طرحت الإشكالات التي وقعت في مدينة بعلبك في البقاع اللبناني أسئلة كثيرة عن تفلت عناصر حزب الله، الذين يتحكمون على الأرض بمدينة الشمس ويعطلون حياتها، وهي المدينة المختلطة طائفيا، وفيها تنوع سياسي قضى عليه الحزب بهيمنته وتهديد الآخرين لاسيما سكان بعلبك الأصليين في الأحياء السنية. كما أن تعطيل الحياة الاقتصادية عبر فرض إلغاء مهرجانات بعلبك التي يعتمد عليها الأهالي في حياتهم أثار نقمة الناس هذا العام، إضافة إلى الاشكالات التي يتسبب بها الحزب في التعرض للشباب من الطائفة السنية بحجة دعمهم للثورة السورية واتهامهم بالانتماء إلى تنظيمات متطرفة مثل جبهة النصرة أو غيرها لتبرير التهديد الذي يعيشونه نتيجة تفشي السلاح واستخدامه بوجه الأهالي دون وجه حق. ووسط تخوفات من فتنة مذهبية، سادت أمس، حالة من الهدوء الحذر في المدينة، وسط إقفال تام للمحال التجارية والسوق باستثناء أفران الخبز. وسير الجيش دوريات مؤللة في داخل السوق ويعمل على توسيع انتشاره بإقامة حواجز ثابتة وتفتيش السيارات. من جهته، أوضح وزير الداخلية اللبناني مروان شربل أن اللواء السادس تسلم كل حواجز حزب الله الذي انسحب لا سيما من الحواجز التي يقيمها عند مداخل المدينة الخارجية. وقال رئيس الحكومة المكلف بتشكيل الحكومة اللبنانية النائب تمام سلام إن الحادثة الدموية التي أصابت مدينة بعلبك بمقتل أربعة مواطنين أبرزت المخاطر الجدية والعميقة التي تهدد المناطق اللبنانية بسبب الشحن والخطاب الطائفي والمذهبي والفئوي وبسبب انتشار السلاح غير الشرعي واعتماده وسيلة هيمنة قرار لفئة ما على أخرى". واعتبر "أن معالجة هذا الأمر تكون بتكريس هيبة الدولة من خلال أجهزتها الأمنية وحدها ومن خلال شبكة الأمان السياسي التي يجب أن تنشط باتجاه رفع الغطاء عن كل مخل ومتماد في ممارسة العنف ووضع حد للفلتان الأمني". وأضاف سلام "إنني أتوجه إلى إخواننا اللبنانيين الأصيلين من أبناء بعلبك الأبية لعدم الانجرار وراء الساعين إلى زرع بذور الفتنة في وسطهم".