علمت "الوطن" من مصدر مطلع أن وزارة الصحة تدرس آلية عمل برنامج خاص يهدف لإنشاء قاعدة بيانات للمتبرعين بالدم بالمملكة، وخاصة المتبرعين بالفصائل النادرة. وقالت المصادر إن المشروع الذي تقدم به الشاب نايف الغزولان، ضمن مجموعة شباب أطلقوا موقعا إلكترونيا بعنوان "وقاية"، يهدف إلى الاستفادة من نفوذ شبكات التواصل الاجتماعي مثل "تويتر" و"فيسبوك" في جمع أكبر عدد من المتبرعين بالدم بالمملكة ووضع قاعة بيانات ثابتة لهم ويستفاد منهم في وقت الأزمات. وأكدت المصادر أن فكرة البرنامج تتمثل دعوة الأشخاص لتسجيل عبر الموقع الذي تتمثل إجراءت التسجيل به بأن يقوم المتبرع بتسجيل بياناته الشخصية عبر الموقع ووضع ذلك في عنوان أقرب بنك دم في المدينة التي يسكنها، بحيث يسهل الوصول له في وقت الحاجة من قبل مديري بنوك الدم عن طريق رسالة نصية تصل للمتبرع آليا تتضمن نوع فصيلة الدم المطلوبة وعدد الأشخاص المحتاجين للدم وعنوان المستشفى بحيث يطلب الأمر وصول المتبرع للمستشفى خلال 48 ساعة. من جهته، كشف مدير بنوك الدم والمختبرات في صحة جدة الدكتور سعيد العمودي ل"الوطن"، أنه تمت تغطية احتياج بنك الدم المركزي بمكة المكرمة لموسم حج هذا العام كإجراءات سنوية تقوم بها وزارة الصحة لتوفير وحدات دم متنوعة لبنك الدم المركزي بالمشاعر المقدسة، الذي بدوره يغذي كافة المستشفيات بمكة المكرمة وقت الحاجة أثناء أداء الحجاج مناسك الحج، مشيرا أنه تم التواصل مع جميع بنوك الدم بالمملكة، التي بدورها أرسلت وحدات الدم لبنك الدم المركزي بجدة، ثم تم إرسال هذه الوحدات إلى بنك الدم المركزي بمكة المكرمة لتغطية مستشفيات المشاعر بالدم وقت الحاجة، موضحا أن الكميات من وحدات الدم المتنوعة يتم تحديدها بناء على طلب وزارة الصحة، حيث تم تجميع وحدات ما بين الدم الأحمر صفائح دموية البلازما وتم تزويد بنك الدم المركزي بمكة بها. وأضاف العمودي أن فصائل الدم النادرة في كل العالم ولا تقتصر على السعودية، وتتمثل في الفصيلة النادرة "O سالب"، وتسمي الوحدة الذهبية، حيث يمكن استخدام هذه الفصيلة للمريض في حالات النزيف الحاد كحالات الحوادث المرورية ويمكن نقل الفصيلة لإنقاذ حياة المصاب مباشرة دون الرجوع لفحص دم المصاب لمعرفة فصيلته، حيث يكون ذلك في الحالات الحرجة والتي يتعذر علينا عملية فحص فصيلة المصاب بسبب عدم وجود وقت كافٍ لذلك. وكشف العمودي أن ما يشاهد على مواقع التواصل الاجتماعي من نداءات استغاثة لطلب توفير متبرعين، يعود إلى أن هناك مرضى يحتاجون فصائل دم نادرة وبكميات كبيرة مثل حالات الإصابة بالأورام السرطانية أو سرطان الدم وفي زراعة النخاع وأمراض الكبد والصفائح الدموية، حيث يستهلك المريض في كثير من الأحيان أكثر من 50 وحدة وصفائح دموية وبلازما، مما يؤدي إلى استهلاك المخزون في البنك، ويدفع بالمستشفى لطلب توفير متبرعين لتغطية الاحتياج. وأضاف العمودي: نقوم بتأمين كميات كبيرة من وحدات الدم عن طريق حملات التبرع والتي تقام عادة في المراكز التجارية والشركات والمصانع والبنوك، كاشفا أنه في شهر رمضان الماضي تم تنظيم حملة تبرع في إحدى المراكز التجارية بجدة لتغطية احتياج فصائل الدم النادرة بوقت أن ظهرت بوادر لدى بنك الدم في وجود نقص بوحدات الدم الخاصة بفصائل الدم النادرة، كذلك تم من خلال قيام عملية التبرع بتوفير وحدات دم تضم فصائل متعددة أخذت كمخزون لبنك الدم الإقليمي، كذلك لدينا أصدقاء الدم وهم مجموعة من المتبرعين يحملون فصائل نادرة يمكن الاتصال بهم في حالة الحاجة لهم. وكشف العمودي عن آليات حديثة تعمل عليها وزارة الصحة لإيجاد حلول إيجابية لتوفير فصائل الدم النادرة، وذلك عن طريق إنشاء مركز معلومات للمتبرعين تتضمن طرق اتصال بهم وقت الحاجة، بالإضافة إلى إنشاء بنوك دم مركزية، حيث تمت الموافقة على إنشاء أربعة بنوك دم مركزية بالمملكة وسيتم البدء بمشروع بنك الدم بمحافظة جدة، كاشفا أنه تم تحديد موقع بنك الدم المركزي الجديد الذي سوف يتم انشاؤه في شرق جدة والذي سيستغرق سنة وستة أشهر، وتم اعتماد مبلغ مبدئي للمشروع قدره 20 مليون ريال.