بعد ترددٍ وشدٍ وجذب، حسمت المعارضة السورية قرارها، في المشاركة بمؤتمر جنيف 2، شريطة أن يحقق "نقل السلطة" من يد بشار الأسد، وأركان نظامه. وفي رسالةٍ إلى مجلس الأمن، قال رئيس الائتلاف الوطني السوري وقوى الثورة أحمد الجربا، إنه ومن منطلق الرغبة في "وقف الصراع" بعد عامين داميين، سيحضر الائتلاف "جنيف 2"، إن كان يهدف إلى "تأسيس حكومةٍ انتقاليه، وبسلطاتٍ كاملة". وحسمت المعارضة بذلك، التردد الملموس بخصوص حضور مؤتمر جنيف 2، لرفضها الحوار، مع نظامٍ حسم ثورة شعبه الساعي وراء الحرية بكافة أنواع السلاح، حتى بلغ "المحظور". يأتي ذلك، فيما يعمل فريقٌ سوري "متطوع"، على جمع أكبر قدر من الأدلة ضد الأسد، لتقديمها إلى محكمة الجنايات الدولية، لمحاسبة نظام الأسد وأركانه بتهم "جرائم حرب"، ويسند ذلك تقارير منظماتٍ دولية حول الوضع الإنساني في سورية. ويعمل مجلسٌ للقضاء – مجلس القضاء المستقل، في الداخل السوري، على جمع أكبر قدر من الأدلة، ويستند طبقاً لما أكده ل"الوطن"، القاضي جمعة الدبيس، رئيس نيابة محافظة الرقة، المُنشق عن نظام الأسد، على شهادات شهود وذوي الشهداء، إضافة إلى بعض مقاطع الفيديو، التي من الممكن أن يتم الاستناد عليها كدليل على تحديد المسؤول عن جرائم الحرب بحق الشعب، شريطة توكيل أسر وذوي الشهداء لمن يقوم بالتطوع في السعي وراء جمع تلك الأدلة. الدبيس قال "هناك أدلة كثيرة على ارتكاب الأسد وأركان نظامه جرائم حرب، لكن الحقيقة تقول إن الوضع الإنساني، والعسكري، باتا هما الشغل الشاغل للسوريين، ومن يساندهم، لكننا وعلى الرغم من امتلاكنا عدداً من الأدلة، التي يمكن من خلالها محاسبة الأسد "نظرياً" على الأقل، إلا أننا ننشغل حالياً بالأمور الإنسانية، والعسكرية على حدٍ سواء، لكن هذا لا يعني أن محاسبة الأسد أمرٌ نغفل عنه، وذلك تجسده تحركات البعض منها فردية، والبعض الآخر مُمنهج، من قبل بعض أطراف المعارضة السورية، للوصول في نهاية المطاف إلى محاسبة الأسد، وأركان نظامه، واقتيادهم إلى محكمة الجنايات الدولية". ميدانياً، وثقت الشبكة السورية لحقوق الإنسان مقتل أكثر من 64 شخصاً، معظمهم بمحافظتي حماة، وحلب، فيما أكد المرصد السوري لحقوق الإنسان حدوث انفجارٍ وصف ب"الشديد" في مدينة النبك بريف دمشق، وقالت المعلومات الأولية إنه استهدف مركزاً للقوات النظامية. كما شهدت منطقة برزة الدمشقية، اشتباكات وصفت ب"العنيفة"، دارت منذ وقت مُبكر من ليل البارحة الأولى، بين مقاتلي المعارضة، والقوات النظامية.