أميركا وإيران الى وقت قريب لا تلتقيان. هذا ما نعرفه عن العلاقة "المتأزمة" بين البلدين اللذين يتبادلان شتى الاتهامات الى حد أطلقت كل منهما صفة على الأخرى باتت مرافقة لها في كثير من المحافل الدولية، وباتت تعتبر واحدة من الصفات السياسية الأولى، فعندما "تدعو الحاجة" تصبح ايران هي "قوى الشر" وأميركا "الشيطان الأكبر". الا ان تغيراً يلوح في الافق؟. بشكل شبه مفاجئ صارت طهران على سكة الحوار مع واشنطن. هذا ما يتم قراءته من ردود الفعل على تصريحات الرئيس الايراني حسن روحاني، والتي شكلت مادة نقاش دولية، بُعيد دعوته دول الغرب الى "حوار بناء"، واعلانه استعداد بلاده لتسهيل المحاثات بين حكومة الرئيس السوري بشار الأسد ومعارضيها. وفي سابقة، كتب روحاني مقالاً في صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية، المقال جاء تحت عنوان: "لماذا تسعى إيران إلى الانخراط البنّاء". في المقال يحضّ روحاني نظراءه الغربيين على "اقتناص الفرصة التي أتت بها الانتخابات الإيرانية" (بانتخابه رئيساً)، وأن "يفعلوا أقصى ما أمكنهم للتجاوب مع (رغبة) شعبي وجهود حكومتي للدخول في حوار بنّا". وبناء على هذه المواقف يخوض الرئيسان الأميركي باراك أوباما والإيراني حسن روحاني، عشية توجههما إلى نيويورك الثلثاء المقبل للمشاركة في الجمعية العامة للأمم المتحدة، ديبلوماسية تشير إلى انفتاح نادر بين بلديهما منذ عقود، مع إعلان روحاني أن "عصر العداوات الدموية انتهى"، فيما لمّح البيت الأبيض للمرة الأولى الى احتمال لقاء الرئيسين في نيويورك. الا ان مستشاراً مقرباً من اوباما اكد ان الانفتاح الذي يبديه الرئيس الايراني الجديد "ليس واضحاً بما يكفي" لطمأنة الدول الغربية حول طبيعة البرنامج النووي للجمهورية الاسلامية. وفي اول تعليق لها بدت اسرائيل مصرّة على التشكيك بنوايا ايران، فوصفت كلام روحاني بأنه محاولة ل"خداع العالم". وصدر عن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو بياناً جاء فيه "يجب ألاّ ينخدع المرء بكلمات الرئيس الإيراني المضلل". وعلى الشق الثاني من "مبادرة" روحاني اعتبر "الائتلاف الوطني السوري" إعلان "إيران مبادرة تجاه الازمة السورية أمراً يدعو الى السخرية، وسط كل الدماء التي شاركت إيران بسفكها مع نظام الاسد، من خلال الدعم السياسي والاقتصادي والعسكري المقدّم إلى الأسد خلال عامين ونصف من عمر الثورة السورية".