حذر امام وخطيب المسجد الحرام الدكتور عبدالرحمن السديس الساعين في الشر والفساد والشقاق والعناد المتطاولين على رموز الأمة بأن جزاءهم بئس المهاد وقال ان هؤلاء امتلأت قلوبهم حسداً وحقداً على رموز الأمة وقممها وانطوت افئدتهم على سوء ظن وطغيان، انهم رأس الاثم والعدوان والبغي والبهتان المتطاولون بالنكر في أطهر وازكى الاعراض عرض أم المؤمنين عائشة الصديقة بنت الصديق رضي الله عنها وعن ابيها المبرأة من فوق سبع سموات من أنزل الله فيها قرآناً وحجج العفاف وبرهاناً ولكن الافكة المأفوفون يا وحيهم خروا عليها صماً وعميانا. وقال في خطبة الجمعة التي ألقاها بالمسجد الحرام “ لقد عمدت شريعتنا الغراء منذ الأزل إلى خصيصة منوهة بشأنها وبتتويجها وإعلاء صرحها وتدبيجها بل جعلتها قرينة الإيمان في أي القران خصيصة هي مقصد عظيم من مقاصد الدين وحصن لليقين وتوكل متين من استمسك بها استنار ت له الظلم هي الصورة المشرقة والصفحة المتألقة المتمثلة في فعل الخيرات واغتنام البرور والصالحات “. وأوضح أن النفوس التي جبلت على البر والصلاح وطبعت على الجميل والإصلاح تهفوا إلى الخير وتسر بإدراكه ووقوعه وتأسى للشر وتحزن لرتوعه متسائلا أليس البر يا عباد الله مجمع السرور ويبلغ من الأمجاد قاصيتها ومن المحامد ناصيتها فلا يصدر إلا عن كريم شهم ندب رحيم تسامى إلى ذرى العاطفة الجياشة المشفقة والنفس الوجلة المغدقة. وبين الشيخ السديس أن المجتمع المسلم هو موئل التراحم والتلاطف والتعاضد والتعاطف الزاخر بمشارق الصالحات والنبل ومبارق الإنسانية والفضل لايثبطهم عن الحسنات تهويل ولا ينزع بهم عن المعروف تأويل وذلك هو الانتماء الصادق لخصائص هذه الأمة ومقومات وجودها. وكشف فضيلته أن لفعل الخير أنواع عديدة من نفح ازاهرها قوله تبارك وتعالى (( لا خير في كثير من نجواهم إلا من أمر بصدقة أو معروف أو إصلاح بين الناس )) وقوله سبحانه وتعالى (الذين ينفقون في السراء والضراء والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين) ومن نبراس النبوة قوله صلى الله عليه وسلم ( أفضل الأعمال أن تدخل على أخيك المؤمن سرورا أو تقضي عنه دينا أو تطعمه خبزا ). ودعا المسلمين إلى إغاثة الملهوف وبذل المعروف ونصرة المظلوم ومواصلة المحروم وتيسير العسير وجبر الكسير وإصلاح بين متخاصمين والترغيب في الخير والمساهمة في نشر العلم وإعانة المنقطع والإتقان في العمل وإرشاد الحائر والشفاعة في الخير وترك الشر وسماعه وكفالة اليتيم ومعالجة السقيم ومواصلة الأرحام والتعطف على الفقير والمساهمة في إنشاء مركزا دعويا أو تأسيس صرحا خيريا وان يكون قدوة في الأمة ومثالا حالا ومقالا. وأورد فضيلته قول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله “ من أصول أهل الإيمان سلامة قلوبهم وألسنتهم لأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم “ أما أصول الشر والفتنة الدائبون على انتهاك المقدسات والاعتداء على المساجد والحرمات والتوسع في بناء المستوطنات وسلب الحقوق المغتصبات ومخالفة كل الأعراف والقرارات فان الجبار جل جلاله لهم بالمرصاد والى الله نرفع الشكوى ونبث البلوى من جرائم الصهاينة النكراء. وقال “ يا أحبتنا في فلسطين صبرا صبرا متوجا بتوحيد ووحدة والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون وبنحوهم الذين يبوؤون بالإثم الكبير في تثبط عمل الخير وثني رجاله دون الإقدام والاقتحام فيشهرون الريب والظنون والبهت والطعون صوب العمل الصالح الميمون ورجالاته وكفاءاته حتى تستوحشه الناس فيختل بزعمهم وينحل ومن تسمع لهؤلاء كان اطف منهم في التخذيل مكيالا واخف في التشكيك مثقالا ومبلغك الشر كباغيه لك “. وأضاف يقول “ترى هؤلاء لا يكتؤون في التطاول على أهل الفضل في الأمة والسعي لتشويه صورتهم الآلاء وابتغاء العيب لهم وبث الشائعات المغرضة ضدهم والاجلاب بخيلهم ورجلهم في بث الفتنة وبعث الشرور وفرض الوصاية عليهم للتفريق بين الأحبة وقطع حبال المودة في الأسر والمجتمعات واستمراء الخصومات والنزاعات والدعاوي الكيدية والافتراءات “. ومضى يقول هناك طائفة أجلبت بشرور الإرهاب والمخدرات تعاطيا وتسويقا تهريبا وترويجا فاستهدفت الأمة في اعز ما تملك في أبنائها وشبابها وهلم جرا من ضروب الشرور وشرائح الأشرار لا كثر الله في الأمة سوادهم الذين لا يكبحهم إلا العزم والحزم والحسم. وقال “ وفي عصرنا الحاضر تشرق في أفق العمل الخيري درة فريدة وتأتلق في العالم اجمع منارة عتيدة إلا وهي مؤسسة خادم الحرمين الشريفين العالمية للأعمال الخيرية والإنسانية جعلها الله في موازين الحسنات ورزق مؤسسها أعالي الجنات ، مشيرا إلى أن أهدافها النبيلة ومقاصدها الجليلة في خدمة الشريعة وبيان محاسنها البديعة ونشر الوسطية والاعتدال والحد من التفرق والتناحر والضلال وإسداء الخير في أبهى جمال بين بني الإنسان مهما شطت الأوطان وناءت البلدان مع تحقيق مبادئ العدل والخير والسلام وقمم الحوار والتسامح والإخاء والتكافل والرخاء وفي صد الشرور عن المجتمع تأتي الانجازات الأمنية والضربات الاستباقية المتميزة لرجال أمننا الأشاوس في كشف الستار والقبض بحزم وإصرار على خلايا الإرهاب وإحباط شبكات تهريب وترويج المخدرات ضد بلد الخير والمكرومات وان تلك الأعمال الميمونة لهي الترجمان الصادق عن خدمة الدين والإنسانية في أهدى سبيل وأقوم قيل مشفوعة بالعزيمة الإيمانية الوقادة التي تجمع شمل الأمة بل العالم تحت لواء المبار والمسار غير عيابة للمعضلات الداهمات أو الغير الناجمات “. وفي المدينةالمنورة قال فضيلة إمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ عبدالمحسن القاسم في خطبة جمعة أمس أن الله خلق عباده وسخر لهم ما في السماوات وما في الأرض وأسبغ عليهم نعمه ظاهرة وباطنة ليفردوه سبحانه بالعبادة فبقي الناس بعد هذا فترة يعبدون الله وحده فزين الشيطان لبعض خلقه عبادة الأصنام فعبدوها فأرسل الله الرسل وأنزل معهم الكتب ليرجع الناس إلى عبادة الله وحده. وأضاف فضيلته يقول إن من رأفته بخلقه جعل فطرهم موافقة لما خلقهم له ، فكل مولود يولد على فطرة إفراد الله بالعبادة وانه المعبود وحده دون من سواه ، قال عز وجل (فطرة الله التي فطر الناس عليها). وبين فضيلته أن الشيطان يسعى لإفساد فطر الخلق ليحرم العباد من رضا ربهم عنهم ومن النعيم المقيم المعد لهم في جنات عدن ، قال عليه الصلاة والسلام “ قال الله عز وجل إني خلقت عبادي حنفاء كلهم وأنهم أتتهم الشياطين فاجتالتهم عن دينهم وحرمت عليهم ما أحللت لهم وأمرتهم أن يشركوا بي ما لم انزل به سلطانا “. وأوضح إمام وخطيب المسجد النبوي أن إبليس يدعو الخلق إلى الوقوع في أعظم ذنب يعصى الله به ، سئل النبي صلى الله عليه وسلم أي الذنب أعظم قال “ أن تجعل لله ندا وهو خلقك “ ، فعبد كثير من الناس غير الله ، كما قال سبحانه (ولكن أكثر الناس لا يؤمنون )) ، مبينا فضيلته أن من آثار عدم الإيمان أن كل عمل يعمل وإن كان صالحا فانه لا يثاب عليه لفقدان أصل الدين ، قالت عائشة رضي الله عنها يارسول الله إن بن جدعان كان في الجاهلية يصل الرحم ويطعم المسكين فهل ذاك نافعه قال “ لا ينفعه انه لم يقل يوما ربي اغفر لي خطيئتي يوم الدين “ ، وهذا الذنب سبب لسخط الله وحلول الذلة والمسكنة لمن فعله ، قال عز وجل (إن الذين اتخذوا العجل سينالهم غضب من ربهم وذلة في الحياة الدنيا) ، وصاحبه يتقلب في كروب وهموم وأحزان ، قال جل شأنه (( ومن يرد أن يضله يجعل صدره ضيقا حرجا كأنما يصعد في السماء / ، ويمنعه من دخول الجنة ويخلده في النار ، قال جل شأنه (( انه من يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة ومأواه النار). وأفاد الشيخ القاسم أنه لئلا يقع العبد في شرك الشيطان ويسخط ربه ويخلد في النار أرسل الله لكل امة رسولا يحذرهم من دعوة الشيطان ويأمرهم بعبادة الرحمن وانزل الكتب ودعا إليه في أكثر آيات القرآن وجميعها في القرآن دال عليه وأول أمر في كتاب الله هو الأمر به ، قال جل وعلا (يا أيها الناس اعبدوا ربكم) ، أي وحدوا ربكم ، وأول نهي يتلوه قاريء القرآن هو النهي عن ضده (فلا تجعلوا لله أندادا وانتم تعلمون). وأضاف إمام وخطيب المسجد النبوي في خطبته أن أعظم صورة في كتاب الله اشتملت على التوحيد سورة الإخلاص وأعظم آية في كتاب الله ما اشتملت على وحدانيته آية الكرسي ، ومكث النبي صلى الله عليه وسلم بعد بعثته يدعو إلى توحيد الله عشر سنين لا يدعو إلى شيئ سواه ثم تتابعت عليه الشرائع فكان يدعو إليها مع التوحيد إلى مماته وكان يقول في صباحه ومسائه “ أصبحنا على فطرة الإسلام وعلى كلمة الإخلاص وعلى دين نبينا محمد وعلى ملة أبينا إبراهيم حنيفا مسلما وما كان من المشركين “ ، وكان يستفتح يومه بالتوحيد فيقرأ في ركعتي الفجر بسورتي الكافرون والإخلاص ويختمه به فيقرأ في الشفع والوتر بالكافرون والإخلاص ، ووصى به أمته ، أتى أعرابي إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال دلني على عمل إذا عملته دخلت الجنة قال “ تعبد الله ولا تشرك به شيئا وتقيم الصلاة المكتوبة وتؤدي الزكاة المفروضة وتصوم رمضان “ ، وكان يأمر أصحابه أن يبايعوه على عبادة الله وحده ، وإذا بعث الدعاة إلى الأمصار يأمرهم أن يبدأوا بالدعوة إلى التوحيد ، وإذا جاءه وفد من الوفود علمهم التوحيد. ومضى الشيخ القاسم قائلا إن الرسل خافوا على أبنائهم إتباع الشيطان بعبادة الأصنام ، فقد قال الخليل عليه الصلاة والسلام (واجنبني وبني أن نعبدالأصنام) ، والنبي صلى الله عليه وسلم خافه على أمته فقال “ أخوف ما أخاف عليكم الشرك الأصغر “ فسئل عنه فقال “ الرياء “ ، وهو من حق الله على العباد ، قال عليه الصلاة والسلام “ يا معاذ أتدري ما حق الله على العباد “ قال الله ورسوله اعلم قال “ حق الله على العباد أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئا “ ، كما انه يقرب العبد من الجنة ويباعده من النار ولا سعادة في الدنيا والآخرة إلا به ، قال عليه الصلاة والسلام “ قولوا لا إله إلا الله تفلحوا “ ، مشيرا فضيلته إلى أن من كانت خاتمته على التوحيد دخل الجنة ، قال عليه الصلاة والسلام “ من كان آخر كلامه لا إله إلا الله عند الموت دخل الجنة “. وقال الشيخ القاسم إن أعمال الموحدين تتفاضل بتفاضل ما في القلوب من الإيمان والإخلاص وأعز ما يملك المسلم هو توحيده لربه وأهم ما عليه حفاظه عليه من البطلان أي النواقص الواردة عليه ، والله أوحى لرسله أنه إن وقع منهم شرك حبطت أعمالهم فكيف بغيرهم ، قال جل شأنه (ولقد أوحي إليك والى الذين من قبلك لإن أشركت ليحبطن عملك ولتكونن من الخاسرين) ، ولذا خاف الخليل عليه السلام من الشرك فدع ربه وهو يبني الكعبة (واجنبني وبني أن نعبدالأصنام) ، وإذا كان الخليل عليه السلام يخشى من الشرك فغيره أولى. وأكد فضيلته أن تعليم الأبناء أصل دينهم وسؤالهم الدائم عنه هو نهج الرسل ، يعقوب عليه السلام وهو في نزع الروح يسأل أبناؤه عن توحيدهم (أم كنتم شهداء إذ حضر يعقوب الموت إذ قال لبنيه ما تعبدون من بعدي قالوا نعبد إلهك وإله آبائك إبراهيم وإسماعيل وإسحاق إلها واحدا ونحن له مسلمون) ، ونبينا محمد صلى الله عليه وسلم يسأل جارية صغيرة “ أين الله “ قالت في السماء ، مبينا فضيلته أن مدارسة كتب الاعتقاد السليمة وملازمة حلق أهل العلم من أسباب الثبات على الدين ، قال عليه الصلاة والسلام “ تركت فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا كتاب الله وسنتي “ ، مشددا فضيلته على أن تعظيم توحيد الخالق وإدراك أهميته والبعد عن الشبهات من أسباب الهدى.