سرعان ما تحول حلم سكان العاصمة الرياض إلى واقع بعد إطلاق مشروع الملك عبدالعزيز للنقل العام "قطار الرياض"، وهو الهدية الكبرى التي قدمها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، لمدينة الرياض وسكانها. وفي هذه الأيام تحتفل المملكة باليوم الوطني ال83 الذي يصادف ذكرى تأسيس هذه البلاد على يد المؤسس الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود، رحمه الله، والذي دخلت في عصره أول سيارة إلى المملكة، وامتد تطور وسائل النقل في ما بعد، برا وبحرا وجوا، حتى وصولت إلى "مترو الرياض" وهو المشروع الذي انتظره سكان العاصمة منذ زمن بعيد. تزامن مع يوم "الوطن" وحرص القائمون على المشروع الكبير "الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض" أن يكون موعد تدشين القطارات مقاربا لليوم الوطني، حيث تم إطلاقه في شهر رمضان الماضي، ودشنه أمير منطقة الرياض الأمير خالد بن بندر بن عبدالعزيز، وسط حضور كبير من وسائل إعلام محلية وعالمية، ترصد تحول الحلم إلى واقع. وبالعودة إلى الماضي فإن للنقل قصة مع المملكة، حيث كانت البداية عام 1340 بعد اكتشاف النفط، وذلك عندما دخلت سياراة واحدة، بحسب ما يذكر المؤرخون، وشهدت ذروة استخدام السيارات بكثرة منذ عام 1345، وما زالت معظم تلك السيارات محفوظة لدى «دارة الملك عبدالعزيز»، ومنذ ذلك الوقت تطورت وسائل النقل العام لتشمل الحافلات والقطارات التي ربطت بعضا من المدن، لحين إطلاق "مترو الرياض" الذي سيشكل تاريخا جديدا في عالم النقل العام في المملكة. ويترقب سكان العاصمة اللحظة التي يشاهدون فيها قطارات الرياض تنطلق في كافة أحياء العاصمة، حيث يأملون في أن تقضي هذه القطارات على الازدحام الشديد الذي تعاني منه العاصمة، فضلا عن المشاكل البيئية الصادرة من عوادم السيارات التي تتنقل في شوارع العاصمة بالآلاف يوميا، فهم يرون أن وجود القطارات سيسهم في معالجة هذا الوضع وسيحلّ الكثير من مشاكلهم في الطرق والشوارع التي سيخف عنها الضغط الكبير. شركات عالمية وميدانيا، ستشكل شبكة القطار الكهربائي (مترو الرياض) العمود الفقري لنظام النقل العام في الرياض، حيث جرى اختيار ستة محاور رئيسية بطول إجمالي يبلغ 176 كلم و85 محطة، تغطي معظم المناطق ذات الكثافة السكانية والمنشآت الحكومية والأنشطة التجارية والتعليمية والصحية، وترتبط بمطار الملك خالد الدولي ومركز الملك عبدالله المالي والجامعات الكبرى ووسط المدينة ومركز النقل العام. ويتضمن مشروع القطار الكهربائي مواصفات تقنية وتصميمية عالية، باختيار أحدث المواصفات والتقنيات لعربات القطار الكهربائي في العالم، إضافة إلى تزويدها بخدمات الاتصال وتبادل المعلومات للركاب. وقد تمت ترسية عقود المحطات الأربع الرئيسية، والتي تقع عند تقاطع مسارات المترو والحافلات؛ على عدد من الشركات العالمية والمتخصصة في هذا المجال، وهي: محطة منطقة قصر الحكم (شركة سنوهيتا النرويجية)، محطة العليا (شركة جيربر معماريون الألمانية)، محطة مركز الملك عبدالله المالي (شركة زها حديد معماريون البريطانية)، محطة المترو الغربية (شركة دار الدراسات العمرانية السعودية). أنظمة أمن وسلامة كما استوفت تصاميم مشروع المترو متطلبات الأمن والسلامة للركاب والمنشآت، وذلك من خلال تزويد العربات والمحطات بأنظمة متطورة للمراقبة، تعمل بواسطة الكاميرات وأنظمة الإنذار المبكر، ونظم إطفاء الحريق، إلى جانب توفير أنظمة السلامة في الأنفاق، ونظم الاتصالات التي تتيح التواصل الفوري مع مركز التحكم والتشغيل والجهات الأمنية المختصة. وسيقام ضمن المشروع، إنشاء محطات للصيانة تتضمن ورشا ومستودعات للقيام بأعمال الصيانة الدورية، إضافة إلى مهاجع لمبيت أسطول القطارات، ومكاتب ومرافق خاصة بالموظفين والعمال المسؤولين عن تشغيل وصيانة المشروع. كما يتضمن نظام القطار الكهربائي، تشييد مركز متطور للتحكم والتشغيل لإدارة حركة القطارات والتحكم بها، ومراقبة كافة عناصر النظام من محطات ومسارات ومرافق ونظم، وسيزود المركز بأحدث نظم التحكم والتشغيل والمراقبة. وتتشكل الائتلافات الثلاثة الفائزة بتنفيذ المشروع (ائتلاف باكس)، و(ائتلاف فاست)، و(ائتلاف الرياض نيوموبيليتي)، من 20 شركة عالمية كبرى تنتمي ل11 دولة من مختلف قارات العالم، وشاركت في تنفيذ أشهر شبكات القطارات والمترو في كبرى مدن العالم، مثل: باريس، لندن، واشنطن، سان فرانسيسكو، سنغافورة، هونج كونج، سيدني، فانكوفر، تورنتو، برشلونة، وغيرها، كما يضم كل ائتلاف منها شركات متخصصة في مختلف مجالات أعمال المشروع بما يشمل أعمال: تصنيع القطارات، حفر أنفاق القطار، الأعمال المدنية وأعمال الجسور والأنفاق، نُظم التحكم والتشغيل، الأعمال الميكانيكية والكهربائية، وأعمال التصميم، والإدارة للمشاريع الكبرى. تكامل وانتشار كما اشتملت (الخطة الشاملة للنقل العام بمدينة الرياض) على إنشاء شبكة متكاملة للنقل بالحافلات تتكون من 24 مساراً، وتمتد ل1083 كلم، لتغطي كامل مدينة الرياض، وتشمل توريد وتشغيل وصيانة 1064 حافلة مختلفة الأحجام والسعات، وتضم 776 محطة انتظار ومواقف عامة بمختلف الفئات والأحجام، إضافة إلى تنفيذ أنظمة التحكم والمراقبة ومنافذ بيع التذاكر ومركز للتحكم والتشغيل بشبكة النقل العام في مدينة الرياض. وتتكامل مع القطار الكهربائي عبر محطات مشتركة لكلتا الشبكتين في عدد من الخطوط الرئيسية في المدينة. وتتوزع شبكة الحافلات بين أربعة مستويات مختلفة، بما يساهم في تعزيز دورها كرافد رئيسي لشبكة القطارات، ووظيفتها كناقل رئيسي للركاب ضمن الأحياء وعبر المدينة، وبما يحقق التكامل مع شبكة القطارات، ويتوافق مع التوسع المستقبلي للمدينة وخططها العمرانية، ويعزّز من عملية الربط بين مراكز التوظيف والمراكز التجارية بالأحياء، إضافة إلى دور هذا التقسيم في تقليل حجم حركة السيارات على الشوارع والطرق. محطات "الحافلات" كما يتكون مشروع شبكة الحافلات من عددٍ من المحطات على طول المسارات، تتنوع بحسب مساحاتها والوظائف التي تقدمها، إضافة إلى نظام التذاكر الموحّد مع نظام شبكة القطار الكهربائي، ونظم الاتصالات والمعلومات والتحكم المتقدمة، وخدمات الإنترنت ووسائط الاتصال المختلفة، إلى جانب مواقف السيارات العامة (Park & Ride) التي تنتشر في ثمانية مواقع تتوزع في أطراف المدينة ضمن مسارات (الحافلات ذات المسار المخصص). وفي ما يتعلق بمشروع شبكة النقل بالحافلات؛ فقد جرى تأهيل ستة تحالفات من كبرى الشركات المحلية والعالمية المتخصصة، للمنافسة على تنفيذ عقد توريد وتشغيل وصيانة شبكة خطوط الحافلات بمدينة الرياض، وتم توجيه الدعوات إلى هذه التحالفات المؤهلة لتقديم عروضهم الفنية والمالية للمنافسة على تنفيذ المشروع وفق البرنامج الزمني المحدد. كما تم طرح عقد توريد وتركيب أنظمة الاتصالات، وعقد توريد وتركيب أنظمة التذاكر للنقل العام، على شركات عالمية ومحلية للمنافسة، فيما يجري العمل على إنهاء التصاميم ووثائق التنفيذ لعقد تعديلات الطرق التي تضم مسارات الحافلات ذات المسار المخصص، تمهيداً لطرحه في منافسة للتنفيذ خلال الفترة الوجيزة المقبلة. مسارات شبكة القطار الكهربائي: • مسار المترو الأزرق على محور (العليا – البطحاء): بطول 38 كلم. • مسار المترو الأحمر على محور (طريق الملك عبدالله): بطول 25.3 كلم. • مسار المترو البرتقالي على محور (طريق المدينةالمنورة - طريق الأمير سعد بن عبدالرحمن الأول): بطول 40.7 كلم. • مسار المترو الأصفر على طريق (مطار الملك خالد الدولي): بطول 29.2 كلم. • مسار المترو الأخضر على (طريق الملك عبدالعزيز): بطول 12.9 كلم. • مسار المترو البنفسجي على محور (طريق عبدالرحمن بن عوف – طريق الشيخ حسن بن حسين): بطول 30 كلم. تتوزع مستويات الحافلات بين كل من: • خطوط الحافلات ذات المسار المخصص: بطول 96 كيلومترا وهي بدورها تنقسم إلى ثلاثة مسارات على عدد من الطرق الرئيسية في المدينة وب103 محطات. • خطوط الحافلات الدائرية: وتنقسم إلى خطّين على مجموعة من الطرق الرئيسية بطول 83 كيلومترا يضمان 67 محطة. • خطوط الحافلات العادية: وتشمل 18 خطاً على عدد من الشوارع الرئيسية بطول 450 كيلومترا. • خطوط الحافلات المغذّية داخل الأحياء، وتمتد بطول يقدر بنحو 600 كلم، لتغطي 70 حياً من أحياء المدينة.