تأتي زيارة وزيري الخارجية والدفاع الروسيين؛ سيرجي لافروف وسيرجي شويجو، على التوالي إلى مصر، والمقرر لها بعد غد، لتزيد من التقارب بين البلدين بعد عقود من الزمن ظلت فيها دائرة صنع القرار في مصر رهينة لعلاقاتها مع الولاياتالمتحدة، وهي العلاقات التي شهدت خلافاً دبلوماسياً عقب عزل الدكتور محمد مرسي من منصبه كرئيس لمصر في 3 يوليو الماضي. وكان وزير الخارجية السفير نبيل فهمي قد قال إن مصر "ستوسع تعاونها مع روسيا، على الرغم من أن العلاقات مع واشنطن، التي علقت جزءاً من مساعداتها العسكرية لمصر قد تحسنت بعد الزيارة التي قام بها وزير الخارجية الأميركي جون كيري إلى القاهرة الأسبوع الماضي، إلا أن مصر ستتبنى مساراً أكثر استقلالية وستوسع خياراتها". وأضاف في تصريحات صحفية: "الاستقلال يعني أن تكون لديك خيارات، ولذلك فإن هدف هذه السياسة الخارجية هي توفير مزيد من الخيارات لمصر، ولذلك فنحن لن نستبدل، بل سنضيف. وأرى أن هذه بداية مرحلة جديدة، وزيارة كيري تركت مشاعر أفضل هنا في مصر، ولكن ذلك لا يعني أنه تم حل كل شيء، ولا يعني أنه لن تكون هناك عثرات في المستقبل، خاصة بعدما انخفضت حدة الاضطرابات الدموية التي شهدتها مصر عقب عزل مرسي، ولكنّ انتهاءها بشكل تام سيستغرق وقتاً"، مرجعاً فشل مساعي الوساطة غير الرسمية للمصالحة مع الإخوان المسلمين إلى تعنت الجماعة، على حد تعبيره. من جهته، قال رئيس وفد القوى السياسية المستشار أحمد الفضالي في تصريحات إلى "الوطن": "على مصر أن تنفتح بصورة أكبر في علاقاتها مع روسيا كدولة عظمى، خاصة وأن القيادة والحكومة الروسيتين ساندتا إرادة الشعب الذي عبر عنها في ثورة 30 يونيو". وبدوره، قال القيادي بجبهة الإنقاذ الوطني الدكتور محمود العلايلي: "زيارة وزيري الدفاع والخارجية الروسيين لمصر ستحدث رد فعل إيجابيا بالنسبة للموقف الأميركي في المرحلة المقبلة، ومصر بحاجة إلى دعم معنوي وعسكري مع دول العالم كافة، وخاصة روسيا. وأيضا للتأكيد على أن القاهرة ليست محسوبة على معسكر واحد، والتوجه إلى روسيا يؤكد الفشل الذريع لمؤسسات استطلاع الرأي الأميركية وأجهزتها الاستخباراتية التي لم تدرك التوجه الشعبي المصري إلى المعسكر الروسي بتلك السرعة ردا على موقفها المعادي لمصر بعد ثورة 30 يونيو". وفي ذات السياق، أشار الخبير العسكري اللواء أحمد رجائي إلى أن التقارب المصري مع روسيا خطوة على الطريق الصحيح، وأضاف: "كان يجب تعدد جهات التسليح، وهذه الخطوة بمثابة تحرك قطعة هامة من قطع الشطرنج على خريطة العالم، وكأنك حركت حصاناً وحققت بهذا التحرك نجاحاً كبيراً، وأتوقع أن يكون تطور العلاقات المصرية الروسية بداية لتطوير العلاقات بين مصر وكوريا الشمالية والصين باعتبارهما دولتين حليفتين لروسيا، وهذه أيضا خطوات إيجابية كبيرة قد تعود على الجانب المصري بفوائد كبيرة خلال المستقبل القريب". يذكر أن التقارير الإعلامية الغربية كانت قد ذكرت أن وزير الدفاع الروسي سيصطحب معه بعض المسؤولين في شركة تصدير الأسلحة الروسية (روس أوبورون إكسبورت)، مضيفة أن روسيا "قدمت لمصر عرضاً لصفقة تختار مصر بموجبها نوع السلاح الذي ترغبه، وأن روسيا ومصر تتباحثان في شأن منح الجيش الروسي قاعدة بحرية في السويس أو بورسعيد، وأن موسكو مستعدة لتزويد مصر بالسلاح الذي تريده".