دانت المعارضة السورية قيام جماعات مسلحة بعمليات إعدام ميدانية لعشرات الجنود التابعين للقوات النظامية، معلنة عن تشكيل لجنة تحقيق في الحادثة. وأكد الائتلاف الوطني السوري وقيادة أركان الجيش الحر في بيان "إدانتهما المطلقة لكل خرق يطال ميثاق جنيف. بغض النظر عن الجهة التي تقف وراءه. وفيما يتعلق بالحادثة الأخيرة التي كشفت بعض مقاطع الفيديو المسربة من حلب وقوع ما يبدو أنه إعدام جماعي لعدد كبير من الجنود، فإن الائتلاف يجدد إدانته لهذا الفعل، ويعلن عن تشكيل لجنة تحقيق في الحادثة". وكانت القوات النظامية قد فقدت عشرات القتلى خلال معركة بلدة خان العسل في شمال البلاد التي سيطر عليها مقاتلو المعارضة منذ أيام، بحسب ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان الذي قال في بيان "قتل أكثر من 150 عنصرا من قوات الأسد في خان العسل، ومن بين هؤلاء 51 عنصرا أعدموا ميدانيا، بينهم نحو 30 ضابطا وضابط صف". وأضاف البيان "الاتصالات الأولية أفادت بتورط جماعات مسلحة غير منضوية تحت لواء هيئة أركان الجيش السوري الحر. ونحن بدورنا نشدد على ضرورة ملاحقة كل من يثبت ضلوعه في ارتكاب أي جريمة في هذا الصدد، لأن المستفيد الوحيد من مثل هذه الخروقات هو نظام الأسد والعصابات والميليشيات الموالية والداعمة له". على صعيد الوضع الميداني سيطرت قوات النظام مدعومة بعناصر من حزب الله اللبناني على معظم أجزاء حي الخالدية في مدينة حمص وسط البلاد، وذلك بعد شهر من بدء حملتها على معاقل مقاتلي المعارضة في المدينة، وقال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبدالرحمن أمس إن القوات النظامية وعناصر من الدفاع الوطني وحزب الله تقدمت في الخالدية وسيطرت على معظم الحي، لكن الاشتباكات لا تزال مستمرة في المناطق الجنوبية والشمالية. من جهة أخرى أفاد ناشطون بتقدم قوات المعارضة إلى مواقع جديدة شرق العاصمة دمشق، في حين قصفت قوات النظام كلا من القابون وجوبر، وشهدت الأحياء الشرقية في العاصمة حركة نزوح وإخلاء إثر القصف الشديد لقوات النظام. كما شهدت مدينة الحارة في درعا حركة نزوح مماثلة، وقالت المعارضة إنها سيطرت على مواقع جديدة في جسر الشغور بإدلب، كما تنفذ عملية واسعة في الريف الشرقي لدرعا في إطار ما سمي "معركة بدر - حوران" لاستعادة السيطرة على بلدة خربة غزالة التي تقع على الطريق الدولي بين دمشق ودرعا المتاخمة للحدود مع الأردن. وقالت لجان التنسيق المحلية إن هذه المعركة تعد من أهم المعارك في سورية عامة وفي درعا خاصة منذ بدء الثورة. وكان الجيش الحر قد سيطر مطلع هذا العام على أجزاء من خربة غزالة ومن الطريق الدولي الذي يمر بالقرب منها, بيد أن القوات النظامية استعادت البلدة وأعادت فتح الطريق في مارس الماضي.