تعرض الأديب السعودي الباحث في الحكايات والفنون الشعبية والتراثية الدكتور سمير بن عبدالرحمن الضامر، لمضايقة ممن سماهم ب"المحبطين"، لدراسته التوثيقية ل"الفن الشعبي في الأحساء"، موضحاً أن أحدهم وصفه ب"الخبيث" بسبب جمعه الأغاني وإظهاره الأحساء ببلد فن لا علم وأدب وثقافة فقط –على حد زعمه له-، مؤكداً أن تلك المضايقات والشتائم لم تثنه عن الاستمرار في دراسته التوثيقية، موضحا أن الموسيقى هي عالم الإنسان الجميل، وأن بدايته في مشروع الدراسة التوثيقية للفن الشعبي لمنطقة الأحساء كانت قبل نحو 6 سنوات، جمع خلالها عددا من الروايات والحكايات الشعبية، وترجمة لشخصيات روائية وفنية في الأحساء، مبينا أن الأحساء احتضنت هذا الفن الأصيل لأكثر من 100 سنة، وهي مرحلة تاريخية "مهمة" إلا أنها مهمشة، مراهنا على أن "الكتاب" الذي سيظهر خلال قادم الأيام، سيكون مفاجأة للوسطين الثقافي والفن الشعبي. وأبان الضامر، خلال محاضرته "رحلتي مع الحياة والأدب"، مساء أول من أمس في المقهى الثقافي بفرع الجمعية العربية السعودية للثقافة والفنون في الأحساء، أنه في فترة "تدينه"، التي بدأت من المرحلة المتوسطة "في مدرسة العلاء بن الحضرمي" حتى الجامعية "في كلية الشريعة والدراسات الإسلامية في الأحساء"، ابتعد كثيراً عن المرأة، على رغم أنه وعاها في حياته منذ الصغر من خلال التصاقه بجدته ووالدته، وقريباته، وبنات الحي الذي يسكنه "حي الحزم في مدينة المبرزبالأحساء"، واصفاً مرحلته الجامعية باعتقال الفكر فحجزت فكرة "المرأة" عن حياته الشخصية، إلا أن ذلك انكسر في ما بعد مع حدث من الأحداث، وتمثل ذلك الحدث في متابعته بشغف لقناة فضائية في عامي 1994-1995م من خلال بثها للكثير من برامج الجماليات المختلفة وكان يتابع تلك البرامج "سراً" وعلى خجل شديد، مضيفاً أنه بفترة دراسته في كلية الشريعة، كان دائم "الانعزال" أثناء قراءاته للكتاب "الحداثيين" المتنورين وذلك بشكل "سري"، ومن بينها كتابات أدونيس، وسهيل إدريس، ونجيب محفوظ، وأن ما نسبته 90% من تلك القراءات لا يفهمها، بسبب أنها ذات وعي ثقافي متطور لم يصل إليه بعد -على حد قوله-. وذكر الضامر في الأمسية التي أدارها مدير المقهى الشاعر صلاح بن هندي، أن الأدب العربي في الأصل نما في حضن الأغنية والفن، ويجب عدم الفصل بين القصيدة والأغنية، وأن الأحساء تزخر بالعديد من شعراء الأغنية، مضيفاً أن فترة دراسته لدرجتي الماجستير والدكتوراه، كانت خلال فترة 1999-2009م، في مدينة مؤتى "الكرك" في الأردن، شاهد طلاب وطالبات الدراسة في الأردن، على اطلاع وحفظ بالنظريات الفلسفية والعلمية، والتي كانت وقتها في السعودية من "العيب" التعرف عليها، وقد تمكن من الاطلاع على تلك النظريات خلال دراسته في الجامعة الأردنية. وكان الضامر أشار في معرض حديثه إلى أن برامج التلفاز والإذاعة، على رغم قلتها وبساطتها وقصر مدتها الزمنية، إلا أنها كانت تشكل وعياً ثقافياً كبيراً للمهتمين بالثقافة والأدب في الأحساء قبل نحو 3 عقود، وكان الكثير من المهتمين بالشأن الثقافي في المنطقة يحرصون على مشاهدة البرامج التلفزيونية لقناة البحرين لتنوع تلك البرامج، وكان شغوفاً بالقراءة منذ صغره بقراءة مجلات الأطفال وسير الأنبياء والصحابة، وقرأ كثيراً للشيخ علي الطنطاوي والأديب مصطفى صادق الرافعي، بجانب القصص المترجمة للكتاب الروس والفرنسيين والأميركان، بجانب الاستفادة من مكتبة المدرسة الثانوية "الإمام النووي"، من خلال الاطلاع على الثقافة والتراجم والمعاجم الشعبية للعديد من الكتاب، من بينهم عبدالله بن خميس، عاتق البلادي، وعبدالكريم الجهيمان، ومحمد الجنيدل، ومحمد كامل، وكان لذلك دور كبير في تشكيل ذائقته الشعبية.