يردد نحو 13 ألف نسمة في قرى شرق حلي (86 كلم جنوب القنفذة) بيت الشاعر «ومن العجائب والعجائب جمة قرب الحبيب وليس إليه وصول.. كالعيس في البيداء يقتلها الظمأ والماء فوق ظهورها محمول»، وهم يعانون العطش على الرغم من وجود مشروعين للمياه المحلاة يحدان القرى من الشرق والغرب. ويرى الأهالي أن محاولاتهم وشكاواهم للمديرية العامة للمياه بالمنطقة الغربية لمد خط إلى الشبكة القائمة بتلك القرى بالمياه المحلاة لم تجد نفعا، بعد أن جفت البئر التي كانت تزودهم في السابق. وأوضح شيخ قرى الشعب في حلي إبراهيم محمد السلامي أنهم تقدموا بشكاوى عدة للمديرية العامة للمياه بالمنطقة الغربية وفرع المياه بالقنفذة والجهات المختصة الأخرى، لمد خط من الخزان الرئيسي للمياه المحلاة بالصفة بحلي إلى الشبكة القديمة بقرى الشعب وذلك لتوقف المشروع الحالي عن العمل بسبب جفاف البئر التي يقوم عليها المشروع، إلا إن كل تلك المحاولات والشكاوى لم تجد نفعا. وقال: كان آخرها قبل تسعة أشهر عندما تقدمت بشكوى إلى فرع المياه بالقنفذة لتغذية قرى شرقي حلي من خزان مشروع تحلية المياه بالصفة بحلي التي يبعد عن تلك القرى أكثر من 14 كلم وربط تلك القرى التي توجد بها شبكة سابقة بالخزان الرئيس بالصفة أسوة ببقية القرى، مطالبا بالاهتمام بمعاناة أهالي قرى الشعب مع غياب المياه عنهم باهتمام، بعد أن نضبت البئر التي كانت تزودهم بالماء. وقال: أصبح الأهالي في حالة يرثى لها ولا هم لهم سوى توفير المياه بأي ثمن بعد توقف مشروع المياه الحالي عن الضخ تماما بسبب جفاف البئر التي يعمل عليها المشروع الذي يخدم قرى الشعب والرميضة والحدبة والنواشرة والحداب والغوانمة التي يقطنها أكثر من 13 ألف نسمة، مشيرا إلى أنهم لم يجدوا سبيلا للماء سوى الاستعانة بالصهاريج التي تجلب المياه بأسعار خيالية جدا إذ يبلغ سعر حمولة الصهريج الصغير 60 ريالا فيما تبلغ سعر حمولة الصهريج الكبير 150 ريالا. وشكا من أن تلك الأسعار استنزفت جيوب أهالي القرى، خصوصا أن غالبيتهم من ذوي الدخل المحدود والفقراء والمعوزين الذين لا يستطيعون التأقلم مع أسعار الوايتات الملتهبة التي لا تتناسب مع دخولهم المحدودة، مبينا أنه جرى حفر بئر جديدة لتغذية قرى شرق حلي بالمياه قبل عامين إلا أن فرع المياه بالقنفذة لم يحرك ساكنا لنقل مشروع المياه إلى تلك البئر الجديدة لحل مشكلة الأهالي. إلى ذلك، رأى كل من مهدي الحدادي وأحمد السلامي ومحمد بروجي السلامي أن السبب الرئيس في جفاف البئر التي تغذي قرى شرقي حلي هو إيقاف تدفق المياه في وادي حلي بعد بدء عمل سد وادي حلي وحجزه لتدفق المياه نهائيا، مستغربين حفر آبار ووجود مشروع بسد وادي حلي على وشك الانتهاء لتغذية محافظة محايل عسير بالمياه المحلاة، مؤكدين أن قراهم التي تعد محاذية تماما لمشروع سد وادي حلي هي أولى بتلك المياه المحلاة. وطالبوا وزارة المياه بضرورة ربط تلك القرى وبشكل عاجل بالمشروع الذي يتم تنفيذه حاليا بسد وادي حلي، لاسيما أن تلك القرى تحتوي على شبكة سابقة للمياه توصل المياه إلى منازل المواطنين، مؤكدين أن قرى الشعب بحلي تتوسط مشروعين للمياه المحلاة، أحدهما يقع شرقي تلك القرى ويتمثل في مشروع للمياه المحلاة بسد وادي حلي وآخر يقع غرب تلك القرى ويتمثل في الخزان الرئيس لتحلية المياه بالصفة الذي يتغذى من محطة تحلية المياه بالقنفذة، وكلاهما لم تستفد منهما تلك القرى، مطالبين بسقي تلك القرى بالمياه المحلاة التي يعاني أهلها عطشا على الرغم من قربهم من منابع الماء. في المقابل، أوضح نائب مدير فرع المياه بالقنفذة المهندس نايف الشهري أنه جرى حفر بئر جديدة قبل عامين وكانت غنية بالمياه لتكون احتياطا للبئر القديمة إلا أنه وبعد مرور عامين من الحفر جفت البئر القديمة، مبينا أنهم حاولوا نقل المشروع إلى البئر الجديدة إلا أن المفاجأة التي صدمتهم أن البئر الجديدة جافة أيضا من المياه. وطمأن المهندس الشهري أهالي قرى شرق حلي بأن قراهم ستكون لها الأولوية في الاستفادة من مشروع المياه المحلاة الذي يقام بمنطقة سد وادي حلي، متوقعا أن يجري تغذية تلك القرى بالمياه المحلاة عن طريق التوصيل إلى الخزان الرئيسي لتلك القرى قريبا.