رفض عضو في هيئة التدريس بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية فواز اللعبون، إدراج "قصيدة النثر" ضمن مناهج الجامعة كونها شعرا، مع الاعتراف بشكلي القصيدة "العمودي والتفعيلي"، واصفا "قصيدة النثر" بأنها شكل لا وزن له ولا قافية، وليس ما فيه من الشعر غير نية صاحبه، وشذرات تصويرية ولغوية مستفادة من الشعر، مستدركا بأنها تتضمن إبداعا ولكنه إبداع نثري ليس غير، ولا يعوزه غير اسم يلائم صفته. وقال أستاذ الأدب واللغة العربية في الجامعة، الدكتور فواز بن عبدالعزيز اللعبون، في محاضرته مساء أول من أمس، في نادي الأحساء الأدبي بعنوان "رحلة الإيقاع من القديم إلى الحديث"، إن "قصيدة النثر" ظهرت بسبب التأثر الشديد بالشعر الأجنبي المترجم، ومسايرة الحركات التجديدية غير الواعية، وعجز أكثر أصحابها عن الالتزام بالأوزان، فضلا عن القوافي، بجانب وهج الشعر ورغبة أصحابه في الانضمام إلى كوكبة الشعراء بأيسر الطرق. وأكد في المحاضرة التي أدارها الدكتور عبدالله الدوغان، أن الدراسات النقدية والنفسية، تؤكد أن للإيقاع جماليات صوتية ودلالية تضيف للبنية الفنية للنص، وأن الإيقاع يموه ويدلس حين يكون النص رديئا، أو تكون الأغنية واهية الكلمات، وهو ما يتضح في جماليات إيقاع نصوص أو أغان أجنبية عند بعض الناس ولا يفقهون كلماتها، وإنما يغريهم فيها إيقاع معين، وأن البعض يحفظ نصوصا شعرية لا لجمالها الفني، ولكن لبنيتها الإيقاعية المميزة، وأن الإيقاع الشعري ذو أفضلية يضيف إلى النص جماليات أخرى، مشيرا إلى أن الإيقاع مارس عملية تدليس كبرى، برضا تام من المتلقي إلى الحد الذي جعله يزدري النص نثرا ويقبل عليه شعرا. مضيفا أن الإيقاع الشعري بدأ بالناقة "قديما"، ومن ثم بالأناقة "حاليا"، وقد يبقى مستقبلا بالأناقة. بدوره، أكد الدكتور عاصم بني عامر، خلال مداخلته أن اللعبون أقصى "قصيدة النثر" من أشكال الشعر العربي، وهو ما يتنافى مع عنوان المحاضرة "رحلة الإيقاع"، مبينا أن "قصيدة النثر" قائمة على الإيقاع وتشكيلاته الكثيرة، واصفا ذلك "الإقصاء" ب"التجني"، وفي يوم من الأيام كان شعر "التفعيلة" يلقى نفس المواجهة على أنه شعر لن يمكث ولن يثبت إلا أنه مع مرور الزمن ثبت.