يواجه مدراء ومديرات المدارس خلال العام المقبل، مخاوف كبيرة من عدم توافر عمال نظافة، يقومون بمهامهم داخل المدارس، وذلك بسبب كشف مهلة تصحيح أوضاع الوافدين، عن كثير منهم كان يعمل في تلك المدارس خلال الأعوام الماضية، بطريقة غير نظامية . ووفقاً لتقرير الزميل "خالد الجعيد" – نشرته "الاقتصادية" اليوم – فإن مصدراً في تعليم الطائف، كشف ل"الاقتصادية" عن عدم وجود مؤسسات أو شركات مختصة بجلب عمال النظافة إلى المدارس، ووجودهم في المدارس يتم بطريقة عشوائية، مؤكداً أن إدارات المدارس تركز على وجود إقامة سارية المفعول مع العامل حتى إن كان على كفالة شخص آخر. فيما أكد مكتب العمل والجوازات على الجهات التعليمية إبرام عقود مع مؤسسات أو متعهدين بالنظافة للمدارس شريطة أن تكون تلك العمالة على كفالة المؤسسة المتعهدة. وأظهرت مهلة تصحيح أوضاع العمالة الوافدة عن وقوع بعض المؤسسات المتعهدة بالنظافة، التي تعاقدت معها الجهات التعليمية في مخالفات نظام العمل والعمال، إذ إن كثيرا من عمال النظافة التابعين لها ليسوا على كفالتها. وأكد ل "الاقتصادية" علي الشمراني مدير مكتب العمل في محافظة الطائف، أن تصحيح أوضاع الوافدين ستشمل كافة العمالة، وسيتم تطبيقه على العمالة الموجودة في المدارس، والموجودة كذلك في إدارة التعليم، مشيراً إلى ضرورة تنفيذ القرار وتصحيح أوضاعهم إما بنقل كفالة أو غيره، حتى يصبحوا على كفالة الجهة نفسها، مبيناً أهمية أن تكون لكل مدرسة عمالة خاصة بها، يتم التعاقد معهم تحت كفالة المدرسة، أو يتم التعاقد مع مؤسسة خاصة للنظافة، سواءً في المدارس الحكومية والأهلية، منوهاً بأن على الجهات التعليمية إبرام عقود مع مؤسسات أو متعهدين بالنظافة للمدارس شريطة أن تكون تلك العمالة على كفالة المؤسسة المتعهدة، وأضاف الشمراني "وجود عمالة الآن في المدارس على غير كفالة الجهة التعليمية يؤدي إلى خلو تلك المدارس منهم بعد انتهاء مهلة التصحيح، حيث لن يتمكن أي مدير مدرسة، وكذلك إدارة التعليم من جلب عمال نظافة". ورصدت "الاقتصادية"، أخيرا، خلال جولة في إحدى المدارس الثانوية الكبرى في محافظة الطائف، وجود عمالة مخالفة ليست على كفالة متعهد النظافة تمارس عملها في تنظيف المدرسة، مُستغلة مُهلة تصحيح أوضاع الوافدين والحاجة الماسة إليهم في رفع أجورهم الشهرية إلى أكثر من ألف ريال. من جهته، أوضح ل"الاقتصادية" العميد معيش الطلحي مدير جوازات الطائف، أن مهلة تصحيح أوضاع الوافدين تشمل المدارس ولا يوجد استثناء، مشيراً إلى أهمية وجود شركات مشغلة لجلب عمال النظافة إلى المدارس، من خلال مناقصات، لافتا إلى أن دور الجوازات ينحصر في العمالة التي لا توجد لديهم إقامات نظامية. وعلى الرغم من تأكيدات وزارة التربية والتعليم المستمرة بأن بداية الدراسة جادة منذ أول دقيقة في كل عام دراسي ومنها العام المقبل، إلا أن تصحيح أوضاع الوافدين وعدم وجود آلية مقننة من وزارة التربية تضمن وجود تلك العمالة قبل انطلاق العام المقبل وعودة الطلبة إلى مقاعد الدراسة، قد يكشف جوانب قصور كبيرة في آلية توفير عمال النظافة في المدارس، الأمر الذي يُنذر بحلول مشاكل صحية في كل مدرسة، جراء مؤشرات تؤكد غياب النظافة عن المدارس العام المقبل. وطالب عاملون في الميدان التعليمي، بتدارك الوقت وإسناد مهمة نظافة المدارس قبل بدء العام الدراسي إلى شركات مُتخصصة، وعدد مُعين ومُقنن من العمالة لكُل مدرسة، وذلك لضمان بداية جادة للدراسة، وتهيئة الطلاب والطالبات نفسياً للقدوم إلى المدرسة، وتلقي علومهم في جو يبعث على الطمأنينة الصحية والسلوكية، لهم، ولأسرهم