نسائم الأمواج ولحظة الغروب تدفع سكان جدة لتناول إفطارهم على أرصفة الكورنيش في الأماكن المخصصة للجلوس هناك فوجبة في الهواء الطلق تجعل للاجتماع العائلي رونقه الجميل، وتبدأ لحظة الانطلاق عصرا لحجز المكان، وبعدها تبدأ الترتيبات اللازمة وتنظيم سفرة الطعام حتى تحين أول تكبيرة في إشارةٍ إلهية لكسر حاجز الصوم. صادق نوري تحدث عن إفطار الكورنيش، قائلا:الإفطار تحت نفحات النسيم البحري عادة قديمة، فمنذ أول أيام الشهر الكريم أحدد يوما مع عائلتي لتناول الإفطار هناك واستمتع معهم في جو عائلي جميل تسوده الألفة، خصوصا إذا كان هناك أطفال فهي تبقى راسخة في أذهانهم لفترة طويلة ودائما ما يطالبون بتكرار هذه العادات"، ويضيف:"الإفطار هنا يريحنا من الأسئلة التي تعودنا على سماعها منهم مثل متى الأذان؟ وكم بقي من الوقت ؟". وحول الأماكن الموجودة في الكورنيش وجاهزيتها لاستقبال الصائمين والمتنزهين، يقول: "المشاريع القائمة هناك ستمكن من رفع الطاقة الاستيعابية للمكان". ويرى الكثيرون أن الإفطار في الهواء الطلق كسر للروتين وتغيير لنمط الإفطار المنزلي الذي اعتاد الصائمون عليه طوال شهر رمضان، وهكذا يفضل مساعد الشهراني، أب لعائلة من خمسة أفراد، أن يذهب بأبنائه مرة على الأقل في الأسبوع للإفطار على شاطئ البحر ولا يكلفهم ذلك شيئا في إشارة إلى غلاء أسعار المطاعم والفنادق، حسب قوله. ويضيف:" أحضر إلى هنا ونفترش مكانا على البحر بعيدا عن أجواء الفنادق التي ربما كلفتني ميزانيتي الشهرية كلها، ومن هنا البحر للجميع والعائلات تشعر ببعضها أكثر"، ويتابع قوله:"الكورنيش أصبح عالما من الترفيه فهو كالقرية المزينة بالمناظر والأشكال الهندسية الجمالية والمسطحات الخضراء، ويشمل جميع وسائل الترفيه المختلفة والأجواء تحلو بعد الإفطار فعندما تهلك معداتنا بالطعام هناك فرصة للانطلاق والمشي وحرق أعداد هائلة من السعرات الحرارية التي اكتسبناها". وتغري فكرة الإفطار الرومانسي كما يسميه أسامة باروم، متزوج حديثا، كثيرا من المتزوجين حديثا، ويقول:"نريد الاستمتاع بالإفطار في الفنادق أو المطاعم قبل أن تكبر العائلة فيشق علينا ذلك". ويشير أحمد الفهمي إلى أن الإفطار في الفنادق أو المطاعم أمر مميز، خصوصا أن الفترة الحالية تعد أشد فترات السنة حرارة في الجو، فنحن نحبذ الإفطار في أماكن مغلقة بعيدا عن الزحام، فهنا لا نحمل هم البحث عن مكان شاغر في الكورنيش لنفترش فيه بل يكون مكاننا محجوزا وإفطارنا متكاملا". ويقول محمد الرفاعي، أحد المسؤولين عن الفنادق على كورنيش جدة، إن فكرة الإفطار الرمضاني على الكورنيش تسويقية وتحمل نفحات إسلامية لإعطاء نزلاء الفندق الذين هم في العادة خليط من الجنسيات الأجنبية، فكرة عن الجو الرمضاني والتفاف العائلات حول المائدة وحالة السكينة التي تسود الجميع في انتظار رفع الأذان، مضيفا أن تغيير الشكل العام للوبي الفندق يكمل الصورة الجمالية للمكان ويدفع في كثير من الأحيان النزلاء الأجانب إلى تأخير وجباتهم لتتزامن مع وجبتي الإفطار والسحور عند المسلمين، ليعيشوا التجربة. وتتفاوت أسعار البوفيهات المفتوحة على كورنيش جدة، بين أسعار وجبات الإفطار (بوفيه) ما بين 90 إلى 130 ريالا للشخص الواحد. لكن حسن علي منصور وهو مدير التسويق في أحد المطاعم المطلة على كورنيش جدة، يقول: "اتبعنا هذا العام سياسة تراعي كل الشرائح خصوصا أن الفئة المستهدفة هي العائلات، وقمنا بتوحيد سعر البوفيه 50 ريالا للفرد، مع خصم مجاني للخدمات، لاعتبارات أهمها كسر الحاجز النفسي بين مرتادي الكورنيش والمطاعم والمتنزهات القائمة عليه، والمشاركة في احتفالية الشهر الكريم بإضفاء جو من المتعة على اليوم الرمضاني للجميع".