في هذه الأيام يتجه الناس إلى بلدان العالم لغرض التنزه والسياحة والاستمتاع بالطبيعة الخلابة.. وتشتاق الأنفس لمعرفة الجديد من الثقافات والعادات والأجواء المتنوعة.. أعداد كبيرة من السعوديين على أهبة الاستعداد للطيران نحو بلاد في مختلف الاتجاهات، فحسب المواقع الإلكترونية والإعلامية وتقديرات أوساط سياحية سعودية ومسؤولين بقطاع السفر والسياحة فإن عدد السياح السعوديين الذين قضوا إجازتهم خارج المملكة لصيف العام الماضي يقدر بأكثر من ( 4,6 ملايين )، بزيادة 10% عن العام الذي قبله، وقدر حجم ما أنفقوه ب60 مليار ريال. وبلغ عدد وجهات السفر التي قصدها السعوديون 75 وجهة سفر دولية. وبلغ متوسط الإقامة خارج الوطن 15 ليلة للفرد الواحد والعائلة.. وسجل شرق آسيا المركز الأول في عدد السياح السعوديين، ودول الاتحاد الأوروبي مجتمعة المركز الثاني، وتركيا الثالث. وأما على مستوى الدول فقد جاءت ماليزيا في صدارة الدول من خلال حجوزات الطيران، ثم تركيا ثم بريطانيا. وشهدت حجوزات العام الماضي انخفاضاً في نسبة السياح السعوديين إلى مصر ولبنان والمغرب بنسبة تراوحت من 15% إلى20%. والمتأمل في هذه الإعداد يجد ألما شديدا في حجم الإنفاق على السفر والسياحة خارج الوطن. ولو أن ربع هذه الإنفاق كان داخل الوطن لوجدنا آثارا إيجابية على الاقتصاد الوطني، ونشاطا في قطاع السياحة الداخلية. كذلك ينبغي أن نتأمل في الأخطار التي قد تحيط بالسائح السعودي، خصوصا فئة الشباب وكذلك العوائل، من استهداف ومحاولات خبيثة لإيقاعهم في أتون المخدرات والشهوات وأمراض الإيدز وغيرها من الأمراض "حماهم الله". والواجب قبل كل شيء يقع على الأسرة في حماية أبنائها من التعرض لمثل هذه الأخطار. كذلك يجب أن يتم رسم خطة السفر بمعرفة أناس من ذوي الخبرة. وهناك وصايا يجب على المسافر الالتزام والتحلي بها، وبالتالي لابد من تقديم بعضها، ومن أهمها: (1) أن يعلم المسافر أن الله تعالى مطّلع عليه لا تخفى عليه سبحانه خافية، وأنه مها ابتعد فهو في ملك الله وتحت سمعه وبصره جل وعلا، وأن يحرص على أداء حقوق الله تعالى عندما يجد نفسه في بيئة لاهية غافلة، لكيلا يتأثر بالغافلين. (2) أن يحذر المسافر من الازدواجية، فلا يكون إنساناً صالحاً في زمان أو مكان، وإنساناً منحرفاً غافلاً في زمان أو مكان آخر، فقد يقبضه الله على ذلك. (3) عدم الانخداع ببعض المظاهر البراقة في حياة الغافلين، فلو فتّش الإنسان عما ورائها لوجد المعاناة الكثيرة والمشكلات الخطيرة في حياتهم وتفرق أسرهم. (4) يجب أن تعلم أنك تمثل دينا وأمة ووطنا، ومسؤوليتك عظيمة، فنلتزم بمبادئنا مهما كلف الأمر. (5) تذكر أيها المسافر أن هناك مسلمين يتقطعون ألما من الجوع والتشرد في سورية وبورما والصومال وغيرها، هم أولى بتلك الأموال، "ومن ترك شيئا لله عوضه الله خيرا منه". (6) كذلك لقد اكتست بلادنا الغالية بالخضرة والنور بعد هطول أمطار الخير والبركة في شتى الأنحاء والمصايف.. ووطننا أولى بنا.