انتقد الأمير نواف بن فيصل بن فهد بن عبدالعزيز الرئيس العام لرعاية الشباب تركيز بعض الأندية السعودية على كرة القدم وترك بقية الألعاب. وقال خلال مشاركته في ملتقى رياضة الأحياء بالغرفة التجارية الصناعية بجدة مساء أمس الثلاثاء: "للأسف الشديد أصبح معيار النجاح أمام إدارات الأندية لعبة واحدة فقط، فلو حقق النادي جميع بطولات الألعاب المختلفة وأخفق في كرة القدم اعتُبرت الإدارة فاشلة، ويتم تغيير المدربين واللاعبين وإرهاق ميزانية الأندية لإرضاء الجماهير، ويؤثر ذلك بشكل أو بأخر على المنتخبات الوطنية". وأضاف: "نحن نطالب بأن تحصل إدارات الأندية على فرصتها، ويتم محاسبتها في النهاية بدلاً من الضغوط التي تمارَس عليها والتعجل الذي يحدث في أحيان كثيرة". ولفت الأمير نواف بن فيصل إلى أن الرياضة تحولت إلى منجز وطني؛ إذ أكدت الدراسات والأبحاث أن الجرائم تقل بنسبة (70 %) في الأيام التي تُقام فيها البطولات. وشدد على أن الرئاسة العامة لرعاية الشباب ماضية في خطتها في إنشاء ما يزيد على 50 منشأة رياضية جديدة، طالباً من الجميع الصبر وانتظار النتائج بدلاً من الانتقادات الهدامة التي تظهر في الإعلام بين الحين والآخر. كما شدد على أهمية تفعيل دور مراكز الأحياء، مشيراً إلى أنه أُنشئ عدد كبير من مراكز الأحياء عبر اتحاد "الرياضة للجميع". وقال: "سيتم دعم هذه الأندية بالمدربين والإمكانات، وسندرس مستقبلاً فكرة إنشاء اتحاد رياضي للأحياء، لكننا في الوقت الحالي نعمل على تعزيز دور الاتحادات، كل في اللعبة التي تخصه، ونسعى من خلال الرئاسة العامة لرعاية الشباب إلى وضع الوطن والمواطن على رأس عملنا". وقال الرئيس العام لرعاية الشباب إن الرياضة في كل دول العالم بدأت من الأحياء والمدارس، وخلال زيارته لدول العالم المتطور رياضياً لاحظ أن صناعة البطل تبدأ في سن السادسة؛ ما دفع الرئاسة لتفعيل التعاون مع وزارة التربية والتعليم للتركيز على الموهوبين في سن مبكرة. وأكد سعادته الكبيرة برؤية الشباب وهو يتعطش لممارسة الرياضة في الساحات الشعبية والملاعب الموجودة في الأحياء. وشدد الأمير نواف بن فيصل على أن الشباب لا يحتاجون إلى وسيط مع من يتشرفون بخدمتهم. وقال: "نعتب على الإعلام الرياضي تركيزه على الأشياء الهامشية، وترك الأحداث الرياضية الرئيسية". وأضاف "الكثيرون لم يركزوا على الإنجاز الوطني الكبير الذي حققه منتخب الاحتياجات الخاصة بتحقيق كأس الأولمبياد والتأهل إلى كأس العالم في البرازيل". ودعا ملتقى رياضة الأحياء الذي دشنه الأمير نواف بن فيصل مساء أمس الثلاثاء، وتختتم فعالياته اليوم بمقر الغرفة التجارية الصناعية بجدة، إلى إنشاء اتحاد رياضي للأحياء، يرعى ملايين الشباب الذين لا يجدون فرصاً في الأندية الرياضية الكبيرة. وشدد على ضرورة القضاء على التجاوزات الموجودة في المدرج الرياضي، والعمل على اجتثاث الهتافات العنصرية قبل أن تتفشى وتتحول إلى ظاهرة. وأوصى الملتقى الذي نظمته لجنة الاستثمار الرياضي بالغرفة التجارية الصناعية بجدة، برعاية الرئيس العام لرعاية الشباب وحضور رئيس الاتحاد السعودي لكرة القدم أحمد عيد وكوكبة من المسؤولين عن الرياضة ومراكز الأحياء، بتفعيل دور الاتحادات الرياضية في وضع برامج وخطط لاحتواء الشباب التابعين لمراكز الأحياء، وتعزيز البنية التحتية للملاعب الرياضية، والسماح لشباب الأحياء باستثمارها، مع إقامة ورش عمل لتحقيق الاستثمار الأمثل للشباب في مراكز الأحياء، وشغل أوقاتهم في الصيف، والاهتمام بالساحات الشعبية والحدائق العامة، ووضع أماكن للشباب لممارسة الرياضة فيها. وطالب الأمين العام للغرفة التجارية الصناعية بجدة عدنان بن حسين مندورة بإطلاق مبادرات جديدة تهدف إلى استثمار طاقات الشباب خلال فصل الصيف، مع ضرورة أن تلعب مراكز الأحياء دوراً أكبر في احتواء قدرات وإمكانات الشباب، في ظل وجود الآلاف في كل مدينة ممن لا يجدون أماكن لهم في الأندية الرياضية الكبرى، ويحتاجون للالتفات إليهم، وتجهيز برامج تخرج طاقاتهم، وتشغل فراغهم بدلاً من تركهم يذهبون إلى أصدقاء السوء. وقال "مندورة": "لقد تحولت الرياضة إلى صناعة وتجارة واستثمار، تضاهي في أهميتها صناعة النفط، والشركات الراعية لا تدفع الملايين في دعم الأندية والاتحادات بلا مقابل، لكنها تفعل ذلك وفق حسابات دقيقة، تجعلها تختار هذا النادي دون ذاك طمعاً في المردود الإيجابي من تلك الشراكة الاستراتيجية". وأضاف: "ومن هنا فإن الطرفين مطالبان ببذل أقصى الجهود لإنجاح هذه الشراكة واستمرارها، والاستثمار في الرياضة ليس استثماراً في الأموال والمداخيل فقط، بل هو في الأساس استثمار في الموارد البشرية، وتعزيز لقدرات هؤلاء الشباب ليكونوا قادرين على قيادة عجلة التنمية والمشاركة فيها بفاعلية". وقال: "بادرت الغرفة التجارية الصناعية بجدة بإطلاق لجنة الاستثمار الرياضي التي كانت الأولى من نوعها بين اللجان التي تم إطلاقها فيما بعد في عدد من الغرف، واضطلعت اللجنة على مدار الأعوام الماضية بتنظيم عدد من الفعاليات والملتقيات والمعارض التي ساهمت بشكل أو بآخر في إحداث حراك شبابي ورياضي بمدينة جدة". وأشاد "مندورة" بالدور الكبير الذي تلعبه الرئاسة العامة لرعاية الشباب لتطوير القطاع الرياضي. وقال: "نحن نفخر دائماً بأن السعودية تتصدر دول العالم العربي في حجم الاستثمارات الرياضية وعقود الشراكات الاستراتيجية والرعاية، وكانت أول من بدأ العمل في الاستثمار الرياضي، ونجحت في تحقيق سمعة كبيرة في هذا المجال، ونأمل أن تستمر هذه الرياضة في مجال مراكز الأحياء واستثمار وجود الرئيس العام لرعاية الشباب الأمير نواف بن فيصل لبحث هموم وتطلعات الشباب في مراكز الأحياء، وخصوصاً أنه أحد هؤلاء الشباب والأقرب لهم بزياراته وجولاته المكوكية التي تعطي نموذجاً رائعاً للمسؤول الذي نتطلع إليه". ورأى أن "أحاديث الأمير نواف بن فيصل في العديد من المناسبات الرياضية تبعث على التفاؤل على مستقبل مشرق للأندية السعودية وللرياضة بشكل عام، لكن من المهم أن يقوم القطاع الخاص بمسؤولياته كاملة، وغرفة جدة جاهزة للمشاركة في أي عمل جماعي يعزز من قدرات الشباب". من جانبه دعا رئيس لجنة الاستثمار الرياضي عبد الله الغامدي إلى إنشاء اتحاد رياضي لمراكز الأحياء؛ ليكون المظلة الشرعية والكيان الحقيقي الذي يرعى آلاف الشباب الذين يمارسون رياضتهم في شوارع وحواري الأحياء.
وقال: "لا شك أنها ستكون بادرة سعودية غير مسبوقة وأولوية جديدة نقدمها لكل الدول المحيطة بنا". وأضاف: "لا يخفى عليكم الأهمية الكبيرة التي تمثلها مراكز الأحياء للشباب، ومن المعروف أيضاً أن هناك مئات بل آلاف الموهوبين الموجودين في أعماق الأحياء، لم يذهبوا للأندية، ولم يعرف أحد عنهم شيئاً؛ لذا نحن في حاجة ماسة إلى تفعيل دور مراكز الأحياء، ومد جسور التعاون بين الرئاسة العامة لرعاية الشباب وجمعية مراكز الأحياء لما يخدم هؤلاء الشباب، ويساهم في احتواء طاقاتهم واستثمار إمكاناتهم وتحقيق أحلام الكثيرين منهم". وثمن رئيس لجنة الاستثمار الرياضي الدعم الذي تجده اللجنة من الرئاسة العامة لرعاية الشباب، وقال: "منذ انطلاقة اللجنة قبل ثلاث سنوات ونحن نجد الدعم والمساندة من الرئاسة العامة لرعاية الشباب، وتجسد ذلك بشكل واضح في هذه الرعاية الكريمة التي نجدها من لدن الأمير نواف بن فيصل، واستقباله اللجنة في وقت سابق". وقال: "نأمل أن يثمر هذا الدعم بمشيئة الله المزيد من المبادرات التي تنير الطريق لشباب الوطن، وتحقق قيمة مضافة في المجال الرياضي بشكل عام والاستثمار الرياضي على وجه الخصوص". وتابع: "لقد شرفنا قبل أقل من شهرين بتنظيم ملتقى صناعة الإعلام الرياضي، وقبلها أطلقنا مبادرة ديوانية الرياضة السعودية التي وجدت صدى واسعاً بين جميع الرياضيين، وبين هذا وذاك وجدنا دعماً غير محدود من أعرق الغرف التجارية في منطقة الخليج، وكنا نجد التشجيع دائماً لكل أعمالنا من مجلس الإدارة والأمانة العامة". وقدم الشكر للشيخ صالح كامل رئيس مجلس الإدارة ونائبه مازن بترجي والأمين العام عدنان مندورة ومساعده المهندس محيي الدين حكمي. وأكد الدكتور راشد بن محفوظ بن زومة نائب رئيس لجنة الاستثمار الرياضي أن الملتقى سيناقش في جلسته الثانية، عند الواحدة من ظهر اليوم الأربعاء، دور اتحاد كرة القدم والمدارس في دعم وتعزيز رياضة الأحياء. ومن أبرز المتحدثين أحمد عيد رئيس اتحاد القدم، ومدير تعليم جدة عبد الله الثقفي. وتستمر فعاليات المعرض المصاحب حتى مساء اليوم بمشاركة عدد كبير من مراكز الأحياء وهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بمنطقة مكةالمكرمة. وأكد "ابن زومة" أن الملتقى يهدف إلى طرح مشاكل وهموم الشباب في (77) مركز أحياء بمنطقة مكةالمكرمة، بينها (33) مركزاً بمدينة جدة، ويبحث مجموعة من الأطروحات بهدف تحسين الخدمة التي تقدمها مراكز الأحياء للشباب. وسيتم مناقشة حزمة من المحاور المهمة، أهمها برامج مراكز الأحياء في خدمة شباب الأحياء، والساحات الشعبية واستثمارها لتعزيز قدرات الشباب الرياضية، والتعاون بين مراكز الأحياء ورعاية الشباب.. الواقع والمأمول، ودور الأمانات ورعاية الشباب والاتحادات المختلفة في تنمية مراكز الأحياء، وأهم المتطلبات التي يجب توافرها في الأحياء نحو حي نموذجي، إضافة إلى البيئة الاستثمارية في الأحياء.