تغيرت بوصلة السياحة السعودية الخارجية العام الحالي، جراء مرض أنفلونزا الخنازير، الذي تسبب في إحداث تحولات كبيرة في الوجهات السياحية للسعوديين، على رغم توقعات وكلاء سفر وسياحة زيادة أعداد السياح السعوديين بنحو 10 في المئة مقارنة بالعام الماضي. ويقول مسؤولون في مكاتب السياحة والسفر ل«الحياة» إن الكثير من السعوديين الذين اعتادوا على السفر إلى أوروبا غيروا وجهاتهم، خوفاً من مرض إنفلونزا الخنازير، الذي انتشر أخيراً في عدد من دول العالم خصوصاً في أميركا، والقارة الأوروبية. وأضافوا ان الكثيرين يسألون قبل الحجز عن انتشار المرض في الدولة التي سيتوجهون إليها، كما قامت أسر كثيرة بإلغاء حجوزات إلى دول أوروبية ينتشر فيها المرض. ويعزو أصحاب مكاتب سفر وسياحة إقبال السعوديين على السفر إلى الخارج على رغم مرض انفلونزا الخنازير إلى التأثير المحدود للأزمة العالمية على السعودية، وبالتالي عدم تأثر قطاع السياحة والسفر، مستبعدين أن يؤثر المرض في سفر السعوديين للسياحة في صيف هذا العام، خصوصاً أن الدول المنتشر فيها المرض لا تجد إقبالاً كبيراً من السعوديين. وبينوا أن اتجاه السعوديين هذا العام سيكون للدول القريبة نظراً لقصر إجازة صيف هذا العام لدخول شهر رمضان، إذ سيفضلون السفر للدول العربية القريبة من السعودية إضافة إلى ماليزيا، مشيرين إلى أن جميع مقاعد الطائرات خلال الصيف حجزت بالكامل لماليزيا ومصر ولبنان من الآن. ولم يشفع تراجع أسعار تذاكر الطيران، والتخفيضات الكبيرة على حجوزات الفنادق في مختلف دول العالم بسبب الأزمة المالية العالمية، للدول التي ينتشر فيها المرض في إقبال السعوديين عليها، إذ غيروا وجهاتهم، بل إن البعض قام بإلغاء فكرة السفر من الأساس. ويتوقع خبراء السياحة أن يسافر هذا العام مليون سائح سعودي للخارج، وأن يبلغ حجم انفاقهم 6 بلايين ريال، مشيرين إلى أن وجهة السياح السعوديين تتركز على الدول التي لا يتطلب السفر إليها أخذ تأشيرات، مثل ماليزيا وتركيا، إضافة إلى الدول العربية مثل مصر ولبنان. وأشاروا إلى أن هناك اقبالاً كبيراً من السعوديين على السفر لتركيا على رغم ارتفاع مستوى المعيشة فيها، وتوقعوا أن يبلغ عدد السعوديين المسافرين إليها هذا العام 200 ألف سائح، موضحين أن ماليزيا لا تزال تحتل المرتبة الأولى من حيث إقبال السياح السعوديين، ومن المتوقع أن يبلغ عدد السياح إليها هذا العام 400 ألف سائح.