وضعت وزارة التربية والتعليم مديري المدارس في حيرة بعد تأكيدها عليهم بخطاب رسمي- تحتفظ "الوطن" بنسخة منه- بعدم الاستعانة بالعمالة المخالفة في أعمال داخل المدرسة، مشددة على أن يكون لديهم إقامات سارية المفعول ومصرح لهم بالعمل، ويمارسون أعمالهم وفق المهن المسجلة برخص عملهم، مبررين حيرتهم بغياب الشركات المتخصصة في تأجير العمال والتعاقد معهم لنظافة المدارس، مما يجبر المديرين على مخالفة القرار، والاستعانة بعمالة فرضتها ظروف المدارس. وقال المتحدث الرسمي لإدارة التربية والتعليم بمنطقة المدينةالمنورة عمر برناوي "لا نعتقد أن أيا من مديري أو مديرات المدارس أقدم على التعاقد مع عمالة مخالفة، لأن الأنظمة المبلغة من قبل وزارة الداخلية في هذا الشأن واضحة للجميع، ولا مجال للاجتهاد فيها". أما المتحدث الرسمي لجوازات منطقة المدينة المقدم هشام الردادي فأكد أن استخدام عمال مخالفين للعمل في المدارس يعد مخالفة لنظام العمل ولا يحق تشغيل هؤلاء العمال. من جهته، قال أحد مديري المدارس في المدينةالمنورة يوسف الحربي "تتخلى وزارة التربية عبر إداراتها عن مسؤوليتها في تأمين بيئة نظيفة بالمدارس، حيث ألقت بتلك المسؤولية على عاتق مديري المدارس فيما يسمى ب"مشروع الميزانية التشغيلية"، ذلك المشروع الذي جعل مديري المدارس مجبرين على مخالفة أنظمة وزارة العمل بالتعاقد مع العمالة السائبة، إذ لا توفر أنظمة تلك الميزانية حق التعاقد المشروع مع مؤسسة نظامية مختصة بنظافة المنشآت، إضافة إلى تأخر صرف الميزانية المخصصة النظافة وقد تم خفضها من 100 ريال للفصل إلى 80 ريالا. فيما يؤكد عبد الرحمن الحسيني، مدير مدرسة، أن نظام العمل والعمال لا يسمح لمدير مدرسة أو معلم بكفالة عامل يمكن استخدامه في نظافة المدرسة، ولكن جميع عمال المدارس مخالفون لأنهم على كفالة أشخاص ويعملون في نظافة المدارس، ويستغلون حاجة المديرين برفع الأسعار، حيث لا تجد مدير مدرسة إلا ويتعاقد مع رئيس عمالة أجنبية لتوفير عامل له بالمدرسة، وبإمكان هذا الرئيس توفير عمال نظافة لعدد من المدارس، أغلبهم من الجنسية البنجلاديشية ومنهم من يعمل في البلديات وتنظيف الأحياء. أما مديرة إحدى مدارس المدينةالمنورة نورة الغامدي، فأوضحت أن مهام النظافة توكل من قبل أي مديرة مدرسة إلى حارس المدرسة وزوجته، ويعتبر المشرف المباشر على النظافة، ودخول عمال أجانب إلى المدرسة، مخالفة تقع عليه كونه المخول والمسؤول عن النظافة، والبعض الآخر يوكل العمال في نظافة المدارس وهذا هو الغالب، لافتة إلى وجود تعميم ينص على عدم استخدام عمال النظافة في المدارس.