أصدر أمير منطقة نجران الأمير مشعل بن عبدالله أمس تعليماته باتخاذ كافة الإجراءات اللازمة لكشف ملابسات قيام أحد الأشخاص بمحافظة شرورة بقتل أفراد أسرته. وأوضح المتحدث الرسمي لإمارة المنطقة إبراهيم سدران أن الجاني قتل جميع أفراد الأسرة، بدءاً من زوجته وأولاده الأربعة، منهم ثلاثة أولاد وبنت - أكبرهم يبلغ 11 عاما وأصغرهم (عامين)- والقيام بالتحقيقات لمعرفة الأسباب والدوافع التي أدت إلى ارتكابه هذه الجريمة البشعة. واتخذت الجهات الأمنية كافة الإجراءات للوقوف على ملابسات القضية من جميع جوانبها سعياً للوصول إلى معرفة دوافعها. وكان الجاني "غير سعودي" قد أبلغ عن جريمته، كاشفا أنه استخدم سكينا لقتل أفراد أسرته ظهر أول من أمس، وسلم نفسه مساء ذلك اليوم. نحرهم واحداً تلو الآخر وبدأت تفاصيل الحادثة التي هزت محافظة شرورة، عندما استيقظ الجاني ويدعى (صالح) ويبلغ 33 عاما صباح أول من أمس، بينما زوجته وأبناؤه الثلاثة نائمون، ليأخذ سكينا ويذبحهم واحدا تلو الآخر، وذلك قبل صلاة الظهر. وبدأ الجاني تنفيذ جريمته بالزوجة البالغة 25 عاما، فنحرها دون أن تهتز فيه أي مشاعر، ثم سحبها إلى مطبخ المنزل وغطى جثتها بشرشف، ووضع على جبهتها مصحفاً صغيرا. ولم تتسلل الرحمة إلى قلب الأب عندما أيقظ أطفاله واحدا تلو الآخر بغرض ذبحهم بالسكين، فكان الدور هذه المرة على "فهد" (5 أعوام) ليجهز عليه بالسكين ثم "محمد" ويبلغ 4 سنوات ثم "ريم" وتبلغ فقط عامين. إصرار الجاني على ذبح أبنائه كلهم دفعه للبحث عن الابن الأكبر ويدعى عبدالله ويبلغ 11 عاما، وهو من زوجته الأخرى ويسكن في بيت جده لأمه، فذهب بعد صلاة العصر إلى أهل زوجته الأولى فطلب منهم أن يحضروا ابنه له، فحضر وذهب به إلى البيت، وبعد أن دخل باغته بأن طرحه أرضا ونحر رقبته بدم بارد ليلحقه بإخوته الثلاثة وعمته. و ما إن فرغ من تجميعهم بجوار بعضهم قام بتغطيتهم ببطانية، ثم خرج من البيت، وعاد له مراراً وتكراراً حتى قرر في الساعة العاشرة ليلا أن يسلم نفسه للجهات الأمنية، فتوجه برفقة أحد أقاربه إلى مركز شرطة المحافظة وسلم نفسه لهم، قائلاً إنه قتل زوجته وأبناءه الأربعة، وعلى الفور أمر مدير شرطة شرورة العقيد هادي علي آل دويس بالتحفظ على الجاني والتوجه برفقة قريبه إلى البيت للوقوف على الجريمة. شقيق الجاني: القاتل بكامل قواه العقلية من جهته، قال "قحطان" وهو شقيق الأب القاتل: إن الجريمة مصيبة حلت بنا، فلم التق بشقيقي منذ ثلاثة أيام ولم أتوقع أن يكون هناك أمر غير طبيعي يحدث في منزله، حتى علمت أن الشرطة حضرت إلى منزله، فلما ذهبت إلى هناك منعوني من دخول المنزل ولم يخبروني بأي شيء، حتى ذهبت إلى مركز الشرطة وهناك علمت بالمصيبة. وحول ما إذا كان القاتل يعاني أمراضا نفسية مزمنة، ذكر أن شقيقه لم يكن يعاني من أي مرض، بل هو في كامل قواه العقلية، وإنما كان يعاني الفقر والحاجة، فهو لا يعمل ولا يملك من حطام الدنيا سوى سيارة متهالكة. الفقر مبرر للجريمة..! من جانبه، أكد مدير شرطة شرورة العقيد هادي آل دويس ل"الوطن" أنه في العاشرة من ليل أول من أمس حضر إلي رجل في الثلاثينات من عمره، وقال لي بكل برود إنه قتل زوجته وأبناءه الأربعة. وأضاف: اعتقدت أولا أن الرجل يعاني من مرض نفسي، فثوبه نظيف وليس به آثار دم ولا يتضح عليه أنه قد ارتكب جريمة مروعة كتلك، وعندما سألته عن سبب قتله لهم قال إن الفقر والفاقة هما السبب، وكي لا يعانوا من الفقر، وأنه استخدم سكينا لتنفيذ جريمته وأنها في سيارته. فذهبت إلى سيارته بعد أن طلبت وضع القيود على الجاني، فقام بإخراج السكين وكان يرافقه أحد أقربائه، ثم ذهبنا إلى بيت الجاني وبالفعل وجدنا زوجته في المطبخ غارقة في دمائها ومغطاة بشرشف، وقد وضع على جبهتها مصحف، وكان منظرا بشعا، فقد ذبحها من الوريد إلى الوريد، وبعد معاينة باقي الغرف تبين لنا أن الأطفال الأربعة ذبحوا بالطريقة ذاتها، ثم استدعينا الإسعاف من المستشفى المدني لنقل الجثث إلى ثلاجة الموتى. وأكد آل دويس أنه تم تحريز كافة الأدلة في مسرح الجريمة، وتم إيداع الجاني سجن شرورة العام لحين عرضه على هيئة التحقيق والادعاء العام للتحقيق معه. وأكد مدير صحة نجران الصيدلي صالح المؤنس أن "الصحة" ستتحفظ على الجثث في ثلاجة الموتى لحين طلبها من الجهات الأمنية المختصة.