تشارك المملكة العربية السعودية في معرض الشارقة الدولى للكتاب، أحد أكبر أربعة معارض للكتاب عالمياً، في دورته "32"، حيث ستفتتح فعالياته صباح يوم غد الأربعاء الموافق السادس من نوفمبر، برعاية عضو المجلس الأعلى حاكم إمارة الشارقة، الشيخ الدكتور سلطان القاسمي. وتستمر فعاليات المعرض حتى 16 من شهر نوفمبر الجاري، وتنظمه "دائرة الثقافة والإعلام بحكومة الشارقة"، وسيفتح أبوابه يومياً من الساعة العاشرة صباحاً وحتى العاشرة مساء. ويقدم المعرض حزمة من البرامج والفعاليات والأنشطة، كما يعرض مئات الآلاف من عناوين الكتب التي تتعلق بمختلف الموضوعات في مجالات الأدب، العلوم، المعرفة، الثقافة والإنتاج الفكرى الإنساني عموماً، كما ستشرف الملحقية الثقافية السعودية بالامارات على جناح المملكة الذي يحتوي يضمّ عدة أقسام.
وقال سفير المملكة لدى دولة الامارات العربية المتحدة، إبراهيم بن سعد البراهيم: "مشاركة المملكة العربية السعودية بجناح مميز في المعرض تعكس العمق التاريخي المتين للعلاقات والروابط المتينة بين البلدين الشقيقين، وذلك ضمن منظومة مجلس التعاون الخليجي".
وأضاف: "هذه المشاركة تأتي تعزيزاً لأواصر المحبة التي تجمع بين البلدين الشقيقين ولإظهار ما تشهده المملكة من حراك ثقافي مميز على الساحتين العربية والدولية". وأشاد بدور المشهد الثقافي في تقوية العلاقات بين البلدين الشقيقين، مشيراً إلى الرؤية الحكيمة لخادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود، ورئيس دولة الإمارات، الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، والتي تركز على بثّ روح ثقافة التسامح والحوار ونشر السلام.
وقال الملحق الثقافي السعودي في الإمارات، الدكتور صالح بن حمد السحيباني: "المشاركة الثقافية السعودية في معرض الشارقة تعتبر نجاحاً في حد ذاتها لكونها تمثل استمراراً للتواجد الثقافي والحراك المعرفي في ظل متابعة وزير التعليم العالي السعودي، الدكتور خالد بن محمد العنقري ونائبه الدكتور أحمد بن محمد السيف، اللذين يحرصان على أن تظهر مشاركات الوزارة خارج المملكة بالشكل المرموق".
وأضاف: "وزارة التعليم تجهز كل ما يمكن أن يخدم مشاركة المملكة في المعرض وتعمل على التنسيق مع الملحقية لدعم تنظيم الأنشطة الثقافية المصاحبة لمعرض الشارقة وضمان ظهور جناح المملكة بشكل مميز يرتقي باسم المملكة العربية السعودية".
وقال "السحيباني": "جناح المملكة في المعرض يستضيف أكثر من 24 جهة حكومية ممثلة في مؤسسات التعليم العالي والتدريب التقني والمكتبات الحكومية إضافة إلى جمعية الناشرين السعوديين".
وأضاف: "مشاركة هذه الجهات تستهدف إبراز ما لديها من مواد ومعروضات وكتب ومنشورات, وإعلام الزوار بحجم مساهمة الجهات المشاركة في المناسبة وما قدمته من إنجازات لخدمة المملكة العربية السعودية".
وأردف: "مشاركة المملكة في هذا المعرض تعد فرصة لإبراز ما وصلت إليه من تقدم علمي وحضاري، وتعريف العالم ببعض الجوانب الثقافية والعلمية في المملكة، وهذه المشاركة ستعكس المكانة المتميزة للمملكة في قلوب المسلمين، والعالم أجمع".
وأشار الملحق الثقافي السعودي إلى أن مشاركة المملكة في المعرض تتضمن عدداً من الفعاليات مثل إعداد "صالون ثقافي" يجمع المثقفين السعوديين والخليجيين للتركيز على الفكر والثقافة من خلال تفاعل حواري ثقافي يهتم بنقل التجارب الثقافية والإعلامية.
وقال: "سيتم التركيز على أهمية الإسهام في التجانس الثقافي داخل نسيج المجتمع الثقافي الخليجي والعربي وبناء صلات وجسور مع الثقافات الأخرى واستثمار التنوع الثقافي الذي يهتم بالمضمون والهدف والقيمة وإحداث النقلة النوعية للثقافة الإسلامية".
وأضاف "السحيباني": "تتضمن الفعاليات المصاحبة للجناح مشاركة فعالية "الحكواتي" لأول مرة حيث يقدم صورة مختصرة ومفيدة عن التراث السعودي الذي ميز مناطق المملكة العربية السعودية، من خلال استعراض الحقبة التاريخية للدولة السعودية والأحداث التاريخية والرجال الذين صنعوا تلك الأحداث، إضافة إلى الحرص على التنويع في الفعاليات بشكل يومي لتشمل الأدب والفن والحضارة وجغرافية التراث الشعبي السعودي ومن خلال قالب جديد سهل وممتع". وأردف: "تتضمن المشاركة السعودية "جناح مكتبة الطفل" الذي يعكس المشاركة الفاعلة في هذه المناسبات الثقافية والخروج بالنتائج الإيجابية التي تعكس انطباع الثقافات العالمية عن الثقافة السعودية الخاصة بالبرامج المخصصة للأطفال".
وتابع: "يشمل هذا الجانب برنامجاً شاملاً عن مكتبة الطفل التي تتضمن حزمة من الأنشطة المجهزة خصيصاً للأطفال إضافة إلى تقديم كتب متنوعة وبرامج مميزة تعكس واقع حركة التأليف الثقافية للطفل، مع استضافة ركن الطفل لكواتي يحكي بعض القصص والحكايات الشعبية".
وأشار "السحيباني" إلى أن الملحقية ستخصص قسماً لإصداراتها الثقافية يتضمن عدداً من الإصدارات التي تستعرض دور حكومة خادم الحرمين الشريفين في دعم العملية التعليمية وتذليل التحديات وبناء الرؤى التي من شأنها أن تسهم في الارتقاء بالعمل الإبداعي على مستوى الملحقيات الثقافية.
وقال: "هذا القسم سيرصد ملامح الحركة الثقافية والأكاديمية في السعودية، كما ستكون هناك مطبوعات ترصد البعد الإنساني لمبادرة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز للحوار بين أتباع الأديان والحضارات".
وأضاف: "تتضمن فعاليات الجناح فكرة تكريم عدد من الأدباء الراحلين العرب الذين أثروا الساحة الأدبية من خلال ما تشهده الساحة الثقافية اليوم، وهذا التقدير للأدباء والمثقفين يؤكد نهمجهم المتميز الذي تتبناه وزارتا التعليم العالي والثقافة والإعلام، وذلك تقديراً لما قدمه هؤلاء المبدعون الراحلون".
وأردف: "تتضمن هذه الفعالية استضافة الملحقية لعدد من الشعراء والروائيين السعوديين حيث يستمع خلالها المثقفون وزوار المعرض من الجمهور العربي لباقة من مجموعاتهم الشعرية والقصصية التي أثرت الساحة السعودية الثقافية".
وقال "السحيباني": "عملنا على تشكيل فريق عمل إعلامي لإصدار نشرة لتغطية النشاطات الثقافية والفعاليات الفكرية المصاحبة للمشاركة، إضافة إلى الحرص على التواصل مع وكالات الأنباء والصحف لنشرها والعمل على توثيق الفعاليات بالصوت والصورة وتهيئة قاعات المحاضرات والأمسيات الشعرية والقصصية".
وأضاف: "تمت دعوة الفضائيات لإجراء الحوارات الثقافية، وتغطية إصدارات الجهات السعودية المشاركة في الجناح، ورصد الزيارات الرسمية لبعض المسؤولين من الجانبين السعودي والإمارات.
ولفت الملحق الثقافي إلى أهمية توافق تاريخ انطلاق فعاليات معرض الشارقة الدولي للكتاب مع مناسبة "رفع العلم" في دولة الإمارات العربية المتحدة، وقال: "تلك إشارة على أننا بالكتاب سنرتقي في حضارتنا ونعلو بثقافتنا وخصوصيتنا".
وقدّم "السحيباني" شكره لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود وسمو ولي عهده الأمين وسمو النائب الثاني، على دعمهما للحركة الثقافية السعودية وخلق مناخ حواري حضاري لاستثمار الإنسان السعودي فكرياً وثقافياً على مستوى دول العالم. وأشاد بأهمية مكانة المملكة الدينية ودورها السياسي والاقتصادي الثقافي في تشكيل الهوية الوطنية السعودية.
وثمّن الدعم الذي تجده مشاركة الملحقيات الثقافية السعودية في الخارج ومتابعة وزير التعليم العالي الدكتور خالد بن محمد العنقري، نائبه الدكتور أحمد بن محمد السيف، وحرصهما الدائم على أن تمثيل الوزارة بالشكل الذي يليق بما تتمتع به البلاد من مكانة.