تبدأ كافة الجهات الحكومية اليوم (الاحد) تنفيذ خطة تصعيد حجاج بيت الله الحرام إلى مشعر منى لقضاء يوم التروية اتباعاً لسنة المصطفى صلى الله عليه وسلم وسط أجواء مفعمة بالطمأنينة والخشوع في ظل توافر كافة الخدمات. وقد تهيأ مشعر منى لاستقبال نحو ثلاثة ملايين حاج يؤدون مناسك الحج لهذا العام وقد بدأت كافة الخدمات متكاملة استعداداً لتوافد ضيوف الرحمن في ساعة مبكرة من صباح اليوم حيث تنطلق قوافل الحجيج للتوجه الى منى لقضاء يوم التروية اليوم وذلك قبل توجههم غداً الاثنين إلى صعيد مشعر عرفات الطاهر رافعين أكفهم مهللين ومكبرين ب (لبيك اللهم لبيك ، لبيك لا شريك لك لبيك) وستستقبل ارض عرفات جموعاً من حجاج وضيوف بيت الله الحرام في يوم واحد وبلباس واحد "رداء وإزار" ناصع البياض بقلوب خاشعة مهللة مكبرة. وقد قامت كافة الجهات الحكومية ذات العلاقة بحج هذا العام 1431ه وباهتمام بالغ وإشراف مباشر من قبل خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وصاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام وصاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء ووزير الداخلية رئيس اللجنة العليا للحج وصاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكةالمكرمة رئيس لجنة الحج المركزية بتجنيد كافة إمكاناتها البشرية والآلية لخدمة ضيوف الرحمن ولتذليل كافة الصعوبات ليؤدوا مناسكهم بكل سهولة ويسر. وقد ظهرت الحركة المرورية في مكةالمكرمة وطرقها والشوارع المؤدية إلى منى يوم أمس بالانسيابية والمرونة وفق خطة أمنية ومرورية منظمة ومدروسة كان لها الاثر الواضح في وصول قوافل الحجيج الى مشعر منى بكل يسر وسهولة فيما أسهم قرار منع دخول السيارات التي تقل حمولتها عن 25 راكبا في توفير الساحات الكافية في الطرقات امام حافلات نقل الحجاج وتوجههم الى مخيماتهم في وقت قياسي. وقد هيأت كافة الأجهزة المعنية بشؤون الحج والحجاج جميع إمكاناتها الآلية والبشرية لتيسير وتسهيل عملية صعود جموع الحجيج من مكةالمكرمة إلى مشعر منى اليوم الاحد الموافق الثامن من شهر ذي الحجة. وتعد عملية تصعيد الحجاج إلى منى أولى خطط التصعيد إلى المشاعر المقدسة حيث تمت تهيئة قطار المشاعر والذي يدخل الخدمة بنسبه 30% في هذا العام لاول مرة معلناً عن نقلة كبيرة في مسيرة النقل الحديث في الحج حيث تمت تهيئة القطار تهيئة كاملة وتم اجراء كافة التجارب عليه طيلة الايام الماضية والذي سيسهم تشغيله في إقصاء 3000 حافلة عن الخدمة اضافة الى الحافلات ووسائل النقل المجهزة بوسائل الراحة والسلامة لضيوف الرحمن إلى جانب تخصيص العديد من الطرق المؤدية إلى مشعر منى وتدعيمها بالطاقات البشرية لتسهيل الحركة المرورية أمام جموع الحجاج والوصول بهم إلى مشعر منى في يسر وسهولة وأمان وطمأنينة. محطة القطار مُتهيئة لنقل الحجاج وقد أصبحت منطقة منى الخالية على مدار العام مدينة عصرية بمعنى الكلمة تتوفر فيها كافة الخدمات وعلى أرفع المستويات وتحولت الى خلية نحل حيث تتضافر كافة جهود الأجهزة المعنية لأداء هذا الواجب المقدس تجاه ضيوف الرحمن الى هذه البقاع الطاهرة. وكانت "الرياض" من خلال جولاتها قد شاهدت الاستعدادات المكثفة والإمكانات التي أعدتها مختلف أجهزة الدولة لخدمة وراحة وفود الرحمن حيث تمت صيانة وتجهيز شبكة من الطرق الحديثة والأنفاق والجسور المصممة على أحدث المواصفات العالية والمزودة بكافة وسائل السلامة واللوحات الإرشادية لتسهيل وصول الحجاج إلى مواقعهم بمشعر منى بإذن الله إضافة إلى تخصيص عدد من الطرق الخاصة بالمشاة التي تم تظليلها وتهيئتها بالخدمات اللازمة. كما أعدت قيادات أمن الحج لشؤون المرور خطة متكاملة لعملية التصعيد إلى مشعر منى من مكةالمكرمة والمبيت في منى ثم اتجاه المركبات إلى مزدلفة وعرفات خلال مرحلة التصعيد . وأوضحت قيادة أمن الحج أن تنفيذ هذه الخطة بدأ منذ اليوم الأول من شهر ذي الحجة ويستمر حتى اكتمال دخول الحجاج إلى عرفات في صباح يوم غدٍ الاثنين حيث سيتم في هذه المرحلة السماح لجميع الحافلات المقلة لحجاج التروية بالوقوف أمام مخيمات مؤسسات الطوافة لنقل الحجاج صباح يوم غدٍ التاسع من ذي الحجة مع مراعاة عدم إعاقة الحركة المرورية على جميع الطرق بمشعر منى. فيما تم تجهيز كافة محطات القطار وصالات الركاب لتسهيل الحركة امام حجاج الداخل وبعض حجاج الخليج ممن تقع مخيماتهم على طريق القطار والذين سيتم نقلهم في هذا العام عن طريق القطار حيث تم تخصيص قوة امنية قوامها 3500 رجل أمن مابين ضابط وصف ضابط وفرد وذلك لادارة تنظيم الحشود بمحطات القطار وتنظيم حركة دخول وخروج الحجاج من وإلى القطار. وكانت منى قد ارتدت حلتها البيضاء لترحب بضيوف الرحمن الذين لبوا النداء وقدموا إليها في يوم التروية اقتداء بسنة المصطفى صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع يوم قدم في العام العاشر من الهجرة في حجة الوداع ليوضح للمسلمين نسكهم ليسيروا عليها في كل عام ملبين نداء الحق في صفوف موحدة وبرداء واحد لا يتغير لونه بتغير الشخصيات فبياضه الناصع توافق مع بياض خيام منى التي ازدانت بحلتها البيضاء لتعلن للعالم نقاء وبياض قلوب المسلمين وتوحدهم في العبادات وإن فرقتهم الخلافات. أما الشوارع والطرقات فزانت نظافتها لتوفر للحجيج بيئة نظيفة ونقية تمنحهم الفرصة للتجول إن ارادوا لنقل مشاهداتهم في اليوم الثامن من ذي الحجة فضاغطات النفايات انتشرت بالتقاطعات والشوارع الرئيسية لتؤكد للجميع ان النفايات يمكن التخلص منها سريعاً ودون أن تنبعث روائحها أو تتجمع فتنقل الأمراض والأوبئة. وفي مقابل ذلك انتشرت عربات جمع النفايات الصغيرة الحجم الكبيرة السعة والتي صبغت بلون خاص يميزها ويبعد عنها أي حشرات طائرة من بعوض وخلافه. والاتصالات الهاتفية سواء كانت ثابتة أو متنقلة لم تكن هي الأخرى بعيدة عن الاهتمام فقد كثفت من جهودها وحرصت على تقديم خدمة مميزة تمكن الحجاج من التواصل مع اهليهم وذويهم بكل يسر وسهولة حيث حرصت الشركات المقدمة لخدمة الهاتف المتنقل على توفير بطاقاتها للاتصال وجعلها في متناول الجميع. وفي الدخول إلى أي من مخيمات الحجاج سواء كانوا قادمين من آسيا أو أوروبا أو حتى من افريقيا وأستراليا فإن مخيماتهم موحدة بلونها الأبيض وخدماتها الثابتة التي لا تتغير بتغير الأجناس أو الألسن فالكل في هذه الأيام سواسية أمام رب العباد ليس لأحد فضل على أحد إلا بالتقوى. بياض الخيام الخارجي وبرودتها الداخلية وإضاءتها الجيدة زادتها وسائل السلامة أمانا واستقراراً لكل من استظل تحت ظلها رافعاً يديه للسماء داعياً ربه بالغفران. وتوفير السلامة في المخيمات وفي مقابلة توفير الخدمات منح ضيوف الرحمن الراحة النفسية والاطمئنان فشعروا أنهم يعيشون داخل قصور ازدانت جدرها بالجواهر. المشاعر المقدسة «تصوير- محمد حامد»