طالب عدد من أهالي محافظة الأحساء الهيئة العامة للطيران المدني تحسين وتطوير مطار المحافظة، وتفعيل وتسيير الرحلات المحلية والدولية فيه بشكل رسمي ومنتظم، أسوة بالمطارات الدولية والإقليمية المنتشرة في العديد من مناطق ومحافظات المملكة، مشيرين إلى أن الأحساء تزخر بالكثير من المشاريع التنموية الضخمة، والتي تتطلب توفير مطار متكامل الخدمات والمرافق المساندة. وأبان مصدر مطلع في مطار الأحساء، أن عدد الرحلات الأسبوعية التي يجري تسييرها من المطار بلغت نحو 52 رحلة خاصة بشركة أرامكو السعودية، إضافة إلى رحلتين محليتين تابعتين للخطوط السعودية، معللا قلة الرحلات إلى عزوف شركات الطيران عن قبولها تنظيم رحلاتها إلى مطار الأحساء، مؤكدا أن المطار لا يقل إمكانيات عن المطارات الأخرى. ووفقا لجهات متخصصة في السفر والسياحة، فإن عدد مبيعات التذاكر المحلية والدولية التي تقطع في مختلف مكاتب السفر والسياحة في الأحساء، تضاعفت خلال ثلاثة أعوام بنسبة 100 في المائة، خصوصا في المواسم وعطلات الصيف، وأشارت الإحصاءات إلى أن عدد المسافرين من مطار الملك فهد في الدمام ومطار البحرين من سكان الأحساء يمثل سنويا ما نسبته 50 إلى 75 في المائة من بين المسافرين، مطالبين الجهات المعنية والمسؤولين، تطوير مطار الأحساء بما يتواءم مع مكانتها المحلية وموقعها الاستراتيجي بين دول المنطقة، وتحسينه بما يتناسب مع مكانة الأحساء التجارية، السياحية، التاريخية، وعلاقاتها المترابطة مع دول الجوار، وحاجة المواطنين فيها إلى التنقل داخليا وخارجيا. ويطالب كل من المواطن حسن عبد الهادي والمواطن راشد يوسف، الجهات المعنية بتطوير وتحسين وضع صالات القدوم والمغادرة في مطار الأحساء، لمواكبة التقدم العمراني والتمدد السكاني الذي تشهده المحافظة، والحاجة المتزايدة والملحة للمواطنين وخصوصا رجال الأعمال، وضرورة تحويل مطار الأحساء من مطار محلي إلى إقليمي ودولي، ليقدم خدماته للمواطنين ويرتقي إلى تلبية احتياجاتهم. أما سيدة الأعمال وفاء محمد فقالت، إن أهالي الأحساء في حاجة ملحة إلى توفير خدمات متكاملة في مطار المحافظة، لافتة إلى أن منهم المرضى والمبتعثين والتجار، والذين يحتاجون إلى التنقل جوا بصورة مستمرة، متسائلة «ما الفائدة التي يجنيها مواطن الأحساء من هذا الصرح المهمش، والذي لا يفي بمتطلباته ولا يواكب النقلة التنموية التي تشهدها المحافظة من بين مناطق المملكة». وعلى صعيد آخر، طالب عدد من أهالي القصيم بسرعة تنفيذ الوعود التي تهدف إلى تطوير المطار الإقليمي في المنطقة، والذي لا يواكب وضعه الحالي، بحسب تقديرهم، النقلة التنموية الكبيرة التي تشهدها المنطقة. وأكد الأمين العام السابق للغرفة التجارية في القصيم أحمد عبد الله التويجري، والذي ترأس في وقت مضى اللجنة الاقتصادية في مجلس منطقة القصيم، أن المطار هو الواجهة الأهم والأبرز للقادمين من خارج المنطقة، مشيرا إلى أن مطار القصيم بحاجة إلى أن يكون واجهة حقيقية تعكس تطور المنطقة من خلال تنمية وتطوير خدماته وقدرته الاستيعابة، لا سيما وأن تعداد سكان القصيم تجاوز مليونا و 500 ألف نسمة، بينما يخدم المطار عدة محافظات وقرى في المنطقة، كما يلجأ سكان بعض المناطق القريبة إلى السفر عبر مطار القصيم. وذكر طالب الماجستير سلطان الفريدي أنه يضطر إلى السفر أسبوعيا إلى الدمام لتلبية متطلبات دراسته، غير أنه أبدى قلقه من التأجيلات التي يواجهها في كثير من الأحيان للرحلات أو إلغائها، حيث تبين له أخيرا أن السبب يعود إلى عدم قدرة المطار على التعامل مع الظروف الجوية، إضافة إلى قلة الرحلات المجدولة، مطالبا بزيادة القدرة الاستيعابية للمطار لتفعيل وزيادة الرحلات، والتي ستنعكس إيجابا على الخدمات المقدمة لأهالي المنطقة. ومن جهة أخرى، شدد أهالي منطقة جازان على ضرورة تحويل مطار الملك عبد الله بن عبد العزيز الإقليمي إلى مطار دولي، نظرا إلى الزيادة المطردة في أعداد المسافرين، والحركة المستمرة التي تشهدها المنطقة، مطالبين بزيادة عدد الرحلات من وإلى المطار. وأكد المواطن خالد المجرشي والمواطن عثمان الفهد، من أهالي المنطقة، أن عدد الرحلات في مطار جازان «محدودة جدا، ولا تلبي احتياجاتنا خصوصا في العطلات والمواسم»، مضيفين أن تحويل المطار إلى دولي من شأنه أن يسهم في دعم الحركة السياحية والاقتصادية في المنطقة، إضافة إلى تلبية احتياجات الأهالي في التنقل إلى مختلف مناطق المملكة، فيما طالب المواطن محمد الفيفي بتوسعة المطار كي يستوعب الأعداد الكبيرة والمتزايدة من المسافرين. أما المواطن حسن المدخلي، والذي يضطر للسفر إلى خارج المنطقة بصورة دائمة لمراجعة إحدى المستشفيات، فيطالب بزيادة الرحلات الداخلية، وتطوير المطار ليستوعب طائرات أكبر، مما ينعكس على عدد المقاعد المتوافرة في كل رحلة. وفي شأن ذي صلة، أكد نائب رئيس اللجنة التجارية في الغرفة التجارية للمنطقة الشرقية علي برمان، على ضرورة وضع حلول جذرية لغياب أغلب الشركات الأجنبية من مطار الملك فهد الدولي في الدمام، مشيرا إلى أن كثيرا من الشركات فضلت الانتقال إلى مطارات خليجية مجاورة، بعد أن كانت تحرص على التواجد في مطار الظهران الدولي السابق. وأوضح برمان أن رجال الأعمال يعانون جملة مصاعب في التعامل مع مطار الملك فهد الدولي، من أبرزها عدم وجود رحلات مجدولة، إضافة إلى العشوائية في اختيار مواعيد الرحلات الدولية، فضلا عن غياب السعر المنافس، الأمر الذي يدفع كثيرين منهم إلى تفضيل السفر عبر شركات الطيران الأخرى في المطارات المجاورة، نظرا لانخفاض السعر مقارنة بالناقل الوطني في ظل غياب المنافس. وطالب بضرورة وضع حلول جذرية لهذه المشكلة المزمنة، مشيرا إلى أن سوء الإدارة والتقييم، أسعار الأرضيات في المطار، والأنظمة المشددة، تمثل عوامل مجتمعة في غياب شركات الطيران الدولية والمنافسة.