حذرت واشنطن الرئيس اللبناني ميشال سليمان من مغبة "البقاء في موقف المتفرج وعدم اتخاذ إجراءات سيادية لمنع تدخل حزب الله في القتال إلى جانب جيش النظام السوري"، فيما سقط أربعة قتلى بينهم عنصران من الحزب باشتباكات في بعلبك أمس. وأوضح مصدر أميركي أن وزير الخارجية جون كيري، نقل موقف واشنطن هاتفيا للرئيس اللبناني، مما دعا الأخير للإعلان بأن الأطراف كافة بصدد العودة عن التدخل في الصراع السوري، عن طريق سحب المقاتلين من سورية ومنع عبور المقاتلين إليها، معربا عن أمله في أن يحدث ذلك في أقرب وقت ممكن. وأضاف سليمان في حواره مع قناة "بي بي سي" البريطانية، أن هيئة الحوار الوطني اتخذت في بداية اندلاع الصراع قرارا بتحييد لبنان، وأنه قام بجولة في دول الخليج لإعلان هذا الموقف. وتابع "للأسف لم يتم الامتثال لهذا الموقف، وحدثت تجاوزات وخروجات من الأطراف كافة خلق توترا في لبنان. وأدى إلى انعكاسات سالبة على الاقتصاد والأمن والوضع الاجتماعي". ودعا المجتمع الدولي لدعم بيروت في جهودها لمساعدة وإيواء النازحين السوريين، مشيرا إلى أن الدعم يجب أن يطال الجيش والمؤسسات الحكومية، فضلا عن تأمين الدعم المالي لتوفير المستلزمات للاجئين. من جهة أخرى، أكدت الأممالمتحدة تلقيها معلومات تفيد باحتمال وقوع هجمات جديدة بالأسلحة الكيماوية في سورية، بعد "مجزرة" الغوطة الشرقية التي أدت لمصرع أكثر من 1400 شخص معظمهم من النساء والأطفال في 21 أغسطس الماضي. وقال المتحدث الرسمي باسم أمين عام المنظمة الدولية مارتن نسيركي، إن هناك معلومات تشير إلى وقوع 3 هجمات أخرى لكن على نطاق ضيق، وأشار إلى أن فريق المفتشين الدوليين ما زال يجري تحقيقاته بشأن تلك المزاعم، للتأكد من مدى مصداقيتها. وأكد أن مهمة المفتشين ستنتهي غدا، وأنهم لن يعودوا مجددا إلى دمشق. وأضاف أن أعضاء الفريق يعملون على استكمال تقريرهم، الذي وصفه ب"المعقد"، على أمل أن يتم الانتهاء من التقرير، والمتوقع أن يتضمن نتائج التحقيق في الهجمات الجديدة المحتملة، قبل نهاية أكتوبر المقبل. من جهة أخرى، قتل عنصران من حزب الله اللبناني أمس، في تبادل إطلاق نار بين حاجز للحزب وأفراد عائلة الشياح "السنية" في مدينة بعلبك شرق لبنان، حسبما ذكر مصدر أمني. وقال المصدر إن "مسلحين من عائلة الشياح أطلقوا النار على حاجز لحزب الله في وسط مدينة بعلبك، مما دفع عناصر الحاجز إلى الرد على إطلاق النار، وتطور الأمر إلى اشتباك قتل فيه 4 أشخاص بينهم عنصران من الحزب". وأوضح المصدر أن خمسة أشخاص آخرين أصيبوا بجروح، هم من المارة ومن المسلحين المناهضين للحزب. وأشار إلى أن الاشتباك يأتي على خلفية إشكال وقع الأسبوع الماضي على الحاجز نفسه بين أفراد من العائلة نفسها والحزب، مما تسبب بجرح عنصر من حزب الله وشخصين من المارة. وترك هذا الحادث توترا بين الطرفين.