سلمت وزارة النفط السودانية خطابات رسمية لجميع الشركات العاملة في نقل وتصدير نفط جنوب السودان الذي يعبر الأراضي السودانية نحو الأسواق العالمية خلال موانئ التصدير ببورتسودان وطلبت منها إيقاف عمليات نقل وتصدير الخام خلال 60 يوماً تبدأ من يوم الأحد الماضي. وكان الوزير السوداني قد اجتمع برؤساء تلك الشركات بمبنى الوزارة ظهر أمس. من جهة أخرى نفى الجيش السوداني توغل قواته داخل أراضي دولة الجنوب حسبما أعلنت الأخيرة، وأكد التزامه القاطع بالحدود الدولية بين البلدين، وجدد في الوقت ذاته اتهام جوبا باحتلال 6 مناطق حدودية. إلى ذلك استبعد الرئيس الجنوبي سلفا كير ميارديت نشوب حرب بين البلدين بعد قرار إلغاء اتفاقيات التعاون، ووجه دعوة إلى السلام، مؤكدا أنه سيلجأ إلى وسطاء الاتحاد الأفريقي لحل الخلافات. من جهته أكد وزير الإعلام الجنوبي برنابا بنجامين أن زيارة سلفا كير المقررة للخرطوم ما زالت قائمة وسيصل إلى ميناء بورتسودان لمشاهدة تصدير النفط ما لم يصلهم إخطار بإلغاء الزيارة. إلى ذلك حث الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون قادة البلدين على ضرورة احترام الاتفاقيات الموقعة بينهما، بينما أدانت واشنطن قرار البشير إيقاف تصدير نفط الجنوب عبر أراضي الشمال، وقالت المتحدثة باسم خارجيتها جن ساكي "نأسف لهذا التصرف وندعو الخرطوم للعدول عن هذا القرار". ومن جانبها أعربت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كاثرين أشتون عن قلقها من قرار الحكومة السودانية وتجميد جميع اتفاقيات التعاون، مما قد يؤدي إلى عواقب وخيمة في العلاقة بين الدولتين. في سياق منفصل اتهمت منظمة العفو الدولية الجيش السوداني بانتهاج سياسة الأرض المحروقة في حربه مع المتمردين بولاية النيل الأزرق، قائلة إنه قام بتدمير ما لا يقل عن 8 قرى في منطقة جبال النوبة، كما أحرق وقتل مدنيين في نفس المنطقة، واعتبرتها محاولة لتهجير السكان والانتقام منهم، بينما نفى الجيش السوداني أن يكون قد قام بهذه الأعمال، منددا بتلك الاتهامات.