تواصلت أمس المعارك الدائرة منذ فترة في مناطقي ريف دمشق، إذ هاجم مقاتلو الجيش السوري الحر حاجزا للقوات النظامية في منطقة "دمر" باستخدام سيارة مفخخة، مما أسفر عن سقوط قتلى وسط صفوف قوات النظام. وأكد المرصد السوري لحقوق الإنسان هذه المعلومة، مشيرا إلى سقوط الكثير من القتلى والجرحى وسط القوات الحكومية. وقال مديره رامي عبدالرحمن، إن أحد منسوبي المرصد رأى جثثا في المكان بدمر دون أن يعرف بعد عدد القتلى أو الجرحى. من جهتها، ذكرت شبكة شام أن قوات النظام السوري كثّفت قصفها الصاروخي لمنطقة بورسعيد بحي القدم بدمشق وأحياء أخرى جنوب العاصمة. وأكدت وقوع اشتباكات عنيفة بين قوات الجيشين النظامي والحر الذي استطاع إيقاف تقدم القوات الحكومية المدعومة بالشببيحة ومقاتلي حزب الله اللبناني ولواء أبو الفضل العباس العراقي في الكثير من المحاور. وأضاف المرصد أن 5 أشخاص لقوا حتفهم وأصيب 22 آخرون، عندما أطلق مقاتلو المعارضة قذائف الهاون على منطقة البرامكة وساحة الأمويين وسط العاصمة. مشيرا إلى سقوط قذيفة في محيط فندق شيراتون، إضافة إلى أخريين سقطتا في كلية العلوم بجامعة دمشق ومدينة المعارض القديمة. مؤكدا إلحاق أضرار مادية. وتوجد في محيط ساحة الأمويين مبان حكومية وثقافية وعسكرية ومراكز أمنية. إلى ذلك تبنت كتائب "أسود الله" و"السيف الأموي"، المنضوية تحت المعارضة المسلحة، الهجوم الذي استهدف مساء أول من أمس، محيط مطار دمشق وأدى إلى وقوع انفجارات واندلاع حرائق ضخمة. كما تسبب في انقطاع التيار الكهربائي عن أجزاء واسعة من سورية. وكانت قذائف قد أصابت خط الغاز المغذي لمحطات الكهرباء في المنطقة الجنوبية. وأشار مصدر حكومي إلى أن فرق الصيانة تعمل على إصلاح العطل. كما تحدث شهود عيان عن ارتفاع كتلة لهب ضخمة فوق منطقة قريبة من المطار. وقال المرصد السوري، إن الانفجار نتج عن قذيفة مدفعية من مقاتلي المعارضة أصابت خط الغاز الذي يمر بالقرب من المطار. وأضاف أن قصف مقاتلي المعارضة كان يستهدف بلدة غسولة الواقعة على بعد بضعة كيلو مترات من المنطقة، مشيرا إلى أن الكهرباء انقطعت أيضاً في مناطق أخرى من البلاد، لا سيما حلب وحمص. ورجح المرصد أن تكون هذه العملية واسعة النطاق وجرى التخطيط لها بعناية. كما قال ناشطون إن الجيش الحر اشتبك مع قوات النظام في منطقتي الغسولة ومساكن الضباط الملاصقة لمطار دمشق الدولي. وفي ريف دمشق أيضاً، أكد المرصد وناشطون وقوع اشتباكات عنيفة في مدينة معضمية الشام جنوب غرب دمشق الواقعة تحت سيطرة مقاتلي المعارضة، باستثناء جزء صغير منها يقطنه موالون للنظام. وكانت المعارضة والأمم المتحدة قد دعتا مراراً خلال الفترة الماضية إلى فتح ممرات إنسانية تمكن من إدخال المساعدات إليها، لا سيما أنها محاصرة من قوات النظام منذ أكثر من سنة. كما نفَّذ الطيران الحربي السوري غارات مكثفة على مناطق عدة بريف دمشق. وذكرت مصادر إعلامية أن الجيش النظامي شدّد حصاره على ضواحي دمشقالشرقية ليزيد من التضييق على المناطق التي تسيطر عليها المعارضة قرب العاصمة. وقال نشطاء داخل منطقة الغوطة الشرقية في ريف دمشق، إن المنطقة لم تدخلها إمدادات غذائية أو أي إمدادات أخرى منذ أيام، مشيرين إلى أن الجيش النظامي بدأ يشدد حصاره منذ أسبوع. أما في ريف حلب، حيث تدور معارك عنيفة منذ فترة بالقرب من بلدة السفيرة، فقد أشار ناشطون إلى سقوط قتلى وجرحى في قصف من جيش النظام لمخيم النازحين قرب البلدة. كما قال ناشطون إن قتلى وجرحى سقطوا في قصف من قوات النظام لمخيم النازحين. وفي ريف حمص، استمرت الاشتباكات بين مقاتلي المعارضة وقوات النظام في بلدة صدد بريف حمص الشرقي وفي درعا ومناطق أخرى في البلاد. وأكد المرصد أن مقاتلي المعارضة ما زالوا يواصلون محاولات الاستيلاء على مستودعات أسلحة تابعة للنظام في ريف حمص الجنوبي، وقد أحرزوا بعض التقدم، في حين تتصدى لهم القوات النظامية بقوة. وأضاف المرصد أن مقاتلين من كتائب عدة بينها "جبهة النصرة" و"الدولة الإسلامية في العراق والشام" استولوا على مراكز تابعة لقوات النظام في محيط مستودعات الأسلحة قرب بلدة مهين. كما سيطروا على بئر غاز قرب بلدة صدد القريبة من مهين في ريف حمص الجنوبي، وسط اشتباكات عنيفة بينهم وبين القوات النظامية.