نظم أنصار أحمد الأسير، الشيخ السني المتشدد المتواري عن الأنظار، تظاهرة تضامنية أمس في صيدا، وقعت خلالها أحداث عنف، إلا أن الجيش تمكن من السيطرة عليها. وكان الأسير دعا أنصاره في أول تسجيل صوتي منسوب إليه بث على مواقع إلكترونية مساء الخميس، إلى تحركات "سلمية" عقب صلاة الجمعة أمس. واتهم الأسير، حزب الله بقيادة الحملة العسكرية التي انتهت بسيطرة الجيش اللبناني على مربعه الأمني في صيدا، مشددا على ضرورة محاكمة "كل من أعطى قرارا للجيش بدخول هكذا معركة بإدارة الحزب (في إشارة إلى حزب الله). واعتبر أن "الجيش اللبناني لبناني بالاسم، إنما مفاصله والتحكم به إيراني"، في إشارة إلى الدعم الذي يلقاه حزب الله، من طهران. وفي طرابلس جرت تظاهرة مماثلة وانسحب الجيش من ساحة النور وتمركز على أسطح البنايات ومعه قناصات، بعد أن نفذ انتشارا أمنيا كثيفا صباحا بناء على طلب من الأهالي الذين تخوفوا من حوادث أمنية توتر الأجواء. كما جرى اعتداء من المتظاهرين على الإعلاميين. من جهة ثانية، أوضح أمين عام تيار المستقبل أحمد الحريري أنّ "الرئيس سعد الحريري انطلق في موقفه الداعي إلى التمديد لقائد الجيش العماد جان قهوجي من تخوّفه من حصول الفراغ في قيادة الجيش، لأنّ هذا ما يريده "حزب الله"، مؤكدا أنه "ما يجب إدراكه أن أي فراغ في قيادة الجيش يعني أن يصبح نصر الله قائداً للجيش". وفي سياق آخر، اتضحت أمس صورة ما يرسمه النظام السوري وحليفه الإيراني في لبنان بعد أن عمد إلى تجميع قوى الممانعة وأحزاب 8 أذار في ما سمي لجنة المبادرة للمؤتمر الوطني للإنقاذ التي يترأسها النائب السابق نجاح واكيم الذي أعلن في مؤتمر صحفي، خطة تتماشى مع مطالب حزب الله بطرحه المؤتمر التأسيسي والانقضاض على دستور الطائف بعد فشل مطلب المثالثة ومما جاء من تبريرات واكيم أن "الدولة لم تستطع صياغة استراتيجية وطنية، والأزمة السورية أصبحت محورا لنزاع الأفرقاء الدوليين على الأرض السورية". وأضاف "لم نعد بحاجة لتأكيد سقوط مؤسسات الدولة والنظام السياسي، غير السؤال الذي يطرح في هذا المجال كيف نعيد بناء الدولة". ولفت إلى أن "انهيار الأزمة والنظام يخلف انهيارا في الشرعية، وهذا الانهيار يولد فراغا دستوريا". ودعا في توصياته التي تلاها واكيم إلى "تشكيل حكومة مؤقتة تجري الانتخابات النيابية ينشأ عنها مجلس تأسيسي يعيد صياغة الدستور والمؤسسات".