في الوقت الذي وصف فيه مدير فرع المياه في محافظة الأسياح المهندس محمد الجعيد أصحاب الصهاريج الذين يستنزفون جيوب المواطنين بسبب شح المياه بأنهم "شركاء في تخفيف المعاناة على المواطنين رغم بيعها لهم"، اشتكى عدد من أهالي مركز قبة بمنطقة القصيم من شح المياه وندرتها رغم وجود شبكة للمياه قديمة، مما دفعهم لتوفير المياه لمنازلهم بأسعار عالية. وتحدث عدد من المواطنين ل"الوطن" عن شح المياه في الجزء الجنوبي من قبة خلاف أحياء المركز الأخرى التي تصلها المياه دون توقف، مؤكدين أن فرع مديرية المياه بمحافظة الأسياح يقوم بتوفير الماء عبر صهاريج تم التعاقد مع أصحابها عن طريق إحدى الشركات الوطنية لجلبها من إحدى الآبار التي لا تصلح مياهها للاستعمال الآدمي لملوحتها الزائدة التي أتلفت الكثير من توصيلات المياه بمنازلهم، وطالبوا بتدخل عاجل من مديرية المياه بالمنطقة لحل معاناتهم التي استمرت لسنتين دون أن تجد استجابة من فرع المياه بالأسياح. وأوضح المواطن مبارك المطني أن الأهالي يعانون من شح المياه منذ عامين عندما توقفت الشبكة التي تصل إلى منازلهم دون أي مبررات، في الوقت الذي ظل فيه السكان يراجعون فرع المياه بالمحافظة ومقابلة مديريه طوال السنتين لإيجاد حلول سريعة دون جدوى، مبيناً أن الفرع يقوم بتأمين المياه بواسطة صهاريج من بئر تقع غرب المركز عرفت بملوحتها الزائدة رغم وجود خزان مياه محلاة بقبة أنقى وأفضل، إلا أن الفرع يرفض إيصالها إلى منازلهم. وأضاف المطني أن المياه التي تصل إلى منازلهم أتلفت عددا من التمديدات بسبب ملوحتها الزائدة مما يدفعهم لتغييرها بين الفينة والأخرى، مبيناً أنه لم يجد تجاوباً بشأن حل معاناة مواطني الحي رغم تردده المستمر على فرع المياه بالأسياح، وهو ما اضطرهم إلى توفير المياه على حسابهم الخاص ويواجهون بالتالي استنزافاً مستمراً لجيوبهم. ويشير المطني إلى أن مركز قبة معروف بوفرة المياه ولم يعرف على مدى تاريخه أنه تعرض لشح المياه منذ زمن حفر الآبار من قبل الآباء والأجداد، مما يضع الكثير من التساؤلات تجاه مياه القصيم التي لا يوجد لها مبرر لانقطاعها، داعياً وزارة المياه ممثلة بفرعها بالمنطقة بضرورة إنهاء معاناتهم مع شح المياه وإيصالها إلى منازلهم بشكل سريع. واتفق المواطن سلطان العلوي - أحد سكان الجزء الجنوبي بقبة - مع المطني، وزاد أن عدم إيصال المياه إلى منازلهم عن طريق الشبكة يدفع سكان الحي إلى شراء المياه من صهاريج خاصة بتكلفة عالية مما يضاعف أعباءهم المالية، داعياً مديرية المياه بالمنطقة إلى ضرورة إنشاء شبكة بديلة لإيصال المياه إلى منازلهم، خصوصاً أن فصل الصيف يعد الأكثر استهلاكاً للمياه. في المقابل، أوضح مدير فرع المياه بمحافظة الأسياح المهندس محمد الجعيد في تصريح ل"الوطن" أمس أن إدارته ستبحث مشكلة المواطنين الذين لا تصلهم المياه مع وجود الشبكة، وستعمل على إنهاء معاناتهم، داعياً إياهم إلى تسجيل أسمائهم عند المشرف ليتم توصيل المياه المحلاة لهم متى ما توفرت بواسطة الصهاريج الخاصة بالسقيا أسوة بأحياء قبة الأخرى. وحول مطالب المواطنين بعدم توصيل المياه من البئر شديدة الملوحة، أكد المهندس الجعيد أن الفرع سيقوم بتوصيل المياه المحلاة لهم، ولكنها ستستعين بمياه البئر شديدة الملوحة كبديل في حال عدم توفر المياه المحلاة. ولم يجد مدير فرع المياه إجابة على سؤال "الوطن" حول أسباب عدم توفير المياه للمواطنين عن طريق الخزان القديم الذي يعتبر أقل ملوحة من البئر، بل ذهب إلى وصف تجار السوق السوداء الذين يستغلون حاجة المواطنين ويستنزفون جيوبهم ببيع المياه بأسعار عالية بأنهم شركاء في تخفيف معاناة المواطنين من شح المياه. وعاد المهندس الجعيد ليزف البشرى لمواطني المركز بأن إدارته تعمل على تنفيذ بئر جديدة وأنها ستسهم بتوفير المياه للموطنين، مشيراً إلى أن المديرية توفر حالياً أربعة صهاريج خاصة بسكان الأحياء التي لا توجد بها شبكة، وأنها توفر 40 رد مياه يومياً ل 90 منزلاً لمواطنين لا توجد لديهم شبكة مياه، ونفى الجعيد أن يتم الاستغناء عن البئر التي عرفت بملوحتها، لأن هناك مواطنين يستفيدون من مياهها.