على مدى عشرات السنين، ظل سوق الخميس "الشعبي" في مدينة الهفوف التابعة لمحافظة الأحساء، الموقع الأول في أعداد الحشود الكبيرة من الزبائن والباعة صغاراً وكباراً، "ذكوراً وإناثاً"، علاوة على أنه المقصد السياحي الرئيسي للوفود السياحية التي تزور الأحساء خلال إجازة نهاية الأسبوع، الذين يحرصون على زيارته، والتجول في مواقعه المختلفة، واقتناء بعض الصناعات اليدوية وشراء بعض الهدايا التذكارية. وبات السوق إلى عهد قريب ضمن البرنامج الأسبوعي للكثير من أبناء الأحساء لشراء حاجياتهم بأسعار مناسبة، على رغم انتشار الأسواق والمجمعات التجارية "المغلقة" والمكيفة، حيث بقي صامداً أمام تلك المزاحمات الكبيرة، إلا أن ذلك لم يستمر في الوقت الحالي، مع تغيير موعد إجازة نهاية الأسبوع من يومي الخميس والجمعة إلى الجمعة والسبت، فلم يعد سوق الخميس في الهفوف يحتل موقع الصدارة، واستطاع سوق بلدة الطرف "الشعبي"، صباح كل جمعة، أن يسحب البساط من تحت قدمي سوق الخميس في الهفوف، بعدما استطاعت بلدة "الطرف" أن تستقطب زبائن الأسواق الشعبية "المتنقلة" في الأحساء، وساعدها في ذلك موعد انعقاد هذا السوق في يوم الإجازة الأسبوعية لجميع الطلاب والموظفين في القطاعين الحكومي والأهلي. "الوطن" زارت يومي الخميس والجمعة الماضيين السوقين في الهفوف والطرف، والتقت بمجموعة من الباعة والزبائن، ولاحظت تدفق الباعة والزبائن على سوق الجمعة في الطرف، وانخفاضهم بشكل ملحوظ في سوق الخميس بالهفوف. وذكر عباس البراهيم "زبون"، أن زبائن جميع الأسواق الشعبية "المتنقلة" يرتبطون بمواعيد إجازاتهم، فلن يترك الطالب مدرسته أو الموظف مقر عمله، للحضور إلى السوق الشعبي، مبيناً أن الكثير من الزبائن يفضلون التسوق في الأسواق الشعبية لغرضين: أولهما شراء احتياجاتهم، وثانيهما الاستمتاع بقضاء وقت في التجول داخل السوق. وأضاف: لا يمكن للزبون التنزه وقضاء وقت من الراحة عن طريق الاستئذان من العمل، فمعظم حالات استئذان الموظف عادة ما تكون للضرورة القصوى وفي الأمور التي تتطلب ذلك حتى لا يقع في حرج مع إدارته في العمل. وذكر ناصر العلوي "زبون"، أنه من الطبيعي أن يشهد سوق يوم الجمعة في بلدة الطرف في الأحساء "11 كيلومترا شرق مدينة الهفوف"، حضورا كبيرا من الزبائن، بعد تغيير إجازة نهاية الأسبوع إلى يومي الجمعة والسبت، علاوة على قرب موقع السوق في الطرف، وخاصة بعد استحداث الطريق الجديد الرابط بين مدينة الهفوف من حي "الشهابية" إلى بلدة الطرف، والذي يمتاز بسهولة السير فيه، فكثير من قائدي المركبات وخاصة القاطنين في الجهتين الوسطى والشرقية من الهفوف والمدن والقرى الشرقية الأخرى يفضلون عبور هذا الطريق بدلاً من الطرق المؤدية إلى سوق الخميس الشعبي في الهفوف، والذي يقع في مخطط الإدارات الحكومية في غرب الهفوف، وبها مسارات مزدحمة بحركة المركبات على مدار الساعة، علاوة على الاختناقات المرورية للوصول إلى موقع السوق بسبب تقاطعات "الخطوط الحديدية"، والتي يتم إغلاقها لفترة زمنية طويلة تمهيداً لمرور أكثر من 10 رحلات يومياً لقطارات الركاب والبضائع، وبها تتكدس المركبات عند التقاطعات. وأشار علي العيسى "بائع متجول"، إلى أنه متفرغ للبيع متجولاً بسيارته لبيع الأحذية، فأينما يتجه الزبائن يتجه معهم، مبيناً أنه يعرض بضاعته عبر سيارته في جميع الأسواق الشعبية الأسبوعية. وأضاف أن سوق بلدة الطرف يوم الجمعة، هو السوق الشعبي، الذي "كسب" قرار تغيير الإجازة من بين الأسواق الشعبية الأخرى، التي ما زالت على وضعها السابق، باعتبار أن مواعيد "أيامها" خارج يومي الإجازة الأسبوعية، بيد أنه أشار إلى أن سوق "الطرف" لا يزال مجهولاً للكثير من السائحين ومواطني دول مجلس التعاون الخليجي، متوقعاً أنه في الأيام المقبلة، سيحضر السائحون إلى هذا السوق، لا سيما وأن الكثير منهم يستعينون في الوصول إلى الوجهة التي يرغبونها بأجهزة الملاحة الرقمية "جي بي إس"، موضحا أن مواقع جميع الأسواق الشعبية المتنقلة في الأحساء متوفرة في تلك الأجهزة "الحديثة". وذكر عدنان السالم "بائع طيور"، أنه وزملاءه يمارسون بيع الطيور في سوق الخميس الشعبي في الهفوف، وأنهم أطلقوا نداءات متكررة عبر الرسائل القصيرة "sms" على الهواتف النقالة، وفي مواقع التواصل الإلكتروني على أجهزة الاتصالات الحديثة، وفي المنتديات والمواقع الإلكترونية من أجل تعديل موعد السوق من صباح الخميس إلى صباح السبت. وبالفعل حضر في بداية الأمر مجموعة من الزبائن والباعة إلا أنهم لم يكونوا بالأعداد المطلوبة، كما كان سابقاً، لافتاً إلى أن الأيام المقبلة كفيلة بقبول يوم السبت بديلا ليوم الخميس في السوق، وبالأخص مع دخول الشتاء، والذي عادة ما يشهد السوق خلاله توافد الزبائن إلى السوق بسبب اعتدال الأجواء، أما الوقت الحالي فسيبقى الحضور ضعيفاً بسبب الحرارة والرطوبة العاليتين اللتين تشهدهما الأحساء خلال أيام الصيف.