ارتكبت قوات النظام السوري جريمة جديدة تضاف إلى سجلها الدامي عندما لم تراع حرمة شهر رمضان وقصفت بالمدفعية مسجد الحسامي في شارع الدبلان بمدينة حمص وسط البلاد أثناء صلاة التراويح، مما أدى إلى مقتل أكثر من 20 شخصا وسقوط عشرات الجرحى. وأفاد ناشطون بأن القصف تواصل أثناء جهود إنقاذ الضحايا مما تسبب في مقتل وإصابة بعض المسعفين. وتعرضت حمص أمس إلى قصف عنيف بالمدفعية الثقيلة والدبابات شمل معظم أحياء المدينة المحاصرة، كما تجدد القصف بقذائف الهاون على حي الوعر، فيما عرف ريف المدينة قصفا عنيفا أيضا بالمدفعية الثقيلة على مدينة الرستن. وكان النظام السوري قد أعلن أول من أمس فرض سيطرته الكاملة على حي الخالدية المحوري في مدينة حمص بعد حملة عسكرية استمرت شهرا بدعم من حزب الله اللبناني. وأقر ناشطون معارضون في المدينة بسيطرة النظام على الغالبية العظمى من الحي، مشيرين إلى أن المقاتلين انسحبوا منه بسبب القصف العنيف المتزامن مع حصار قاس مفروض منذ أكثر من عام. وقال أحد الثوار "المدنيين خرجوا من الخالدية باتجاه حمص القديمة منذ أكثر من أسبوعين". وبدوره قال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبدالرحمن "سقطت الخالدية ولم تسقط حمص، النظام وضع يده على حي أشباح، على أرض محروقة، على ركام". إلى ذلك طالب عضو بارز في الائتلاف الوطني السوري قيادة الجيش الحر بالنظر في آلية جديدة تكفل توزيع السلاح بتساو، حتى تتفادى بعض الأخطاء التي وقعت سابقا. وقال المعارض الذي فضل عدم الإفصاح عن هويته في تصريحات إلى "الوطن" أمس إن أنانية بعض القادة لعبت دورا كبيرا في نقص السلاح من حيث توزيعه على جبهات القتال، واستدرك بالقول "ربما يكون ذلك حدث بدون قصد، لكن المهم أن تراجع قيادة الأركان آلية توزيع السلاح، بضرورة أن تشمل كل الكتائب والألوية". وأرجع السبب في مطالبته إلى الرغبة بعدم تكرار ما حصل في حمص، التي يعتمد النظام فيها على سياسة الأرض المحروقة، حيث حشد عددا من قواته، ومقاتلي حزب الله اللبناني، وأعدادا غفيرة من المرتزقة. من جهة أخرى أفاد ناشطون سوريون بأن مقاتلي الجيش الحر سيطروا فجر أمس على منطقة عبد ربه في ريف حلب، بعد اشتباكات عنيفة مع الجيش النظامي قتل فيها عدد من جنود النظام. كما استولى مقاتلو المعارضة على مجموعة من الغنائم والمعدات العسكرية، يأتي هذا في ظل حملة عسكرية يشنها النظام على مدينة حمص، وتواصل القصف والاشتباكات في عدد من المناطق. كما حقق الجيش الحر مكاسب في محورين في محافظتي درعا وحماة السوريتين بعد اشتباكات عنيفة. وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان في بيان إن الثوار سيطروا على كتيبتين تابعتين لقوات النظام السوري عند أطراف بلدة بصر الحرير في منطقة اللجاة في ريف درعا بعد اشتباكات استمرت لمدة يومين.