انطلقت من المنطقة الشرقية، خاصة مدينة الأحساء فكرة أول زواج جماعي عام 1991، وارتسمت ملامحه الحقيقية عام 1422، وذلك في منطقة مكةالمكرمة تحت رعاية صاحب السمو الملكي الأمير: عبدالمجيد بن عبدالعزيز أمير منطقة مكةالمكرمة "رحمه الله". بعدها مرت السنوات، وتوالت الأيام، ولمسنا كثرته عند أهل الحجاز، وذلك بتأييده بإقامة المهرجانات والمحافل على مستوى راق، وأهل نجد ضخموها إعلاميا، ودعموها ماليا، وبالقوانين ثبتوها، حتى وصلت هذه العادات لأهل الشمال في تبوك وغيرها، تعثرت وانتُقدت في البداية، كونها مناقضة للعادات والتقاليد، لكن سرعان ما حظيت بالتأهيل النفسي وبيان منفعتها للمستفيد، حتى إنها رسخت، وتبلورت عند الكثير من القادمين للحياة الزوجية. وأضحت قابلة للانتشار، لما وجد فيها من توفيق وسداد من رب العالمين، لا سيما وأنه يتم تزاوج أكبر عدد ممكن من الشباب والفتيات؛ ولأنها الطريقة المثلى للتقليل من نسبة العنوسة، إذ إن تكاليف الزواج تكون معقولة، وهذا فيه تسهيل وتيسير للقادمين للزواج، وفيه أيضا رفع الحرج عمن ضاق بهم الدهر، وكبر به العمر، كل ما سبق جعل الناس يؤمنون به قسرا دون أن يتجرأ أحد على مخالفتها. في الواقع، هي فرحة لم تكتمل؛ لوجودها بين تيارين شديدي الإعصار قويي التأثير، ألا وهما تيار القبول والترحيب، وتيار النقد والتقيد بالعادات، منهم من يطالب بزوالها واضمحلالها بحجة أنها دخيلة على مجتمعنا، لذا قد ينضوي تحت لوائها تعميم الخصوصيات، وتجردها من الفرحة الداخلية، وتحديد الدعوة بعدد معين، وفيها ينعدم الترتيب في أكثر الأوقات، وتستعمر الفوضى المكان، ويصبح الجميع بحوزته التعديل والتغيير، الزواج هي ليلة في العمر يرتقبها الشاب والشابة، فمن الأجمل أن تكون أنت ملكها وأنت ملكتها لوحدكما لا ينافسكما أحد. وجهة نظر: من أقوى الأسباب لظهور "الزواج الجماعي" هو غلاء المهور، والسبب عائد لقلة الرقابة، وتحجر عقولنا، وطمعها الزائد والمغالاة في المركب، والمسكن، والملبس، فلو أن الزواج ميسر لما احتجنا للزواج الجماعي. ما هية الوجه الحقيقي للزواج الجماعي: الكثير يضيعون أموالهم، ووقتهم، في حضورهم للمناسبات، وكل مناسبة يدفع "المعونة" اللازمة على أفراد القبيلة. فلو نفرض أن شخصا تزوج ضمن الزواج الجماعي لكان فيه "هضم" لحق ذلك الشخص! متى أفضّل الزواج الجماعي؟ إذا كان "العرسان" كلهم إخوتك أو أبناء عمومتك وإلا فلا.