قبل تطوير مرافق الكورنيش بجزأيه الشمالي والوسطي، كانت المنتجعات البحرية التي تقدم وجبتي "الإفطار" و "السحور" تسيطر على الأجواء العامة، إلا أن ورشة العمل التي صاحبت تطوير المرافق السياحية في عروس البحر الأحمر، حملت أوجهاً مختلفة لرمضان الحالي. أول تلك الأوجه "الإطلالة البحرية" للكورنيش التي تعيش "سنة أولى رمضان" بعد التطوير، إذ لم تعد المنافسة اليوم محصورة بين المطاعم والمنتجعات والفنادق الفاخرة المنتشرة على ساحل جدة الشمالي، بل أضحى التنافس، كما تقول عائلة أبو حامد الجهني التي رتبت جدول إفطارها الزمني، على شاطئ البحر بعيداً عن أجواء المطاعم الخاصة. يقول المقيم المصري بجدة منذ عقدين ونصف الحاج حسام دمنهوري: هذه المرافق الجديدة في الكورنيش أعادت لهذا المكان حيويته المعهودة التي افتقدناها كثيراً قبل افتتاحها، ثم يمضي في حديثه بعد أداء صلاة المغرب: أسعار وجبتي الإفطار والسحور مرتفعة جداً، وهناك الكثير من الأسر لا تستطيعها، إذ يصل بعضها بالمطاعم الراقية إلى 250 ريالاً للفرد الواحد، وهذا غير معقول. عندما تسمع أحاديث الناس من حولك وهم يتجمعون قبيل الأذان عليك أن تنصت لمحددات مهمة بين سطور كلامهم، فهناك قاسم مشترك، وهو أن الكورنيش ساهم في تعديل موازين الاستمتاع الرمضاني، بتناول وجبة الإفطار "على البحر"، وبعضهم يقول بكل شفافية إن الكورنيش خطف أضواء المطاعم التي نشطت في سنوات التطوير السابقة. الشركات التي تقوم بعملية تنظيم إفطارها السنوي الجماعي في رمضان تخلى بعضها عن فكرة "الإفطار" في المنتجعات البحرية والمطاعم الراقية، بل أضحت تنظر إلى المرافق الحيوية والمجهزة في الكورنيش على أنها "فرصة" مميزة للاختيار وسط إطلالة بحرية جذابة.