حين دخلنا فناء المدرسة كان الصمت مطبقا على المكان بالرغم من تواجد عدد من الطلاب، لكن آثار الصدمة والألم لم تتلاش من أعين الطلاب والمعلمين ومسؤولي التربية والتعليم بصبيا، الذين جاؤوا مع الصباح الباكر لتقديم واجب العزاء والمواساة لمنسوبي مدرسة عثوان المتوسطة والثانوية بمحافظة الداير بجازان بعد مقتل المعلم محمد البرناوي على يد تلميذه الدارس في المرحلة الثانوية عندما وجه له أول من أمس عدة طعنات بآلة حادة، نقل على إثرها للمستشفى إلا أنه فارق الحياة بسبب النزيف. مدير المدرسة رحب بفريق "الوطن" وشكرهم على تقديم واجب العزاء، واعتذر عن الإدلاء بأي تصريحات وإيضاحات لأي وسائل إعلامية أو حتى التصوير داخل المدرسة بناء على توجيهات الوزارة. ولاحظت "الوطن" تغيب عدد كبير من الطلاب وانصراف بعضهم في أجواء يملؤها الحزن والأسى على تداعيات الحادث الأليم. وكانت "الوطن" في رحلة صعودها للجبل، واجهت صعوبة في الوصول للمدرسة عبر طريق جبل عثوان الوعر الذي تعمل به الشركة المنفذة منذ عدة سنوات ولم يتم إنجازه حتى الآن ويخدم العديد من القرى والأسر من قبائل آل سعيد وآل قطيل في بني مالك.من جانبها عبرت إمارة جازان في بيان لها عن أسفها البالغ لحادثة الاعتداء على المعلم محمد البرناوي وقتله من قبل أحد تلاميذه بمركز عثوان التابع للداير. وأبدت استغرابها الشديد لدخول الآلات الحادة للفصول الدراسية رغم خطورتها وتعارضها مع طبيعة البيئة التربوية. ودعت على لسان متحدثها الرسمي علي زعلة، إلى ضرورة تضافر جهود المسؤولين بإدارات ومكاتب التعليم ومديري المدارس ومشايخ القبائل وأولياء الأمور لمنع تكرار مثل هذه الواقعة المأساوية، وأن القضية بكامل ملابساتها أصبحت لدى الأجهزة الأمنية وجهات التحقيق المختصة ولا مجال للاجتهاد في تحليل أسبابها ودوافعها حتى تظهر نتائج التحقيقات. وحول الأسباب التي قادت الطالب لقتل معلمه، أكدت مصادر مطلعة وجود خلاف سابق بين الطالب والمعلم، مشيرة إلى أن عددا من ذوي المعلم وصلوا فجر أمس لمنطقة جازان وتوجهوا لمستشفى الداير حيث جثمان المعلم.