يستقبل وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس اليوم نظيره الأميركي جون كيري ليقيما معاً الوضع في سورية والرد المتوجب على استخدام قوات الرئيس السوري بشار الأسد السلاح الكيماوي، في وقت أكد وزراء الدفاع الأوروبيون المجتمعين في فيلنيوس مسؤولية نظام دمشق عن مجزرة الغوطتين. وقال الناطق باسم وزارة الخارجية الفرنسية فيليب لاليو، إن الوزيرين سيتطرقا في هذا الإطار إلى حصيلة ما أحرز خلال قمة مجموعة العشرين في سان بطرسبرغ. ومن المقرر أن يشارك جون كيري في جزء من اجتماع وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي في فيلنيوس بناء لدعوة وجهتها إليه مسؤولة السياسة الخارجية الأوروبية كاثرين آشتون. وذكر لاليو أن جلسة العمل الأولى في فيلنيوس خصصت لبحث الأزمة السورية والموقف الذي ينبغي اعتماده حيال مجزرة الكيماوي، وأن جلسة ثانية تعقد اليوم بحضور كيري وتخصص بالكامل للأزمة السورية وأيضاً لمسيرة السلام في الشرق الأوسط. وستدلي آشتون ببيان في ختام الاجتماع. وتراهن الديبلوماسية الفرنسية وأيضاً الأميركية على إمكان أن يسفر اجتماع فيلنيوس عن تجاوز الانقسام الحاصل داخل الصف الأوروبي بشأن الضربة العسكرية لسورية. وكان فابيوس دعا في تصريح أدلى به في سان بطرسبرغ إلى موقف أوروبي موحد، لافتاً إلى ضرورة إقرار أوروبا «كحد أدنى» بمسؤولية نظام بشار الأسد عن مجزرة الكيماوي «في ضوء الأدلة» المتوافرة بهذا الشأن. وأضاف أن السؤال المطروح هو ما إذا كانت أوروبا قادرة أم لا على اتخاذ موقف موحد، وأنه إذا تعذر مثل هذا الموقف، فإن بعض الدول الأوروبية سيؤيد الضربة ضد النظام السوري في حين أن دولاً أخرى ستتحفظ عنها بسبب عدم وجود قرار من مجلس الأمن. ورأى فابيوس أن المطالبة بمثل هذا القرار الدولي مبرر، لكنه سيشرح للداعين إليه أن مجلس الأمن معطل منذ عامين بسبب الفيتو الروسي والصيني. وكان وزراء الدفاع الأوروبيون عقدوا اجتماعاً امس في فيلنيوس واتفقوا خلاله على وجود «مؤشرات كثيرة» إلى مسؤولية النظام السوري في هجوم 21 آب (أغسطس) في ريف دمشق. وقال وزير الدفاع الليتواني يوزاس أوليكاس الذي تتولى بلاده حالياً الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي، إن «جميع الوزراء نددوا باستخدام أسلحة كيماوية» واتفقوا على «وجوب أن يتحمل الذين استخدموها المسؤولية»، مؤكداً وجود «مؤشرات كثيرة تسمح لنا باستخلاص أن الأسلحة الكيماوية استخدمها النظام» السوري. ورداً على سؤال حول الخلافات بين البلدان الأوروبية، قال: «ليس هناك رد موحد على الوضع في سورية، ولهذا السبب عبّرنا عن آراء مختلفة». وقال ديبلوماسي أوروبي إن الأدلة التي قدمتها أجهزة الاستخبارات في الأيام الأخيرة أقنعت البلدان الأوروبية بتورط النظام. وأضاف أن «الاسئلة الوحيدة الباقية هي هل اتخذ الأسد القرار أم اتُّخذ على مستوى عسكري؟». وفي ما يتعلق بالتدخل العسكري الذي تنادي به الولاياتالمتحدة، قال إن وزيري دفاع فرنسا والدنمارك «أكدا دعمهما له، أما وزراء بلدان أخرى مثل إيطاليا وإسبانيا فدعوا إلى الحذر». وأضاف: «لكن لم يقل أي وزير إن بلاده ستعبّر عن إدانتها إذا ما حصل عمل مسلح».