يشعر الزائر لأسواق الأحساء الشعبية "الأسبوعية" بما تتضمنه من بسطات العطارة والبهارات والأعشاب والأواني الفخارية والخوصيات وكأنه في أسواق العرب القديمة التي تغنى بها الشعراء، إذ تشهد هذه الأسواق حركة ونشاطا منذ الصباح الباكر وتزخر بالسلع والبضائع القديمة والحديثة. ويكثر في هذه الأسواق بيع الطيور المختلفة وأصناف الفواكه والخضراوات الطازجة، وتنتشر فيها بسطات العطارة والبهارات والأعشاب والخلطات والأسماك المجففة والملح والعطور الشرقية التي تحظى بإقبال كبير من المشترين، وتعتبر واحدة من المحطات التي يقصدها زوار وسياح الأحساء من داخل المملكة وخارجها ويرونها تجسيدا حيا لتراث عربي عريق. ويقول علي المكينة – بائع في تلك الأسواق - في حديثه إلى "الوطن": إن تقسيم أيام الأسبوع على أسواق قرى ومدن الأحساء نظام تعارف عليه الناس في الأحساء وخارجها منذ أكثر من 80 عاماً، وهي عادة متوارثة من الأجداد والآباء، حيث يتردد الباعة والزبائن على الموقع في يوم محدد من الأسبوع ويكون لكل قرية ومدينة يوم خاص لسوقها أسبوعيا، وهي على النحو التالي: الخميس في الهفوف، والجمعة في الطرف، والسبت في الشعبة، والأحد في القارة، والاثنين في الجفر، والثلاثاء في الحليلة، والأربعاء في المبرز. وأشار ناصر السلطان -أحد باعة السوق- إلى أنه بدءا من ساعات الليل المتأخرة تدب الحركة في تلك الأسواق، وتتحول إلى خلية نحل ينشغل فيها الباعة بحجز وترتيب مواقعهم في السوق وفرش بسطاتهم ووضع بضائعهم عليها استعداداً لاستقبال الزبائن عقب صلاة الفجر، مؤكداً أنه بالرغم من انتشار المولات والمجمعات التجارية الكبيرة في الأحساء إلا أن هذه الأسواق تواصل فرض حضورها بشكل دائم على الخارطة التسويقية. ووصف حمد المري "مواطن قطري التقينا به داخل السوق" الأسواق الشعبية بالمتاحف المتنقلة، حيث اكتسبت شهرة داخل المملكة وخارجها، مستشهداً بأن معظم القطريين يعرفونها جيدا ويتسوقون فيها خلال زيارتهم للأحساء، وتتوفر فيها العديد من المنتجات المحلية، والسلع الحديثة والمصنوعات التقليدية التي تتقنها الأيدي السعودية بشكل عام والأحسائية بشكل خاص وغالبا ما تكون هذه المنتجات بأسعار مقبولة.