شكت عائلة ممرضة تعمل بمستشفى الملك فهد بالمدينةالمنورة من تعرضها للإهمال والتقصير من قبل زملائها الأطباء، بعد تعرضها لحالة مرضية طارئة، فيما دافعت الشؤون الصحية عن نفسها في هذه القضية مبينة أن الممرضة تعاني من مرض مزمن وتحتاج إلى علاج غير متوفر. وبدأت الواقعة، حسب شكوى عائلة الممرضة، عندما شعرت الممرضة التي تعمل بأحد الأقسام بآلام أثناء عملها، فسقطت مغشية عليها، فقامت زميلاتها بنقلها إلى قسم الطوارئ، وبعد ذلك استفاقت لتدخل في حالة من البكاء والألم المستمر لأكثر من ثمان ساعات، قبل أن يتم نقلها للأقسام الداخلية في حالة حرجة. وفي التفاصيل، قالت "و.غ" - شقيقة الممرضة-، التي تعمل في مديرية الشؤون الصحية بالمنطقة ل"الوطن": "خضعت شقيقتي "م.غ" المتخصصة في تمريض الطوارئ لعملية زائدة قبل عام ونصف العام في مستشفى الملك فهد بالمدينة، وتسببت هذه العملية في مضاعفات أثرت على صحتها وعملها، فأصبحت تتعرض شهريا إلى آلام في الأمعاء والجهاز الهضمي، وتعيش على المغذيات والإبر، حتى تم اكتشاف العلة في إحدى العيادات الطبية بجدة، حيث تبين أنها مصابة بفيروس " كورن"، وهو عبارة عن التهاب مزمن بالأمعاء، وخضعت في مستشفى بالأردن لعملية إزالة أكياس دهنية شعرت بعدها بتحسن، وصرف لها علاج، لكنه غير متوفر في السعودية". وأضافت "سقطت شقيقتي مغشية عليها في قسم الطوارئ أثناء فترة عملها نهاية الأسبوع المنصرم، بين زميلاتها، فنقلت إلى قسم الطوارئ، إلا أن المستشفى تنكر لموظفته، وظلت على السرير قرابة ثماني ساعات تعاني آلاما، قبل مفاوضتي في التوقيع على مسألة تنويمها من عدمه، واختلف الأطباء في تحويلها إلى أي قسم، ورغم صراعها مع الألم نقلت وهي تصرخ بين ممرات المستشفى دون تدخل طبي لتهدئة حالتها". وأضافت الشقيقة المرافقة للمريضة "بعد إدخالها غرفة التنويم بقسم الجراحة صرف لها جرعة "بتادين" تسببت في نقص الأكسجين لديها إلى 45، مما أدخلها في غيبوبة، وبعد إلحاح في طلب استشاريين للكشف عليها لم يتوفر إلا طبيب حضر صباح اليوم التالي للكشف عليها، فقال إن حالة المريضة ليست من اختصاص القسم، وطلب تحويلها لقسم الجهاز الهضمي، وأثناء الإجراءات سلمتني ممرضة القسم الملف الطبي السري الخاص بشقيقتي لإيصاله للسجلات، وأحضرت عددا من الممرضات لإثبات حالة شقيقتي ومعاناتها بالمستشفى، وعندما لم أجد تجاوبا من المستشفى هرعت لمديرية الشؤون الصحية لتسجيل الإهمال الذي تعرضت له شقيقتي وقابلت المدير، وسلمته ملفها الطبي، ولاحظنا أن الأوراق الموجودة به لا تخصها، فوجه مدير الشؤون الصحية علاقات المرضى بمرافقتي للمستشفى، والتأكيد على رعاية المريضة، وبعد أربعة أيام وباستشارة أحد الأطباء المنتدبين بالمستشفى اضطررت لإخراجها على مسؤوليتي، حيث عاود الأكسجين في الهبوط، وتم إدخالها الطوارئ من جديد، لكنها بقيت لساعات دون أن يسعفها أحد من زملائها الأطباء أو الممرضين، فاضطررت مرة أخرى لإخراجها، ونقلها للمستشفى الجامعي بجدة، حيث تتلقى العلاج، وهي حاليا في تحسن". من جهته، قال مدير الشؤون الصحية بمنطقة المدينةالمنورة الدكتور عبدالله الطايفي إن "وجود المريضة في قسم الطوارئ لا يعني أنها خارج المستشفى، والمريضة تعاني من مرض مزمن، وتبحث عائلتها عن علاج، وليس بمقدور المستشفى توفيره لها"، مبينا "أنه يصرف للمريض ما يمكن أن يقلل من المرض، ويقوم بالتهدئة، وفيما لو طلب الطبيب دواء معينا، ولم يتوفر في دليل الوزارة الدوائية، نتكفل نحن بشرائه ولو من خارج المملكة، وهذا يحدث معنا دائما".