تترقب منى غدا عودة ضيوف الرحمن إليها بعد عام من الفراق، لتستقبل جموع حجاج بيت الله الحرام الذين سيتدفقون إلى مدينة الخيام البيضاء لقضاء يوم التروية بها، اقتداء بالمصطفى صلى الله عليه وسلم، حيث ترتفع مواكب ضيوف الرحمن أصواتهم بالتلبية متجهين إلى الله قلباً وقالباً، وتلهج ألسنة الجميع على اختلاف لغاتهم وجنسياتهم بتلبية نداء المولى عز وجل "لبيك اللهم لبيك" في صفوف موحدة وبرداء واحد لا يتغير لونه بتغير الشخصيات، فبياضه الناصع توافق مع بياض خيام منى التي ازدانت بحلتها البيضاء لتعلن للعالم نقاء وبياض قلوب المسلمين، وتوحدهم في العبادات. وارتدى مشعر منى أبهى حلله وتجمل بأغلى ثيابه وأفخرها، وامتطى من الإبداع ما يفوق الكلام وصفا، والمشاعر تعبيرا ليس لأنه يحتضن أضخم المشاريع في الأماكن المقدسة فحسب، بل لما يكتنزه من روحانية إيمانية ومشاعر فياضة تحرك الوجدان والأفئدة، اكتسبها من استقباله لجموع حجاج بيت الله الحرام. وأفاد قائد مرور منى العقيد علي الدبيخي، أنه سيتم منع دخول جميع المركبات للمنطقة المركزية في منى نظرا لكثافة حركة المشاة إلا لسيارات الخدمات، وذلك من خلال المحاور الرئيسة وبأضيق الحدود، موضحا أنه تم تقسيم مشعر منى لمربعات لتسهيل عملية المتابعة، كما تم تخصيص طريقين في اتجاهين أثناء عملية التروية والتصعيد، بينما باقي الطرق ستكون في اتجاه واحد. دخول الحافلات وبين أنه سيتم السماح بدخول الحافلات على الجسور لإنزال الحجاج، ثم توجيهها لطريق الملك عبدالله، كما سيتم منع الحافلات من السير على جسر الملك عبدالله إذا ارتفعت نسبة المشاة حفاظاً على سلامتهم، لافتا إلى أنه سيتم إغلاق الطرق المحاذية للرابطة والقصر الملكي في وجه الحافلات والمركبات، نظرا لوجود القطار الذي سيغني عن دخول المركبات بكل أنواعها. أما أمين العاصمة المقدسة الدكتور أسامة بن فضل البار، فقد أعلن أن استعدادات الأمانة لأداء الخدمات البلدية في المشاعر المقدسة ستبدأ في استقبال وفود الحجيج اعتباراً من اليوم الثامن، إذ وضعت الأمانة جميع مرافقها ومراكزها الخدمية في جاهزية تامة لاستقبال حجاج بيت الله الحرام، مؤكدا على تكامل جميع مراكز الخدمات في المشاعر المقدسة لأداء المهام البلدية المناطة بها، واستعدادها التام لاستقبال ضيوف الرحمن مثنيا على ما تحظى به أمانة العاصمة المقدسة من دعم كبير من لدن الحكومة الرشيدة، وما توفره للأمانة من الإمكانيات الهائلة التي تساعدها وتمكنها من أداء دورها كاملاً في خدمة حجاج بيت الله الحرام على أكمل وجه. وأفاد أن الأمانة جهزت نحو 650 موقعا في المشاعر المقدسة، سلمت لعدد من الشركات الكبيرة وذات الإمكانات العالية والطاقات التشغيلية الجيدة والمتخصصة في مجال التموين والتغذية، شملت مخابز ومطاعم ومحلات لبيع المواد الغذائية وبرادات، بالإضافة إلى 1100 كرسي حلاقة موزعة في مختلف مواقع منى حول جسر الجمرات، وفي منطقتي صدقي والبيعة وبجوار مجازر المعيصم، كما أوجدت الأمانة في منى 27 مركزا للخدمات البلدية منتشرة في منى تشمل مراقبي نظافة وإصحاح بيئي ومهندسين مشرفين، فهم موجودون على مدار الساعة لمراقبة المباسط والتأكد من نظافة الأغذية وصلاحيتها لضمان تقديم خدمة مميزة ومفيدة. يوم التروية من جهته، قال أمين عام هيئة النقابة المتحدث الرسمي مروان رشاد زبيدي، إنه سيبدأ في ساعة متأخرة من مساء اليوم، الاستعداد لعملية تصعيد ضيوف الرحمن إلى مشعر منى لقضاء يوم التروية اقتداء بسنة المصطفى صلى الله عليه وسلم، وسط استعدادات متكاملة واستنفار من كامل أجهزة النقابة وشركات نقل الحجاج، إذ قامت لجنة التصعيد والنفرة بوضع اللمسات الأخيرة لتنفيذ خطة التصعيد من مكةالمكرمة إلى المشاعر المقدسة. مخيمات الداخل كما تفننت شركات حجاج الداخل في إضفاء أعمال جمالية على مخيمات مشعر منى، وذلك بتجهيزها بالديكورات والأعمال الجبسية والرسومات الزخرفية وفرش انجيلة للأرضية مكان إقامة الحاج. ويبين مسؤول إحدى شركات حجاج الداخل ممدوح مريعاني، أن الكثير من الشركات تقوم بتجهيز مخيمات الحجاج بمشعر منى بالديكورات والأعمال الجبسية، وتتم إزالتها بعد انتهاء الموسم مباشرة، إذ نعمل على تجهيز أسقف وبوابات المخيمات بأعمال جبسية وديكورية. وذكر أنه تتم إضافة الطلاء والرسومات على الحوائط بهدف إضافة أخرى لجمالية المخيم وتقديم أرقى وأفضل الخدمات لحجاج بيت الله الحرام. وأوضح نائب رئيس لجنة النقل بالغرفة التجارية والصناعية بمكةالمكرمة سابقا وصاحب شركة حجاج الداخل محمد القرشي، أن ما تنفقه شركات حجاج الداخل على أعمال تجهيز مخيمات حجاج بيت الله الحرام في مشعر منى بالأعمال الجبسية والديكورات قبل يوم التروية نحو 10 ملايين ريال، لافتا إلى أن الشركات تعمل في منى على تجهيزات ديكورات جبسية وطلاء واجهات المخيمات وفرش انجيلية للأرضيات.