يصل خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز يرافقه الرئيس السوري بشار الأسد إلى بيروت اليوم لعقد قمة مع الرئيس اللبناني ميشال سليمان، بهدف احتواء التوتر في لبنان، وقالت أوساط الرئاسة اللبنانية إن محادثات لساعات عدة ستجري في قصر بعبدا سينضم إليها رئيسا مجلس النواب نبيه بري ورئيس الحكومة سعد الحريري ومن ثم سيقام لقاء موسع إلى طاولة غداء على شرف الزعيمين العربيين تشارك فيه الأطراف السياسية الرسمية والحزبية. وأكد وزير التربية والتعليم العالي حسن منيمنة حصول القمة الثلاثية ،وقال إنَّ "القمة اللبنانية السعودية السورية تكتسب أهمية كبيرة في الظرف الحالي، وإنَّ الهدف منها تأمين مظلة حماية للبنان من أي وضع أمني والحفاظ على التهدئة. وعلم أن دوائر قصر بعبدا وزّعت دعوات للنواب والوزراء والسياسيين لحضور حفل غداء يقيمه رئيس الجمهورية على شرف ضيفيه في وقت بدأت القوى الأمنية من جيش وقوى أمن باتّخاذ إجراءات أمنية مشدّدة تمهيدا لوصول ضيفي لبنان. وفيما عقد الرئيس سليمان اجتماعا تنسيقيا مع رئيس الحكومة سعد الحريري عشية القمة وصف مرجع سياسي رفيع المستوى القمة بأنها " قمة مواجهة خطر تداعي الأوضاع في لبنان واستباق أي عاصفة قد تضرب البلاد". وقال المرجع إن القمة استثنائية بكل المعايير وهي وإن كانت ستركز على خريطة طريق إخراج لبنان من شرنقة الأزمة العاصفة التي يعيشها إلا أنها سوف تبحث في عمق ما يجري من تطورات إقليمية ودولية وخصوصا ما يتعلق بالجهود القائمة لإستئناف مفاوضات السلام بين الإسرائليين والفلسطينيين وكذلك ما يتصل بملف إيران النووي وتداعياته على المنطقة ولبنان. وفي السياق نفسه انصبت التحليلات والقراءات السياسية والإعلامية على ما ستؤول إليه قمة الرؤساء الثلاثة في قصر بعبدا . وقال مصدر معني بالتحضير السياسي لمباحثات القمة إن هناك اتفاقا على أن القمة هي قمة تثبيت الاستقرار في لبنان أولا وأخيرا بما يضمن عودة الأوضاع إلى طبيعتها ومن ثم التأسيس لمناخ حواري جديد برعاية سعودية سورية مباشرة سوف يتم الاتفاق على آلياتها خلال القمة وبحضور الرئيسين نبيه بري وسعد الحريري. وتابع المصدر ردا على سؤال ل" الوطن" إن المباحثات التي أجراها الملك عبد الله في كل من القاهرة ودمشق قبل وصوله إلى بيروت هي من الأهمية بمكان بحيث يمكن القول إن التنسيق العربي – العربي الذي يقوده الملك عبد الله سوف يشكل الحاضنة التي سيولد في ظلها مشروع إخراج الأزمة السياسية في لبنان من دائرة الخطر الشديد ونزع الألغام من طريق عودة اللبنانيين إلى الحوار. وردا على سؤال حول الدور الإيراني في مجمل التطورات الحالية اكتفى المصدر بالقول إن "خطوة الملك عبد الله مدروسة جيدا ومنسقة بشكل عميق". وفي المواقف اللبنانية اعتبر عضو تكتل "التغيير والإصلاح" النائب فريد الخازن أنَّ "زيارة القادة العرب لها رسائل عديدة، أبرزها أنهم يقولون إننا لا نريد أي أزمة في لبنان، وأننا لسنا على خلاف حوله"، معرباً عن اعتقاده بأنَّ "المشهد العربي يختلف في تفاصيله وتداعياته عمَّا كان عليه سابقاً". ورأى أنَّ "الزيارات التي سيشهدها لبنان تهدف إلى صون السلم الأهلي في لبنان. من جانبه أكد مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ محمد رشيد قباني "أهميّة الزيارات الأخوية المرتقبة للقادة العرب إلى لبنان، التي تعطي مزيداً من الأمان العربي للبنان، ولما لها من انعكاس إيجابي على أبنائه في ترسيخ التعاون والتضامن والوحدة الوطنية مع بعضهم للمصلحة الوطنية العليا". وأبدى قباني تقديره للدور العربي في "دعم لبنان حكما وحكومة وشعبا، ومساعدته للخروج من التحديات التي تواجه مسيرة أمنه وسلامه واستقراره في الظروف الدقيقة التي يمر بها لتخفيف الاحتقان ونبذ الانقسام بين أبنائه كي لا يقعوا في فخ الفتنة التي تنتظرها إسرائيل". وثمّن قباني عاليًا "الجهود التي يقوم بها خادم الحرمين ، ومدى اهتمامه والأشقاء العرب بلبنان". كما أشاد بالزيارة المرتقبة للرئيس السوري بشار الأسد إلى لبنان.