متنقلا بين عدة عواصم من أقصى شرق قارة آسيا إلى أقصى غرب قارة أفريقيا، يحاول الكتاب السعودي البحث عن قارئ جديد. وتكثف المملكة، ممثلة في عدة جهات حكومية وخاصة، مشاركاتها في الفعاليات الثقافية العربية، وخصوصا معارض الكتب، فبعد اختتام حضورها الذي وصف ب"الجيد" أول من أمس، في معرض تونس الدولي للكتاب من خلال جناح ضم 11 جهة حكومية سعودية، ومشاركتها المستمرة في معرض إندونيسيا الدولي للكتاب، تشارك حاليا في معرضين آخرين هما معرض الجزائر الدولي للكتاب الذي يركز على الجوانب الاقتصادية،وحظي بإشادة أساتذة الاقتصاد بما اشتمل عليه الجناح من كتب ومطبوعات تناولت بالتفصيل اقتصاد المملكة، ومنها كتاب "السياسة والصناعة البترولية في المملكة العربية السعودية" وكتاب "مصادر الطاقة في المملكة العربية السعودية، البترول والمعادن " وكتاب "التطور الاقتصادي والتنمية الاقتصادية في المملكة العربية السعودية"، وهي كتب بحسب أساتذة الاقتصاد وزوار المعرض "ذات محتوى ثري وتصلح لأن تكون مراجع لطلبة العلوم الاقتصادية، خاصة من خلال الجداول والإحصائيات والأرقام والحقائق والصور التي احتوتها. ومعرض الشارقة الدولي للكتاب، الذي انطلقت فعالياته أمس في دورته ال32 برعاية الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى، حاكم الشارقة، بتنظيم من دائرة الثقافة والإعلام الإماراتية بالتعاون مع العديد من الجهات الثقافية في الإمارات ويستمر لمدة 11 يوماً في إمارة الشارقة. وأوضح سفير خادم الحرمين الشريفين لدى دولة الإمارات العربية المتحدة إبراهيم بن سعد البراهيم أن جناح المملكة في المعرض تشرف عليه الملحقية الثقافية السعودية بالإمارات ويحتوى على عدة أقسام تضم المئات من عناوين الكتب في مختلف حقول الأدب والعلوم والمعرفة والثقافة والإنتاج الفكري، مبيناً أن الجناح يستضيف أكثر من 24 جهة حكومية ممثلة في مؤسسات التعليم العالي والتدريب التقني والمكتبات الحكومية، إضافة إلى جمعية الناشرين السعوديين، حيث تعكس مشاركة المملكة ما وصلت إليه من تقدم علمي وحضاري يعكس المكانة المميزة للمملكة في قلوب المسلمين والعالم أجمع. وأبان أن جناح المملكة ينظم بعض الفعاليات منها "الصالون الثقافي الذي يجمع المثقفين السعوديين والخليجيين ويركز على الفكر الثقافي في تفاعل حواري ثقافي يهتم بنقل التجارب الثقافية والإعلامية، إضافة إلى الإسهام في التجانس الثقافي داخل نسيج المجتمع الثقافي الخليجي والعربي وبناء جسور مع الثقافات الأخرى". من جانبه أشار الملحق الثقافي السعودي في الإمارات الدكتور صالح السحيباني إلى أن جناح المملكة في المعرض يستضيف أكثر من 24 جهة حكومية، بالإضافة إلى العديد من الفعاليات المصاحبة، منها فعالية "الحكواتي" التي تشارك لأول مرة ليقدم صورة مختصرة ومفيدة عن التراث السعودي الذي ميز مناطق المملكة العربية السعودية، مستعرضاً الحقبة التاريخية من الدولة السعودية وعرضاً للأحداث التاريخية والرجال الذين صنعوا تلك الأحداث، إضافة إلى تنوع هذه الفعالية يومياً لتشمل الأدب والفن والحضارة وجغرافية التراث الشعبي السعودي وبقالب جديد سهل الاستماع. كما تتضمن مشاركة السعودية "جناح مكتبة الطفل" ويشمل برنامجاً شاملاً عن مكتبة الطفل التي تتضمن حزمة من الأنشطة المجهزة خصيصا للأطفال وكتباً متنوعة وبرامج مميزة تعكس واقع حركة التأليف الثقافية للطفل، وكذا استضافة ركن الطفل لكي يحكي بعض القصص والحكايات الشعبية. أبان السحيباني أن الملحقية خصصت قسماً لإصداراتها الثقافية يتضمن عدداً من الإصدارات التي تستعرض دور حكومة خادم الحرمين الشريفين في دعم العملية التعليمية وتذليل التحديات وبناء الرؤى التي من شأنها أن تسهم في الارتقاء بالعمل الإبداعي، وكذلك رصد ملامح الحركة الثقافية والأكاديمية في المملكة، إضافة إلى المطبوعات التي ترصد "البعد الإنساني لمبادرة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز للحوار بين أتباع الأديان والحضارات". كما تتضمن فعاليات الجناح فكرة تكريم عدد من الأدباء الراحلين العرب الذين أثروا الساحة الأدبية. وأفاد أنه من ضمن الفعاليات استضافة الملحقية لعدد من الشعراء والروائيين السعوديين.