بعد مرور شهرين على انطلاق المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية، ترى الولاياتالمتحدة وجوب أن يقدم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو رؤيته للحدود التي على أساسها سينفذ حل الدولتين، في وقت دحض فيه المبعوث الأميركي لعملية السلام مارتين انديك، تقارير عن مساع للتوصل لحل انتقالي جديد بقوله "أريد أن أؤكد على أن جميع قضايا الحل النهائي على الطاولة وأن هدفنا هو الوصول إلى اتفاق نهائي وليس اتفاقا انتقاليا". وتعتقد الولاياتالمتحدة أنه من أجل دفع المفاوضات حول الحدود والأمن؛ فيتوجب على نتنياهو أن يقدم خارطة توضح حدود إسرائيل وحدود فلسطين في إطار الحل النهائي، بعد أن امتنع في جميع المفاوضات السابقة عن تقديم رؤيته للحدود وهو ما جعل المفاوضات تدور حتى الآن في فلك الأمن والترتيبات الأمنية. ويتبنى الفلسطينيون منذ سنوات موقفا يقضي بأن حدود دولتهم هي حدود 1967 مع إمكانية تبادل للأراضي بالقيمة والمثل بما لا يزيد عن 1.8% من مساحة الضفة الغربية. وفي محاولة منه لدفع عملية الانتقال لبحث الحدود، أعلن الرئيس الأميركي باراك أوباما أثناء لقائه الرئيس محمود عباس الأسبوع الماضي، أن "موقف الولاياتالمتحدة واضح، وهو أن حدود إسرائيل وفلسطين ينبغي أن تستند لخطوط 1967 مع تبادل متفق عليه للأراضي". ولم يسبق للرئيس الأميركي أو أي مسؤول أميركي أن أعلن صراحة وعلانية عن هذا الموقف، وإن كان هو الموقف الذي شجع القيادة الفلسطينية على اتخاذ القرار بالعودة للمفاوضات بعد أن قدمه وزير الخارجية الأميركي جون كيري قبيل بدء المفاوضات. وكشفت مصادر إسرائيلية أن أوباما طلب من نتنياهو خلال لقائهما بالبيت الأبيض أول من أمس، أن يسرع المفاوضات من خلال طرح رؤيته للحدود. وأعلن كيري قبل أيام عن اتفاق الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي على تكثيف المفاوضات، ولكن من غير الواضح إن كان الجانب الإسرائيلي سيطرح رؤيته للحدود، وتجري المفاوضات على مسارين الأول بين المفاوضين الفلسطينيين برئاسة صائب عريقات والإسرائيليين برئاسة وزيرة العدل تسيبي ليفني، أما المسار الثاني فيقوده كيري الذي يعقد محادثات منفصلة مع عباس ونتنياهو دون مشاركة أعضاء الطواقم المفاوضة الفلسطينية والإسرائيلية والأميركية.