يضطر مديرو المدارس في المدينةالمنورة إلى الاستعانة بعمالة سائبة للتعهد بأعمال النظافة، في ظل غياب المؤسسات المختصة بذلك. وفي حين استغل أولئك العمال الحاجة الملحة لهم، مطالبين برفع الأجور التي يتقاضونها بطريقة مبالغ فيها وتقليص ساعات العمل، وتذمر مديرو المدارس من تجاهل وزارة التربية والتعليم وتحميلهم مسؤولية التصدي لهذه المهمة من خلال مشروع الميزانية التشغيلية، لافتين إلى أنهم يضطرون لمخالفة أنظمة وزارة العمل والاستعانة ب «السائبة». أفاد منصور الصاعدي مدير إحدى المدارس في المدينةالمنورة أن وزارة التربية تخلت عبر إداراتها عن مسؤوليتها في تأمين بيئة نظيفة بالمدارس، على الرغم من تلقيها ميزانية ضخمة ودعم سخي، وألقت بتلك المسؤولية على مديري المدارس فيما يسمى بمشروع الميزانية التشغيلية. وأوضح الصاعدي أن ذلك المشروع وضع إدارات المدارس بين مطرقة مخالفة أنظمة وزارة العمل بالتعاقد مع العمالة السائبة، وسندان تلاعب تلك العمالة وتحكمهم بذلك التعاقد، خصوصا أن أنظمة وزارة التربية لا توفر حق التعاقد مع مؤسسة نظامية مختصة بنظافة المنشآت، و? توفر مبالغ ترضي تلك المؤسسات. وشكا من أن مديري المدارس يعانون من معضلات في مشروع الميزانية التشغيلية أولها تأخر صرف الميزانية لمخصص النظافة في كل فصل دراسي إلى آخره، ما يضطرهم للصرف من نفقتهم الخاصة، إضافة إلى خفض الميزانية لمخصص النظافة عند الصرف من مائة ريال للفصل إلى ثمانين ريالا. وتذمر الصاعدي من أن ميزانية النظافة لا تصرف إلا أيام حضور الطلاب أما أيام دوام المعلمين قبل وبعد حضور الطلاب و إجازتهم فليست مشمولة بتلك الميزانية. وأكد أن مديري المدارس أنفقوا من جيوبهم الكثير على النظافة على أمل السداد كما نص عليه نظام المشروع، بيد أن مكافأتهم كانت التملص من سداد حقوقهم المالية. إلى ذلك أفاد عبدالرحمن العمري مدير المدرسة أن نظام العمل والعمال لا يسمح لمدير مدرسة أو معلم كفالة عامل، مشيرا إلى أن جميع العمال المستخدمين في نظافة المدارس مخالفين لأنهم على كفالة أشخاص ويعملون في المدارس للنظافة ويستغلون حاجة المديرين برفع أجورهم. وقال العمري: لا تجد مدير مدرسة إلا ويتعاقد مع متعهد من العمالة الأجنبية لتوفير له عامل بالمدرسة وبإمكانية هذا المتعهد توفير عمال لعدد من المدارس، وغالبيتهم من الجنسية البنغالية، بالشروط التي يحددها المتعهد، مشيرا إلى أنه في حال وجود إخلال بالاتفاق يترك العامل المدرسة ويجبر المدير على البحث عن غيره أو متعهد آخر للتعاقد مجددا مع عامل آخر. بدورها أوضحت نورة الغامدي أن مديرة المدرسة توكل مهام النظافة إلى حارس المدرسة وزوجته ويعتبر المشرف المباشر على النظافة، ويتولى مهمة دخول عمال أجانب إلى المدرسة، ويحمل المسوؤلية كاملة، على الرغم من أن هناك تعميما ينص على عدم استخدام عمال النظافة في المدارس. وعلى خط مواز، أوضح ل «عكاظ» المتحدث الرسمي لجوازات منطقة المدينة المقدم هشام الردادي أن استخدام عمال مخالفين للعمل في المدارس تعد مخالفة لنظام العمل، مؤكدا أنه لا يحق لإدارة المدرسة الاستعانة بعمال مخالفين. تعاقد مخالف أكد المتحدث الرسمي لإدارة التربية والتعليم في منطقة المدينةالمنورة عمر برناوي أن تعاقد بعض مديري ومديرات المدارس مع عمالة غير نظامية (مخالفين) للقيام بنظافة المدرسة مخالفة، ملمحا إلى أنهم لا يعتقدون أن يقدم مديرو أو مديرات المدارس على هذا التصرف، خصوصا أن الأنظمة المبلغة من قبل وزارة الداخلية في هذا الشأن واضحة للجميع ولا مجال للاجتهاد فيها.