دخلت "ديوانية الرياضة" السعودية على خط الأزمة المالية الطاحنة التي تواجه عدداً من الأندية، وتؤخر إبرام عقود الرعاية في أندية الاتحاد والأهلي والنصر والشباب. وأعلنت الديوانية عن عقد ملتقى الاستثمار بالأندية بالشراكة بين غرفة جدة والرئاسة العامة لرعاية الشباب في 27 نوفمبر الحالي، بحضور الخبير في الاستثمار الرياضي الأمير تركي بن خالد، ونائب الرئيس الأول للاتصال والعلاقات العامة بشركة موبايلي حمود الغبيني. وكشف رئيس لجنة الاستثمار الرياضي بغرفة جدة عبدالله الغامدي أن استضافة الأمير تركي والغبيني، بمشاركة مسئولي الأندية الكبيرة ورجال الأعمال والمهتمين بالشأن الرياضي والاستثماري، ستساهم في تقديم أفكار مبتكرة، لاسيما أن الأول قدم تجربة ناجحة خلال قيادته للمنتخب السعودي في فترة سابقة، في حين برهنت شركة موبايلي على نجاحها الكبير عبر شراكتها الاستراتيجية مع الهلال. وأضاف "سيناقش الملتقى عدة محاور رئيسة تتمثل في الخطة الاستراتيجية للمؤسسة الرياضية في الاستثمار الرياضي، وأزمة الرعاية في الأندية السعودية، وقطار الخصخصة.. ماذا ينتظر؟ والفوائد المرجوة من الاستثمار بالألعاب المختلفة، وأخيراً العوائد المرجوة للعلامة التجارية للمنشأة في الاستثمار مع الأندية". من جانبه، أكد الشريك التنفيذي لديوانية الرياضة السعودية الدكتور راشد بن زومة أن ملتقى الاستثمار بالأندية يقام في وقت دقيق جداً، ويهدف إلى مساعدة الأندية على تجاوز أزماتها المالية، بعد أن ارتفع أنينها في العامين الماضيين نتيجة الالتزامات المتراكمة التي تسببت في مشكلات وقضايا، بعضها أمام الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، مشيراً إلى أنهم يسعون إلى تقديم أفكار واقتراحات ومبادرات تدفع مسئولي الأندية، التي لم تجدد عقود الرعاية حتى الآن، إلى اتخاذ خطوات أكثر إيجابية. وأوضح أن الديوانية تسعى في دورتها الثالثة إلى الدخول بشكل أعمق في مشاكل الاستثمار والرعايات داخل الأندية، في ظل التوجه العالمي لزيادة مداخيل الأندية والمنتخبات من عقود الرعاية، والتشجيع على الاستثمار الرياضي لمواجهة النفقات الكبيرة التي تتكبدها الأندية جراء التعاقد مع النجوم والمدربين وتسيير شؤونها. وأكد أن الآمال المعقودة على الملتقى كبيرة في ظل حاجة عدد من الأندية إلى طرق مبتكرة لزيادة مداخيلها، ومع المعاناة التي تعيشها الأندية التي لا تملك عقود رعاية، مشدداًُ على أن السعودية رغم مشكلات الاستثمار الرياضي التي تواجهها حالياً، فهي تتصدر دول العالم العربي في حجم الاستثمارات الرياضية وعقود الشراكات الاستراتيجية والرعاية، حيث كانت في مقدمة الدول التي بدأت العمل بالاستثمار الرياضي ونجحت في تحقيق سمعة كبيرة في هذا المجال، لاسيما أن الرياضة باتت صناعة مهمة في جميع دول العالم لا تقل عن صناعة النفط والبتروكيماويات والمواد الأساسية. وثمن ابن زومة الجهود التي تبذلها رعاية الشباب لدعم الاستثمار الرياضي، وقال "لا ينبغي أن نحمل الدولة كل شيء، من المهم أن يقوم القطاع الخاص بمسئولياته كاملة، ونحن نؤمن بأن الاستثمار الرياضي يمكن أن يشمل مجالات كثيرة وليس كرة القدم فقط، فهناك الأندية الخاصة ورعاية الأبطال القادرين على تحقيق الإنجازات في الدورات الأولمبية، وعلينا أن ندرك أن الشركات الراعية لا تدفع الملايين بلا مقابل، بل تدفعها وفق حسابات دقيقة طمعاً في مردودها الإيجابي".