هجوم كاسح وسيل عرمرم وموجة تسونامية ضربت في جدار وزارة الخدمة المدنية عندما فتح بابه لقبول طلبات الوظائف التعليمية النسائية، عدد كبير مذهل ومخيف كان قوامه 102 ألف متقدمة كلهن يأملن في الحصول على القليل من الكعكة السنوية التي تقدمها هذه الوزارة، كنت وخلال قراءة الخبر في إحدى الصحف مصابا بالدهشة لما أقرؤه ويا له من خبر! لا أظن هؤلاء الفتيات إلا متكدسات من عشرات السنين في البيوت ينتظرن هذه الفرصة السانحة لتأمين مستقبلهن لا متخرجات من وقت قريب، وكأن مستقبل المرأة لا يكون إلا في التعليم. إنه والله ليحز في النفس ما هن فيه من هذا الأمر، فمستقبل المرأة أصبح مقيدا إما بالتعليم أو الطب أو التمريض إذا كان هناك قبول من ولي الأمر أو بعض الوظائف المحصورة في أصحاب الواسطة إما في القطاع العام أو الخاص أو تبقى في بيتها وترحل بعد ذلك إلى قبرها.