على الرغم من أنه يعتبر أحد أكبر مطارات العالم، إلا أن أول منظر تراه العين المجردة، في مطار الملك خالد الدولي في الرياض، هو الفوضى والازدحام، هذان العاملان يخلفان وراءهما عشوائية في التنظيم لدى المسافرين بدت واضحة ل"الوطن" خلال زيارتها للمطار، في ظل الغياب الملفت لموظفيه، حتى إن طوابير المسافرين، وطبقا للمشاهدات، امتدت خارج البوابة الرئيسية. وسجل عدد من المسافرين الذين التقتهم "الوطن" خلال جولتها استغرابهم من غياب التنظيم في مثل هذه الأيام بالتحديد، حيث إن هذا الوقت هو بداية إجازة الصيف لدى الطلبة وبعض موظفي الجهات الحكومية والخاصة، فيما كان التذمر في أوساطهم سيد الموقف، متسائلين "أين التنظيم؟ ما هذه العشوائية؟ لماذا لم يتم الإعداد لمثل هذا الوقت من السنة؟". كما رصدت "الوطن" في جولتها ازدحاما بين المسافرين حتى وصلت العشوائية الموجودة إلى المواقف المخصصة لسيارات الأجرة خارج المطار، وبالتحديد في الصالات الدولية، إذ كانت الفوضى تعم المكان من مركبات ومسافرين، والذين ينتظرون بدورهم الوصول إلى موظفي الحجوزات للحاق برحلاتهم. وأوضح عبدالله المكيرش، وهو أحد المسافرين، أن الإهمال لم يعد يخفى على الجميع، حيث أصبح واضحاً للعيان، فلا يحتاج الأمر سوى النظر إلى أسفل مقاعد الانتظار أو بين المرافق الموجودة داخل المطار، فتشاهد أنها تحولت إلى مكب للنفايات في ظل غياب وقلة العمالة المختصة في تنظيف المرافق. ولفت إلى أن المطار يشهد ازدحاماً، في مثل هذه الأيام، ويحتاج إلى المزيد من موظفي الحجز لتلبية احتياجات المسافرين، معرباً عن أسفه لعدم وجود موظفين مختصين بتنظيم المسافرين، وقال "اضطررت إلى القدوم للمطار قبل الرحلة ب 4 ساعات، خوفاً من تأخر دوري في وضع الحقائب الخاصة بي في الشحن، مع العلم أن معي بطاقة صعود الطائرة". وأضاف المكيرش متسائلا "ما جدوى التطوير بين مرافق المطار في ظل عدم كفاءة بعض موظفي ومسؤولي المطار؟"، لافتاً إلى أن سوء الخدمات المقدمة والعشوائية، سواء من تنظيم بين المسافرين ونحوه، يقع على جهتين رئيسيتين، أولاهما الشركات المشغلة التي تستخدم عمالاً غير مختصين ولا يعون أهمية الاهتمام بالمرافق، والثانية إدارة المطار التي لا تقدم حلولاً بديلة في تدارك واحتواء العشوائية الحاصلة وعلى مرأى المسافرين وموظفي المطار. كما أبدى بعض المواطنين استياءهم من سوء تعامل بعض الموظفين مع المسافرين، وعدم إلمامهم بثقافة حسن التعامل مع الآخرين، وأن على الجهات المختصة والمعنية بالأمر إخضاعهم إلى دورات لتحسين أدائهم، حول كيفية التعامل مع المسافرين، سواء القادمون أو المغادرون، فيما اقترح البعض تنظيم أماكن البيع بالمطار وتخصيص مواقع معينة لتسهيل معرفتها من قبل المسافرين، بالإضافة إلى مراقبة بيع السلع التي تتضاعف قيمتها يوما بعد يوم من خلال استغلال حاجة المسافر، مبينين أن الذي يحدث الآن بات مشكلة أزلية تتكرر بشكل دوري، وما زالت إدارة المطار صامتة حيال هذا الاختناق بين المسافرين.