دعا الرئيس الأميركي باراك أوباما أعضاء الكونجرس إلى "عدم التغاضي" عن استخدام أسلحة كيميائية في سورية، ودعم ضربة عسكرية ضد دمشق، فيما طالب مجلس التعاون الخليجي بتدخل فوري، بينما اتفق الاتحاد الأوروبي على "رد دولي قوي". وقال أوباما في كلمته الإذاعية الأسبوعية أمس "لا يمكننا التغاضي عن الصور التي رأيناها عن سورية". ويبدأ الكونجرس غدا مع انتهاء عطلته الصيفية بحث الضربات ضد سورية، على أن يبدأ تصويت مجلس النواب على الإذن باستخدام القوة "خلال الأسبوعين المقبلين"، في ضوء تحذير أوباما، الذي يلقي خطابا موجها للأمة الثلاثاء، من أن "عدم الرد سيزيد مخاطر رؤية أسلحة كيمياوية تستخدم مجددا أو أن تسقط في أيدي ارهابيين قد يستخدمونها ضدنا، وهذا سيوجه رسالة كارثية للدول الأخرى، بأنه لن تكون هناك عواقب بعد استخدام مثل هذه الأسلحة". وفي السياق، أعرب الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية الدكتور عبداللطيف بن راشد الزياني عن قلق دول المجلس من تفاقم الأزمة السورية، وإدانتها الشديدة لما يرتكبه من أعمال إجرامية وممارسات غير إنسانية ضد أبناء شعبه. وقال إن الأوضاع الإنسانية المأساوية التي يعيشها الشعب السوري في الداخل والخارج, وما يتعرض له من إبادة جماعية تحتم على المجتمع الدولي التدخل الفوري لإنقاذ الشعب السوري من بطش النظام ووضع نهاية لمعاناته ومأساته المؤلمة. وأضاف الزياني أن النظام السوري يتحمل كامل المسؤولية لما يجري في سورية، لرفضه كل المبادرات العربية وغير العربية لتسوية هذه الأزمة، واستمراره في ممارسة كل أساليب القتل والتدمير بما فيها استخدام الأسلحة الكيماوية المحرمة دوليا. وبين أن دول مجلس التعاون تؤيد الإجراءات الدولية التي تتخذ لردع النظام السوري عن ارتكاب هذه الممارسات غير الإنسانية. وفي ليتوانيا، تمكن الاتحاد الأوروبي خلال اجتماعه في العاصمة فيلينوس أمس من تجاوز خلافاته عبر الاتفاق على ضرورة تقديم رد دولي "قوي"، لكن دون الذهاب لحد دعم الضربات العسكرية. وأوضحت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي أشتون عند تلاوتها البيان الختامي أن الوزراء اتفقوا على وجود "قرائن قوية" تشير إلى أن النظام السوري مسؤول عن الهجمات بالأسلحة الكيمياوية قرب دمشق التي أوقعت مئات القتلى. وهذه الصياغة تبقى مبهمة بشكل أنها ترضي الدول العديدة التي لا تزال مترددة إزاء تدخل عسكري بدون تفويض من الأممالمتحدة. وكان وزير الخارجية جون كيري حاول أمس إقناع نظرائه الأوروبيين بدعم فكرة توجيه الضربة لسورية غداة قمة مجموعة العشرين التي لم ينجح أوباما خلالها في الحصول على تأييد واسع لها. والتقى في فيلنيوس، الرئيسة الليتوانية داليا غريبوسكايتي التي عبرت عن "دعمها لإعلان الدول ال11 التي دعت خلال حضورها قمة العشرين إلى رد "قوي" على النظام السوري المتهم باستخدام أسلحة كيمياوية. كما التقى وزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي الذين يبدي معظمهم تحفظا كبيرا على التحرك العسكري. وسيتوجه بعد ذلك إلى باريس، ثم إلى لندن قبل أن يعود غدا إلى الولاياتالمتحدة. كما سيجري محادثات اليوم مع قادة الجامعة العربية قبل أن يتوجه إلى لندن.