يحرص الكثيرون منا على حضور خطبة الجمعة عند خطيب له صفات تميزه عن سائر الخطباء ويستمع له ويقبل بتوجيهه غير أن صفات الخطيب الناجح تختلف من شخص لآخر حسب علمه وتوجهه وبيئته التي يعيش فيها. ولما كانت الشريعة حاكمة على تصرفات البشر موجهة لسلوكهم وتصرفاتهم ومقومة لما اختل منها؛ فقد ضبطت هذه المسألة وحسمت في الشريعة , فخطبة الجمعة عبادة جليلة قائمة مقام صلاة الظهر وأمر النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) بالإنصات لها وحسن الاستماع للخطيب. فقد نقلت لنا كتب السنة والفقه شيئا من هذه الضوابط التي يحق لنا ان نسميها صفات الخطيب الناجح ومنها: 1 – عن جابر بن سمرة (رضي الله عنه) قال: «كنت أصلي مع رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فكانت صلاته قصداً, وخطبته قصداً, يقرأ القرآن ويذكر الناس» رواه مسلم 2- قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يقول: (إنَّ طول صلاة الرجل وقصر خطبته مئنة من فقهه فأطيلوا الصلاة وأقصروا الخطبة) رواه مسلم . 3-وعن أم هشام بنت حارثة رضي الله عنها قالت: «لقد كان تنورنا وتنور رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم واحداً سنتين أو سنة وبعض سنة ما أخذت {ق والقرآن المجيد} إلا عن لسان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقرؤها كل جمعة على المنبر إذا خطب الناس» رواه مسلم. ولما كانت الشريعة حاكمة على تصرفات البشر موجهة لسلوكهم وتصرفاتهم ومقومة لما اختل منها؛ فقد ضبطت هذه المسألة وحسمت في الشريعة , فخطبة الجمعة عبادة جليلة قائمة مقام صلاة الظهر وأمر النبي صلى الله عليه وآله وسلم بالإنصات لها وحسن الاستماع للخطيب. 4-ومن حديث جابر بن عبدالله رضي الله عنهما في صحيح مسلم أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كان إذا خطب يقول (بُعثت أنا والساعة كهاتين) ويقرن بين أصبعيه السبابة والوسطى، ويقول (أما بعد فإن خير الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي محمد، وشر الأمور محدثاتها، وكل بدعة ضلالة) ثم يقول: (أنا أولى بكل مؤمن من نفسه من ترك مالاً فلأهله، ومن ترك ديناً أو ضياعاً فإليّ وعليّ. وقال ابن القيم رحمه الله عن خطبة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يوم الجمعة: «إنما هي تقرير لأصول الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله ولقائه وذكر الجنة والنار وما أعد الله لأوليائه وأهل طاعته وما أعد الله لأعدائه وأهل معصيته»، وقال رحمه الله «ومن تأمل خطب النبي صلى الله عليه وآله وسلم وخطب أصحابه وجدها كفيلة ببيان الهدى والتوحيد، وذِكر صفات الرب جل جلاله، وأصول الإيمان الكلية، والدعوة إلى الله، وذكر آلائه التي تحببه إلى خلقه وأيامه التي تخوفهم من بأسه، والأمر بذكره وشكره».