغفار ولا صغيرة مع الإصرار، أما العقبة الخامسة فهي عقبة المباحات التي لا حرج على فاعلها فشغله بها عن الاستكثار من الطاعات. وأكد إمام وخطيب المسجد الحرام بأن العبد إذا نجا من هذه العقبات فإنه لا يبقى له سوى عقبة واحدة لا بد له منها، وهي عقبة تسليط جند الله عليه بأنواع الأذى باليد واللسان والقلب على حسب مرتبته بالخير، وهذه العقبة لا حيلة له بالتخلص منها إلا بعبودية لله لا ينتبه لها إلا أولو البصائر. وفي المدينةالمنورة، أوضح إمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ علي بن عبدالرحمن الحذيفي في خطبة الجمعة أمس، أن المطلع على سيرة النبي محمد صلى الله عليه وسلم بعد البعثة، وقبلها، يزداد إيمانه، وحبه للنبي صلى الله عليه وسلم، حتى يحبه أكثر من نفسه، وإن كان كافراً أسلم أو أعرض وهو موقن بأنه رسول رب العالمين. وأضاف: إن الله تعالى جعل نبينا محمداً صلى الله عليه وسلم آية كبرى من آيات الله العظمى، فكمله، وجمله، فقد بلغ في الكمال غايته خلقاً وخلقاً، وحسناً، وجمال الخلقة يدل على جمال الخلق والصفات والطبائع، ولما أنزل عليه القرآن الكريم تخلق بخلقه فازداد جمال خلق وحسن سجايا على ما جبله الله عليه من مكارم القرآن، قالت عائشة رضي الله عنها "كان خلق رسول الله القرآن".