أكدت أطراف فاعلة في المعارضة السورية رفضها لتداعيات المكالمة الهاتفية، التي جمعت الرئيس الأميركي باراك أوباما ونظيره الإيراني حسن روحاني، وقال عدد من الناشطين في الثورة السورية ل"الوطن"، إن النظام السوري هو المستفيد الأول سياسياً. ورأى الناشط في تنسيقية ريف دمشق بالمعضمية رائد حسون، أن المكالمة حملت عدة دلالات عديدة ومهمة على صعيد الثورة السورية المستمرة منذ أكثر من سنتين ونصف، منها أن واشنطن لا تريد تطبيق أي حل عسكري في الملف السوري، وأضاف "للسياق التاريخي يمكننا القول إن المكالمة بين الجانبين كانت تصرفاً استراتيجياً خاطئاً من الإدارة الأميركية، وكأنهم لا يريدون سوى تطبيق الحل السياسي السلمي غير الموجود على أرض الواقع". ويوافق الناشط السياسي في مدينة حلب سامر ياسين، على ما ذهب إليه حسون في تحليله للأثر العكسي من المكالمة على مسار الثورة السورية، ويقول في حديثه إلى "الوطن" عبر سكايبي "الأسد وحليفاه موسكووطهران هم أيضاً في خانة المستفيدين من تلك المكالمة، فقد زادت حملة العلاقات العامة لتلميع صورة النظام في المحيطين الإقليمي والدولي، وهو ما نشاهده بفاعلية، إضافة إلى تراجع عدد من الدول الأوروبية التي كانت تؤيد الضربة العسكرية الأميركية على قوات النظام الأسدي، وبدأ منحناها يتراجع لصالح النظام وحليفيه الرئيسيين". وأكد ياسين أن المكالمة كانت بمثابة اعتراف واضح لواشنطن بمسار الطريق الذي رسمته كل من طهرانوموسكو للملف السوري، وهو ما ينافي تطلعات السوريين في ثورتهم الشعبية، واعتبر أن المكالمة "خيبة أمل" من الإدارة الأميركية، تجاه من يمارس أعمال القتل والتنكيل بالشعب، في إشارة إلى الفرق العسكرية الإيرانية التي تساند بقاء الأسد في الحكم، على أساس الهوية الطائفية العسكرية. بدوره، يرى الباحث السياسي وليد الحميدي، في تصريحات إلى "الوطن"، أن "الأجندة الأميركية المتخبطة" كانت العنوان الأبرز الذي أكد أن مؤشرات التعاطف الدولي الرسمي مع الثورة السورية باتت تشكل تساؤلات في المنظومة الدولية، وهو ما سيخلق شعوراً عدائياً تجاه المصالح الغربية. وقال "المعارضة السورية في الخارج فشلت في إقناع الرأي الدولي بمطالب الشعب السوري، والمكالمة الهاتفية تعتبر أهم تلك المؤشرات، وقد نجحت إيران فعلياً في تطويع تداعيات الأحداث الدولية لصالح حليفها السوري". وكانت شبكتا مواقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك وتويتر"، الخاصة بالنشطاء السوريين، كانت أكثر غضباً في تلويحها بالرفض والتآمر على خيارات الشعب السوري، لصالح الأسد وحلفائه، ورأت أن المكالمة بداية حقبة جديدة علنية من التقارب الأميركي - الإيراني، سترسم أكثر من علامة على مسار السوريين. وعلى رغم أن إيران حاولت الترويج للمكالمة التي جمعت بين أوباما وروحاني على أنها انتصار دبلوماسي لها، إلا أن الرئيس الأميركي أكد أمس خلال استقباله رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في البيت الأبيض بواشنطن، أنه لا يستبعد اللجوء للخيار العسكري ضد إيران لإيقاف برنامجها النووي، إذا استدعت الظروف ذلك.