تستعد مصر وروسيا لتوقيع أكبر صفقة سلاح منذ انهيار الاتحاد السوفياتي السابق وهذه الصفقة تأتي على وقع توتر العلاقات الأميركية بعد إطاحة حكم الإخوان في يوليو الماضي. تقدر الصفقة التسليحية المنتظرة لتحديث الجيش المصري والمفترض توقيعها بين مصر وروسيا بحوالي أربعة مليارات دولار، بحسب المصادر الروسية. ويزور وزيرا الخارجية والدفاع الروسيان سيرغي لافروف وسيرغي شويغو القاهرة هذا الأسبوع حيث سيتحادثان يوم 13 تشرين الثاني (نوفمبر) الحالي مع نظيريهما المصريين نبيل فهمي وعبدالفتاح السيسي، وذلك حسب المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية الروسية، ألكسندر لوكاشيفيتش. وقال لوكاشيفيتش، إن "وزيري الخارجية والدفاع الروسيين سيعقدان بالقاهرة يومي 13 و14 نوفمبر الجاري اجتماعاً مع نظيريهما المصريين في إطار اجتماعات "2+2"، لافتاً إلى أن "هذه الزيارة والمباحثات ستكون في هذا الإطار هي الأولى في تاريخ علاقات الصداقة بيننا". وأضاف المتحدث باسم الوزارة، أن "روسيا تحرص على علاقات الاحترام المتبادل والصداقة الطويلة الأمد، وتهتم بأن تواصل مصر، باعتبارها أحد البلدان الرئيسية في منطقة الشرق الأوسط والعالم العربي بشكل عام، دورها في طريق التحولات السياسية والاجتماعية الاقتصادية بما يلبي مصالح المواطنين". وكان وزير الخارجية المصري صرح قبل يومين تزامنا مع انباء زيارة الوزيرين الروسيين مؤكد اهتمام القاهرة بتصعيد العلاقات مع روسيا. وأكد فهمي عزم مصر تطوير علاقاتها مع كل الأطراف بما يمكنها من تنويع خياراتها، مبرزاً أن تطوير العلاقات مع روسيا يأتي إنعكاساً لتقديرنا لأهمية روسيا، وسنعمل في نفس الوقت على تطوير علاقاتنا مع الدول الكبرى الأخرى. وقالت مصادر صحافية روسية إن وزير الدفاع الروسي يصطحب في زيارته للقاهرة وفدا عسكريا رفيع المستوي يضم النائب الأول لمدير هيئة التعاون العسكري التقني أندري بويتسوف، ومسؤولين في شركة تصدير الأسلحة الروسية "روس أوبورون أكسبورت." زيارة بوتين والى ذلك، كشفت صحيفة (واشنطن فري بيكون) الأميركية أن مصر ستتعاقد على شراء أسلحة متطورة من روسيا تتضمن صفقة طائرات حديثة، ومنظومات صواريخ دفاع جوي، بالإضافة إلى تحديث الدبابات الروسية القديمة التي مازال يستخدمها الجيش المصري، وتزويدها بأسلحة وأجهزة متقدمة. وأكدت الصحيفة أن زيارة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين للقاهرة الشهر الحالي، ستشهد الإعلان عن صفقة أسلحة ضخمة لتحديث الجيش المصري بأسلحة روسية، ردا على قرار الولاياتالمتحدة بتجميد جزء من المساعدات العسكرية لمصر ووقف تسليم أسلحة وطائرات للجيش المصري مؤخرا. وكشف مسئولون أميركيون عن أن زيارة بوتين والاتفاق على الأسلحة يتم الإعداد لها منذ أسابيع، وكان آخر تلك الإجراءات الزيارة التي قام بها مسئولون عسكريون روس للقاهرة مؤخرا. وتحاول الولاياتالمتحدة وقف التعاون العسكري المصري الروسي، والحفاظ على علاقتها الاستراتيجية والعسكرية والسياسية مع القاهرة، وكان هذا أحد الاسباب الرئيسية وراء الزيارة الأخيرة التي قام بها وزير الخارجية الأميركي جون كيري للقاهرة وحرص على لقاء الفريق أول عبدالفتاح السيسي وزير الدفاع، والرجل القوي في مصر الآن. ولم يتطرق السيسي للحديث عن أسباب قطع المعونة الأميركية أو وقف تسليم الأسلحة التي طلبها الجيش المصري، وهو ما عزز المخاوف الأميركية من أن مصر ستطلب أسلحة متطورة من روسيا لتحل محل الأسلحة الأميركية.