بين أركانه.. وفي أي صالة تحط أنظارك داخل مطار الملك خالد الدولي بالرياض، يدخلك شك بأنه أحد أكبر المطارات في العالم، وسط حالة من الفوضى البصرية والتنظيمية تتراءى أمام عينيك، تقودها عشوائية بحث المغادرين عن رحلاتهم المتأخرة، والتي يقابلها مكاتب خدمات خالية من موظفيها، إلى جانب مرافق مهملة، في مشهد يدعو إلى إعادة النظر في إحدى أهم الوجهات الحضارية للمملكة. وفي الوقت الذي رصدت فيه "الوطن"، خلال جولتها في المطار، آراء العديد من المسافرين حول وضعه، الذين أبدوا شكاواهم عن تأخر الرحلات، وسوء الخدمات وإهمال المرافق، وغياب تنظيم المغادرين، وكثرة "الكاونترات" مع قلة الموظفين. ويقول أحد المسافرين موسى المحمود ل"الوطن"، إن الإهمال بات واضحا للعيان ويتمثل في سوء تنظيم بين المسافرين، خصوصا في الصالات الدولية، إلى جانب العشوائية التي تطغى على أداء الكاونترات والازدحام، مبينا أن المطار يشهد ازدحاما واضحا، خصوصا في موسم الإجازات ويحتاج إلى المزيد من موظفي حجز لتلبية احتياجات المسافر. وأشار المحمود إلى عدم وجود موظفين مختصين بتنظيم المسافرين، والرد على استفساراتهم، مضيفا: "في حال الحاجة.. ما عليك سوى الذهاب بنفسك والبحث عن من يستطيع خدمتك والسؤال بنفسك". وأشار المحمود أن وجود عشوائية في عمل سائقي الأجرة، وهم يتزاحمون في صالات انتظار القادمين دون وجود أي ضوابط تردعهم، داعيا إلى ضرورة تحديد أماكن محددة لهم، مضيفا: "هذا ما نراه في مطارنا.. ولا نراه في بقية مطارات العالم"، متسائلا في ذات الوقت عن الوعود ومشاريع تطوير المطار التي رصدت منذ عدة سنوات. واتفق مع المحمود، مسافر آخر يدعى أبو عبدالمجيد، والذي أبدى تساؤله عن جدوى التطوير في ظل عدم كفاءة بعض العمال والموظفين، محملاً الإهمال وسوء الخدمات على الشركات المشغلة التي تستخدم عمالا غير مختصين ولا يعون أهمية الاهتمام بالمرافق سواء دورات المياه، أو نظافة المطار عامة. وزاد أبو عبدالمجيد: "هؤلاء العمال هم السبب ومن ورائهم الشركات المشغلة التي تفتقد مقومات الاستمرار في العمل"، مطالبا بضرورة إيجاد شركات أخرى ذات اختصاص ولها تجربة عمل في مطارات أخرى وأثبتت نجاحها لكي تحسن من أداء المرافق وتُظهر المطار بالشكل الذي يثلج الصدر ويعكس المنظر الحضاري للبلد. من جانبه، أشار بدر الصالحي إلى أن منظر المطار أصبح يذكره بسنوات مضت من خلال قدم الكاونترات التي بدت تتداعى مع مرور الزمن، والأرضية التي أصبحت كئيبة ويبدو عليها بعض التصدعات من آثار الوقت، وكراسي الحديد غير المريحة، مبينا أن المسافر يضطر في الغالب للانتظار إلى حين الإعلان عن رحلته، مما يرهقه كثيرا الجلوس ساعات طويلة على هذه الكراسي المهملة، ودعا إلى ضرورة الاهتمام بأماكن العبادة في المطار ووضعها في زوايا مخصصة لها بدل الممرات الضيقة، فضلا عن تنظيف السجاد. ويرى المواطن سلطان الطرير أن الشاشات في صالات الحجز تبدو مهملة ومشوشة ولا تعمل بشكل جيد أمام المسافرين، فضلا عن أصحاب سيارات الليموزين الذين يثيرون الضجة والإزعاج للمسافرين، وتساءل "لماذا لا يتم وضع أقسام متخصصة لكل مرفق من مرافق المطار لماذا لا يتم تثقيف أصحاب الليموزين "الأفراد" وإخضاعهم للتدريب بدل العمل العشوائي وإثارة المشاكل مع بعضهم أمام أنظار المسافرين"، وتابع "نحن لا نمثل أنفسنا بل نمثل ثقافة بلد.. ومن المعيب أن يرى المسافر هذا السلوك منذ وصوله.. وهذا ينعكس على الوجه الحضاري للبلد الذي يحاول أن يفسده العشوائيون". كما أبدى بعض المواطنين استياءهم من سوء تعامل بعض الموظفين مع المسافرين، وعدم إلمامهم بثقافة حسن التعامل مع الآخرين، وأن على الجهات المختصة والمعنية بالأمر إخضاعهم إلى دورات لتحسين أدائهم، حول كيفية التعامل مع المسافرين سواء القادمين أو المغادرين، فيما اقترح البعض تنظيم أماكن البيع بالمطار وتخصيص مواقع معينة لتسهيل معرفتها من قبل المسافرين، بالإضافة إلى مراقبة بيع السلع التي تتضاعف قيمتها يوما بعد يوم من خلال استغلال حاجة المسافر. .. وأسئلة "الوطن" يتقاذفها 3 مسؤولين.. دون رد منذ أكثر من شهرين ونصف، و"الوطن" تنتظر رد مسؤولي هيئة الطيران المدني على الاستفسارات المقدمة بشأن مطار الملك خالد الدولي والتي تناوب عليها نحو 3 مسؤولين، من خلال الاتصال وإرسال عبر البريد الإلكتروني تماشيا مع رغبتهم، ولكن دون جدوى، وقد استمرت وعود مسؤولي هيئة الطيران المدني بإرسال الرد، وإلى وقت كتابة التقرير لم يصل أي رد عن الاستفسارات المقدمة وكما تعودت "الوطن" في تقاريرها التي تنشر أخذ طابع الحياد وأخذ الآراء من الطرفين.