أجلت محكمة الجنايات في العاصمة الليبية طرابلس النظر بقضية، آخر رئيس للوزراء في عهد الرئيس السابق معمر القذافي، البغدادي المحمودي المتهم واثنين من معاونيه بتهم التحريض على القتل والفساد المالي خلال فترة حكم النظام السابق إلى جلسة تعقد في 11 ديسمبر المقبل. ومثل المحمودي ومعاونوه أمس أمام محكمة في طرابلس بتهم تتعلق بتبديد الأموال وتسخيرها لإجهاض ثورة الليبيين في 17 فبراير 2011. يذكر أن معاوني المحمودي هما المبروك زهمول، وعامر ترفاس حيث كانا يتوليان مسؤولية الشركة الأفريقية للاستثمارات التي كان يملكها سيف الإسلام نجل الرئيس الليبي السابق معمر القذافي. وفيما، أعلن المجلس بطرابلس تمديد الإضراب العام المستمر منذ الأحد، حتى مغادرة كل الميليشيات المسلحة" للعاصمة، داعيا سكان طرابلس إلى "تظاهرة كبيرة" غدا ضد الميليشيات. وعرضت الحكومة مساء أول من أمس على البرلمان خطة لإجلاء تلك الميليشيات من العاصمة. وفي السياق، أصيب ضابط صف في القوات الخاصة للجيش جراء إطلاق النار عليه من قبل مجهولين حاولوا اغتياله أمس خلال تمركزه في إحدى النقاط الأمنية في مدينة بنغازي (شرق)، على ما أفادت مصادر أمنية وطبية. في غضون ذلك، هاجم مسلحون شاحنة نقل أموال بمدينة سبها الواقعة في أقصى الجنوب، كانت تحمل أموالا لصالح فرع مصرف شمال أفريقيا في منطقة براك بوادي الشاطئ (60 كلم شمال المدينة) وسطوا على مليون ونصف مليون دينار ليبي (1,2 مليون دولار) ولاذوا بالفرار. وقالت وكالة الأنباء الليبية الرسمية إن "المهاجمين سطوا على مبلغ قدره مليون ونصف مليون دينار ليبي كان على متنها ولاذوا بالفرار في مدينة سبها التي تبعد عن العاصمة طرابلس نحو 700 كلم جنوبا". وقال المسؤول في إدارة الفروع بمصرف شمال أفريقيا في المنطقة الجنوبية علي الصالحين إن "ستة مسلحين كانوا يفتشون السيارات المارة في نقطة تفتيش وهمية نصبت في أحد الطرق الزراعية قبل أن يعترضوا شاحنة المصرف ويستولوا على ما فيها من أموال بقوة السلاح". وأشار الصالحين إلى أن "سيارة المصرف كان على متنها أربعة موظفين من بينهم مدير فرع المصرف وأن المسلحين قاموا بتفتيشهم وسرقة هواتفهم المحمولة". وأضاف أنه "تم إبلاغ الجهات الأمنية المختصة وتم فتح محضر تحقيق في الواقعة للقبض على الجناة". يذكر أنه في 28 أكتوبر الماضي هاجم مسلحون شاحنة لنقل الأموال بمدينة سرت (وسط) واستولوا على أكثر من 54 مليون دولار، في أكبر حادث سطو في تاريخ البلد الذي يعاني مزيدا من الفوضى وهيمنة مجموعات مسلحة. وتعرضت شاحنة نقل الأموال تلك لعملية سطو مسلح بمنطقة الغربيات بمدينة سرت من قبل عشرة أشخاص مسلحين استولوا على 53 مليون دينار ليبي (42 مليون دولار) و12 مليونا من العملات الأجنبية بين دولار ويورو. ولا تزال السلطات الليبية عاجزة عن استرجاع هذا المبلغ الكبير رغم إعلان مسؤولين أنهم "على علم بمن قاموا بعملية السطو ومكان تواجدهم وأنهم يفاوضون الجناة من أجل استرجاع الأموال المنهوبة".